السبت 20 ابريل 2024
الرئيسية - عربية ودولية - هذه هي العقوبة السجنية الثقيلة التي تنتظر معترض سير “طرامواي” في المغرب
هذه هي العقوبة السجنية الثقيلة التي تنتظر معترض سير “طرامواي” في المغرب
الساعة 11:20 صباحاً (وكالات)

أقدم شاب مغربي، الأحد، على اعتراض سير عربات الترام أو كما تعرف محليا بـ"طرامواي" مدينة الدار البيضاء، مما اضطر سائق هذه العربات إلى التوقف، وبعد ذلك صب كثيرون جام غضبهم على الشاب الذي وصفوه بالمستهتر.

ووثق الشاب المغربي فعلته بمقطع فيديو، كان يعتزم رفعه على منصة التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، ويظهر فيه وهو يجلس على كرسي فوق مسار الترام، حيث كان يحتسي القهوة ويدخن السجائر. 



والحادثة التي أشعلت موجة من السخط على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت البعض إلى مطالبة السلطات الأمنية بالتدخل لتوقيفه، وتقديمه إلى القضاء.

وبادر نشطاء آخرون إلى نشر مقتضيات قانونية، تدين الأفعال التي ارتكبها بعقوبات تتجاوز الخمس سنوات.

الشاب يبرر

وبدوره حاول الشاب، الذي يرجح أنه لا يتجاوز عمره 20 عاما، توضيح ما حدث عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي.

واعتبر أن ما قام به "ليس عملا طائشا"، وكل ما في الأمر أنه أراد من خلال ذلك التعبير عن أن "الشباب المغربي خاصة والعربي عامة باستطاعته أن يوقف أي شيء، في إطار ما نتعرض له من مناورات إسبانية".

ويرتب القانون الجنائي المغربي، عقوبة تتراوح بين 5 و10سنوات، على" من وضع في ممر أو طريق عام شيئا يعوق مرور الناقلات، أو استعمل أي وسيلة كانت لعرقلة سيرها، وكان غرضه من ذلك التسبب في حادث أو تعطيل المرور أو مضايقته"، وذلك حسب ما ينص عليه الفصل 591 من القانون الجنائي المغربي.

 

أسباب نفسية واجتماعية

واعتبر الباحث في علم النفس الاجتماعي، رشيد إيهوم، أن "هذا سلوك متهور مرتبط بسن الفاعل"، معتبرا أن "الشاب المعني قد أقدم على تلك الفعلة، وهو مأخوذ بموجة التحديات السائدة بين الشباب صغار السن في التواصل الاجتماعي، والتي قد تذهب أحيانا إلى ارتكاب أفعال يجرمها القانون".

وأضاف المتحدث، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، معتبر أن "ذلك الفعل يجسد نوعا من أنواع الطموح اليومي للشباب الصغار، الذي يهدفون من خلاله إلى صنع بطولة وهمية وافتراضية"،.

وقال إن" هناك حوادث مماثلة سبقت هذه الحادثة، وهذا يعني أننا أمام موجة عامة ينبغي التوقف عندها بالدراسة والتحليل والتدخل".

ونبه إيهوم، إلى أن "غياب دور الأسرة، وافتقار الشباب المنتمين للأسر الفقيرة إلى الدفء العاطفي اللازم، قد تكون من بين الأسباب النفسية والاجتماعية التي تجعلهم يقومون بهكذا أفعال".

وتابع: "الأمر يتعلق في الحقيقة بمشكلة نفسية يدرسها علم نفس الجانحين، ويطلق عليها "المرور إلى الفعل"، بحيث أن الجانح قد يتخيل الفعل ويمر إلى تطبيقه دون التفكير في العواقب".

جهل بالقانون وفراغ تشريعي

ومن جانبها، أوضحت الباحثة والخبيرة في الشؤون القانونية، كوثر السعودي، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الثابت في مثل هذه الحالات من الناحية القانونية، هو المبدأ الذي مقتضاه أنه "لا يعذر أحد بجهله القانون"، مما يجعل هذا الشاب عرضة للمتابعة القضائية، بالرغم من أنه فعل ما فعل من باب المزاح".

واعتبرت أن "تعريض الشاب لحياته إلى الخطر، وحياة الركاب من مستعملي وسيلة النقل العمومية المتمثلة في الطرامواي، هي أفعال يجرمها القانون المغربي، كما هو الشأن بالنسبة للقوانين المعمول بها في معظم دول العالم".

وأضافت أن "الجانب الآخر من المسألة يكمن في أن هذا الشاب، يمكنه أن يستفيد من ظروف التخفيف، وذلك قياسا إلى ما تجده السلط القضائية من اعتبارات راجعة إلى سلطتها التقديرية، كما يمكنه أيضا أن يستفيد من العفو، وسائر طرق إسقاط العقوبات، وقد يرى القضاء حتى عدم متابعته".

ونبهت إلى أن "الطريقة التي برر بها فعلته، إذا استثمرها الدفاع، فإنها أيضا قد تمكنه من التخفيف"، معتبرة أن "ثمة مشكل آخر يتعلق بالفراغ التشريعي في الباب المتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا حينما تصبح بعض الأفعال من هذا القبيل ذات ضرر عمومي".
 


آخر الأخبار