الخميس 25 ابريل 2024
الرئيسية - عربية ودولية - تقارير عالمية تصف تعامل واشنطن مع أثيوبيا بـ(سياسة ذات وجهين)
تقارير عالمية تصف تعامل واشنطن مع أثيوبيا بـ(سياسة ذات وجهين)
الساعة 08:52 مساءً (متابعة خاصة)

 

وصفت تقارير صحفية عالمية تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع إثيوبيا بـ"السياسة ذات الوجهين"،، حيث تظهر وجها يهاجم أديس أبابا بسبب انتهاكاتها في إقليم "تيغراي" التي وصلت إلى درجة ارتكاب جرائم حرب، ووجها آخر عند تعاملها مع أزمة سد النهضة.



 

ويظهر وجه إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن الغاضب، عند الحديث عن انتهاكات تيغراي، حيث هددت بعقوبات ضد إثيوبيا وأريتريا،  إذا فشل أولئك الذين يؤججون الصراع في تيغراي في تغيير مسارهم.

 

وأوضح روبرت جوديك القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية ذلك في ملاحظات معدة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أن الوضع في تيغراي ازداد سوءا خلال الأسابيع الأخيرة.

 

وأضاف أن جميع الأطراف المسلحة تورطت في ارتكاب أعمال وحشية في الإقليم.

 

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد دعا أمس الأربعاء إلى انسحاب القوات الإريترية وقوات إقليم أمهرة الإثيوبي من إقليم تيغراي.

 

وقال بايدن إنه يجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية على الفور لتجنب المجاعة على نطاق واسع في المنطقة التي مزقها الصراع.

 

ودعا بايدن إلى انسحاب القوات الإريترية وقوات منطقة أمهرة الإثيوبية من منطقة تيغراي في إثيوبيا وقال إنه يجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية على الفور لتجنب مجاعة على نطاق واسع في المنطقة التي مزقها الصراع.

 

وتابع بايدن إنه بدافع قلقه الشديد بشأن العنف في إثيوبيا، سيعود المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، الأسبوع المقبل إلى المنطقة للتشاور مع المسؤولين الحكوميين في المنطقة.

 

وقتل الآلاف وأجبر نحو مليوني شخص على ترك ديارهم في تيغراي بعد اندلاع الصراع بين الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي والجيش الإثيوبي في نوفمبر/ تشرين الثاني، ودخلت قوات من إقليم أمهرة المجاور وإريتريا الحرب لدعم الحكومة، بحسب "رويترز".

 

أعلنت الحكومة الأمريكية، يوم الاثنين الماضي، فرض قيود واسعة النطاق على المساعدات الاقتصادية والأمنية لإثيوبيا بسبب "الفظائع في إقليم تيغراي". وحظرت منح تأشيرات لمسؤولين إثيوبيين حاليين أو سابقين وكذلك مسؤولين بالحكومة الإريترية على صلة بالأزمة.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة تهدف للضغط من أجل حل الأزمة موضحا "هذا وقت تحرك المجتمع الدولي".

 

وجه الحوار

وعلى الجانب الآخر، تظهر الولايات المتحدة وجها آخر أمام إثيوبيا، وهو وجه الشخص المحاور والمفاوض، عند الحديث عن أزمة سد النهضة مع مصر والسودان.

 

وقالت مسؤولة في الخارجية الأمريكية، في تصريحات نقلتها إذاعة "فويس أوف أمريكا" قولها إن "الحل العسكري" لا ينبغي أن يكون خيارا أمام أزمة سد النهضة مع إثيوبيا.

 

ودفعت من أجل ذلك الولايات المتحدة بمبعوثها للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، لزيارة مصر والسودان وإثيوبيا، في إطار مساعي أمريكية لحل النزاع بصورة ودية.

 

والتقى فعلا فيلتمان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وشدد السيسي على أن القاهرة تعتبر السد قضية وجودية لمصر، وحذر من أن حكومته لن تتسامح مع أي تحركات من جانب أديس أبابا يمكن أن تقلل من حصة مصر من مياه النيل بسبب سد النهضة، وحث الولايات المتحدة على لعب "دور فعال" لتسوية النزاع.

وفي المقابل، نقل عن فيلتمان قوله إن الرئيس جو بايدن "جاد في تسوية مثل هذه القضية الحساسة".

لكن خبراء في الأمن الإقليمي، انتقدو عبر إذاعة "فويس أوف أمريكا" ما وصفوه بعدم تعامل الولايات المتحدة الجدي مع احتمالية نشوب حرب على المياه في حالة فشل الجهود الدولية في كسر الجمود الحالي في المفاوضات.

 

ونقلت الإذاعة الأمريكية عن محمد نصر علام، وزير الموارد المائية المصري الأسبق، إن السلطات المصرية تعتقد أن إثيوبيا لم تتفاوض بحسن نية، وهذا ما على واشنطن أن تعيه جيدا.

 

وقال علام: "لقد أمضينا حوالي 9 سنوات في التفاوض ولم ننتهي بأي شيء مفيد من حيث التشغيل أو الملء، ولكن عندما تدخلت الولايات المتحدة قاموا بتسهيل الاجتماعات".

 

وأردف بقوله "المحادثات برعاية أمريكية، أسفرت عن إطار قانوني سعت إليه مصر والسودان قبل ملء السد، فضلا عن إجراءات لحل الصراع، لكن في نهاية المطاف، رفضت إثيوبيا التوقيع على الاتفاقية".

 

وقال علام إن مصر والسودان لديهما مخاوف عميقة بشأن مخاطر أن يقطع السد حصصهما من مياه النيل، فبموجب اتفاقية توزيع حصص مياه النيل،  تحصل مصر على 55.5 مليار متر مكعب ، والسودان يحصل على 18 مليار متر مكعب، يسمح هذا التخصيص بـ 500 متر مكعب للفرد في مصر، أي حوالي 50 في المائة من مؤشر الفقر المائي الذي يحدده البنك الدولي".

 

كما نقلت الإذاعة الأمريكية عن مسؤولين سودانيين قولهم إن ملء السد هذا العام يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي السوداني.

 

ولكن السفير الإثيوبي في مصر، ماركوس تيكيلي ، لا يتفق مع هذا التقييم، حيث قال "ينصب تركيزنا الآن على ملء السد وتشغيله، وليس على حصص المياه، وقد أوضحت إثيوبيا مرارًا وتكرارًا أن هذا اليوم لن يسبب ضررًا كبيرًا لذلك، ولا أعرف لماذا أصبح تهديدًا وجوديًا سواء للسودان أو مصر في الوقت الحالي".

وترغب مصر والسودان في أن يكون هناك اتفاق ملزم قانون بشأن ملء السد وتشغيله، قبل أن تبدأ إثيوبيا المرحلة الثانية من الملء.

 

نقلت عن ديفيد دي روش، الأستاذ المشارك في مركز الشرق الأدنى للدراسات الاستراتيجية بواشنطن، قوله إن هذا الموقف الإثيوبي يعتبر استفزازيا بشكل كبير.

 

وتابع بقوله "هذا أمر محبط حقًا لأنه نوع من التصريحات التي يطلقها الإثيوبيون أمر مقلق، وقولهم إن ما في بلدنا هو ملكنا وكل ما نسمح له بالذهاب إلى المصب، كن سعيدًا لذلك أمر غير لائق".

واستمر بقوله "لسوء الحظ، الموقف الإثيوبي هو الموقف الذي يثير قلقًا كبيرًا لمصر التي تعتمد بشدة على النيل، ولا يمكن للمصريين أن يبتسموا ويتحملوا ذلك".

وتحدث تيكيلي عن أن بلاده قدمت تنازلات عديدة في هذا الشأن، من خلال تمديد الوقت لإعادة ملء السد من ثلاث سنوات إلى خمس وإلى سبع سنوات، لكنه قال إن حصص المياه يمكن مناقشتها لاحقًا.

 

وأردف قائلا "كما تعلمون بشأن حصص المياه، لم يكن لدينا أي اتفاق من هذا القبيل بشأن الحصص في الماضي، لذلك نحن لا نتحدث عنها، وفي المستقبل يمكننا مناقشة الموضوع الذي أثرته".

 

وكشفت في المقابل تقارير صحفية أمريكية عن أن الولايات المتحدة تجهز خطة ذات رأسين أو بمرحلتين، لحل الخلاف حول سد النهضة.

 

وقال مسؤول في وزارة الخارجية لمجلس الشيوخ إن إدارة بايدن تدعم "عملية من مرحلتين"، لحل الخلاف الدبلوماسي حول سد النهضة بين إثيوبيا ومصر والسودان.

وأطلع مسؤول بوزارة الخارجية مجلس الشيوخ على الخلاف حول سد نهر النيل في إثيوبيا، حيث قال روبرت جوديك، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، وسارة تشارلز من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بشهادتين أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بشأن سد النهضة والصراع في تيغراي.

 

قال جوديك إن "سياسة الولايات المتحدة هي دعم عملية من مرحلتين، بشأن السد، أولاً، تدعم الولايات المتحدة نوعًا من الاتفاق حول القلق الفوري، بشأن الملء الفوري الذي من المحتمل أن يحدث في يوليو".

وتابع بقوله "ينبغي بعد ذلك أن تكون هناك صفقة ثانية، وتوفر حلاً أطول أجلاً حول المياه واستخدامها وسد النهضة"، مضيفا أن الأزمة تكمن في أن الأطراف المعنية ليست مستعدة لدعم اتفاق شامل بشأن السد.

 

واستمر بقوله "التحدي هو أن هناك حلولاً فنية للقضايا، التي تثيرها الأطراف، لكن هناك غياب للإرادة السياسية".

 

وأضاف جوديك أن "الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دورًا بناء في النزاع، بما في ذلك من خلال توفير الخبرة الفنية، بشأن السدود ودعم جهود وساطة الاتحاد الأفريقي".

 

كما قال السيناتور جيم ريش من ولاية أيداهو، وهو أعلى عضو جمهوري في اللجنة، في نفس الجلسة، إن هناك إمكانية لتورط مصر عسكريًا في النزاع.

 

وتابع ريش بقوله "أفترض أنه إذا شعرت مصر، بالإهانة من هذا الأمر وانخرطوا عسكريًا بطريقة ما، فسوف يعقد الوضع أسوأ في المنطقة".

رد جوديك بالقول "سيكون ذلك كارثيًا إذا كان هناك نوع من الاشتباك العسكري بسبب هذا."

 

وكان الرئيس المصري، قد قال في تصريحات صحفية خلال زيارته إلى جيبوتي، إن بلاده ترفض مسعى لفرض الأمر الواقع بشأن سد النهضة، وأي إجراءات أحادية لا تراعى مصالح وحقوق دولتي المصب، مصر والسودان.

 

وأوضح الرئيس السيسى في كلمته بالمؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الجيبوتي، أنهما استعرضا المستجدات الخاصة بقضية سد النهضة، وهو الملف الذي يمس المصالح الحيوية للمنطقة برمتها، مؤكدا على حتمية التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة في أقرب فرصة ممكنة، وبما يحقق مصالح الجميع، ويعزز من أواصر التعاون والتكامل بين بلدان وشعوب المنطقة.

وفشلت حتى اليوم كل جولات المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا في التوصل لاتفاق حول قواعد ملء وتشغيل السد، وكان أبرز تلك الجولات تلك التي عقدت برعاية أمريكية، دون توقيع اتفاق بين الدول الثلاث، حيث رفضت إثيوبيا توقيع الاتفاق الذي توصلت إليه المفاوضات.

 

كما فشل الاتحاد الأفريقي على مدى ثلاث دورات، برئاسة كل من مصر وجنوب أفريقيا والكونغو على التوالي، في دفع الدول الثلاث لإبرام اتفاق.


آخر الأخبار