الثلاثاء 19 مارس 2024
الرئيسية - إقتصاد - مؤشرات الأسواق تترقب مزيدا من ضخ الدعم والتحفيز الاقتصادي بعد قمة السبع
مؤشرات الأسواق تترقب مزيدا من ضخ الدعم والتحفيز الاقتصادي بعد قمة السبع
الساعة 12:35 صباحاً (متابعات)

 

حصل الرئيس الأميركي جو بايدن على تأييد قادة الدول الكبرى في قمة مجموع السبع لطرحه برفض أي إجراءات تقشف في المالية العامة بعد أزمة وباء فيروس كورونا. ووافق زعماء الدول السبع على استمرار خطط الدعم والتحفيز الاقتصادي وعدم إنهائها مبكراً رغم مؤشرات التعافي في الاقتصاد مع التوسع في استخدام اللقاحات للوقاية من فيروس كورونا.كما اتفق قادة الدول الغنية على ضرورة الحد من اتساع الهوة في مجتمعاتهم وكذلك على مستوى العالم بين الأغنياء والفقراء. وتلك الدعوة التي أطلقها في بداية الاجتماعات مضيف القمة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.



 

وكان رئيس الوزراء البريطاني استبق بداية القمة بمطالبتها بأن "نتعلم الدروس من أزمة كوفيد-19 بعد الأخطاء الواضحة التي ارتكبت والتأكد من أن نسمح الآن لاقتصاداتنا بالتعافي". وأضاف: "من المهم ألا نكرر غلطة الأزمة الكبرى السابقة، الركود الاقتصادي الكبير في 2008 حين لم يكن التعافي متساوياً في كل جوانب المجتمع... أعتقد أنه من الأخطاء في هذا الوباء أو ما يمكن أن يشكل عيباً مستداماً هو تعميق عدم المساواة... فعلينا التأكد من أنه مع التعافي هناك مساواة بشكل أفضل، وأن نعيد البناء بما هو أكثر جودة".

 

  التحفيز الاقتصادي

 

وفي كلمته الافتتاحية في أولى جلسات القمة، طالب الرئيس الأميركي جو بايدن باستمرار التحفيز الاقتصادي مطالباً الغرب بأن "يكون على قدر مسؤولية اللحظة التاريخية ويدعم الاقتصاد". وحظيت دعوته بتأييد القادة جميعاً: رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، ورئيس الوزراء البريطاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس وزراء اليابان يوشيهيدي سوغا، ورئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي. وعلق دراغي في كلمته على الدعوة لاستمرار برامج التحفيز بالقول "إن هناك مبرراً قوياً لاستمرار التوسع في السياسة النقدية والمالية". يذكر أن ماريو دراغي كان من قبل رئيساً للبنك المركزي الأوروبي الذي يضع السياسات النقدية لمنطقة اليورو كلها في الفترة من 2011 إلى 2019.

 

تجاهل التضخم

 

ويعني هذا الموقف الموحد من قادة الدول السبع الغنية أن أسعار الفائدة لن تتغير قريباً في تلك الاقتصادات الرئيسة وستظل قرب الصفر. كما أن البنوك المركزية ستواصل توفير السيولة بالأسواق بالقدر نفسه الذي بدأت به مع بداية أزمة وباء كورونا العام الماضي. أي أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيواصل شراء السندات عند مستوى 120 مليار دولار شهرياً، وكذلك البنك المركزي الأوروبي الذي يشتري أصولاً شهرية بنحو مبلغ مماثل 100 مليار يورو (نحو 121 مليار دولار) شهرياً أيضاً.ورغم تململ ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، بسبب ارتفاع معدل التضخم في اقتصادها إلى نسبة تفوق 4 في المئة، أخيراً، إلا أن المركزي الأوروبي أكد موقفه في اجتماعه الشهري، الخميس، قبل القمة بيوم واحد.

 

وتبنت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد وجهة النظر التي يتبناها الاحتياطي الفيدرالي وبنوك مركزية أخرى حول العالم بأن معدلات التضخم الكبيرة حالياً مؤقتة، وأنها انتقالية بسبب الانكماش الذي سببه الوباء العام الماضي.وقال رئيس الوزراء الإيطالي في قمة مجموعة السبع "الأمر الصحيح هو الإنفاق الآن حتى لو اضطرت الدول الغربية لاتباع سياسة مالية أشد انضباطاً على المدى الطويل لطمأنة السوق وألا تضطر البنوك المركزية للانزعاج من التضخم وترفع أسعار الفائدة بشكل كبير". وجاء كلام ماريو دراغي معبراً عن إجماع الزعماء في القمة. يذكر أن بوريس جونسون سبق ووصف سياسات رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون التقشفية بأنها كانت "غلطة".هذا التوسع المالي والنقدي، مع زيادة الإنفاق الحكومي لتحفيز الاقتصاد وكذلك دعم الطبقات الوسطى والفقيرة في المجتمعات، إضافة إلى تعهدات الدول الغنية بتقديم الدعم والمساعدات للدول الفقيرة لتقليل هوة الفارق في التنمية، طمأن الأسواق. وأنهت الأسواق الرئيسة تعاملات آخر الأسبوع، الجمعة، مرتفعة، ويتوقع أن تبدأ، الإثنين، تعاملات الأسبوع المقبل بشكل جيد متأثرة بهذا المناخ الإيجابي من قمة مجموعة السبع.

 

ضخ النقد

لكن استمرار ضخ النقد في الاقتصادات بالمعدلات التي سادت خلال قمة أزمة وباء كورونا، على الرغم من انتعاش الاقتصاد على الأقل في قطاعات كثيرة الآن، قد يزيد من غليان التضخم بالشكل الذي يجعل البنوك المركزية في وضع حرج. صحيح أن الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا المركزي والبنك المركزي الأوروبي وغيرها أكدت مراراً أنها مستعدة للتعامل مع نسبة تضخم تفوق النسبة المحددة رسمياً أي 2 في المئة، لكن استمرار المعدلات المرتفعة سيعني أن التضخم مستدام، ولا يمكن تجاهله.لذا ستظل الأسواق تترقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع وتنتظر ما يبدر عنه بشأن أسعار الفائدة وبرنامج شراء الأصول. وبانتظار رؤية أي تأثير لقمة مجموعة السبع على لجان السياسات النقدية في البنوك المركزية سيظل المستثمرون قلقين من معدلات التضخم.


آخر الأخبار