الخميس 25 ابريل 2024
الرئيسية - بوابتي الرياضي - بعد خروج مزدوج في كأس العرب الجماهير اليمنية لاتحاد كرة القدم : (نسألكم الرحيلا)  
بعد خروج مزدوج في كأس العرب الجماهير اليمنية لاتحاد كرة القدم : (نسألكم الرحيلا)  
منتخبات يمنية
الساعة 10:38 صباحاً (بشير سنان )

وكأن جماهير الكرة اليمنية كتب عليها الشقاء والعناء مع توالي النتائج (المخزية) و (المحبطة) لمنتخباتها الوطنية بمختلف مراحلها السنية، في منحدر مخيف يوحي بمستقبل مجهول للعبة الرياضية الأهم في البلاد.

خسائر متتالية أغلقت نوافذ الفرح التي يطل منها اليمنيون (كرويا) وسط عتمة الحرب الدائرة في البلاد منذ سبع سنوات، آخرها الخروج الحزين لشباب اليمن في البطولة العربية التي استضافتها العاصمة المصرية القاهرة.



في أقل من اسبوع، تلقى محبو الكرة اليمنية ضربتين موجعتين عمقتا جراح الجماهير والعشاق والمتابعين - حتى السياسيين والمحايدين- بخروج مزدوج لكبار اليمن وشبابه من كأس العرب كنتاج طبيعي للإدارة السيئة لاتحاد الكرة المنتهية ولايته القانونية منذ العام 2018.

خسر منتخب الكبار في الدوحة أمام موريتانيا بهدفين نظيفين لحساب الملحق المؤهل لنهائيات كأس العرب فيفا 2021 التي تستضيفها قطر نهاية العام الجاري بمشاركة عربية قياسية.

وفي ذات الاسبوع ودع منتخب الشباب تحت 20 عاما دور المجموعات بخسارتين أمام منتخبي تونس والسعودية 2/ 0 - 1/2 تواليا وفوز معنوي على منتخب اوزبكستان 1/3 المشارك في البطولة - كضيف - بمنتخب تحت 18 عاما وقع معها ضحية لكافة منتخبات المجموعة.

مطالبات بالرحيل الفوري

عقب الخروج المزدوج لمنتخبي الكبار والشباب ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن بمختلف المنشورات المطالبة برحيل اتحاد الكرة وتشكيل لجنة مؤقتة لادارة شؤون اللعبة حتى موعد اجراء الانتخابات.

ودون اعلاميون رياضيون ونشطاء مواقع التواصل آلاف التدوينات والتغريدات انتقدوا فيها حالة التخبط الكبير التي يدير بها اتحاد الكرة مقاليد الأمور، مشيرين الى ضرورة تسليم الاتحاد للرياضيين من أبناء اللعبة.

وحملت التدوينات والتغريدات اتحاد اللعبة المسؤولية تجاه المستوى الذي وصفه الغالبية منهم بـ (المخزي) بحق اليمن التي تعد من أوائل الدول في شبه الجزيرة العربية ممارسة لكرة القدم.

نتائج طبيعية!

عزت الجماهير الرياضية اسباب النتائج المخيبة لمنتخبي الكبار والشباب الى غياب الاعداد الكلي للمنتخبين، معتبرين ظهور اللاعبين بذلك السوء على ارضية الملعب نتاج طبيعي للادارة التي تسير أعمال بيت الكرة.

المنتخب الاول خاض مواجهاته الثلاث في التصفيات الاسيوية المزدوجة امام (السعودية- اوزبكستان - فلسطين) وتاليا موريتانيا في ملحق كأس العرب دون خوض اي مباراة ودية منذ قرابة العامين فكان الحصاد اربع خسائر متتالية دون اي هدف.

منتخب الشباب الذي يمتلك مواهب واعدة دخل منافسات كأس العرب في القاهرة قبل اسبوعين من البطولة، قادما من معسكر اعدادي (معلب) في مدينة شبوة جنوب اليمن دون اي اعداد آخر.

شباب اليمن بقيادة المدرب الوطني النفيعي غادروا من دور المجموعات بفوز معنوي على الاوزبكي كشف ضعف الاعداد للمنتخب الذي كان بامكانه عبور دور المجموعات لو توفرت له الظروف الملائمة لخوض المنافسة.

وبحسب مراقبين فإنه وعلى الرغم من غياب دعم (الفيفا) بسبب ظروف الحرب، الا ان الدعم الحكومي - وان كان محدودا- كاف لاعداد المنتخبات الوطنية خصوصا اذا ما علمنا ان الاتحاد تسلم خلال السنوات الثلاث ما يقارب ال 750 مليون ريال من الحكومة، اضافة الى مكافأة المشاركة في خليجي 24 والمقدرة بمليار ريال يمني.

ولاية رابعة انتهت!

في ابريل من العام 2014 أعادت الجمعية العمومية للاتحاد اليمني العام لكرة القدم، انتخاب أحمد صالح العيسى، رئيسا بالتزكية للاتحاد للمرة الثالثة على التوالي، للفترة الانتخابية 2014 -2018، بعد تقدمه لمنصب الرئاسة دون منافس.

وأسفرت الانتخابات كذلك عن فوز حسن باشنفر بمنصب النائب الأول لرئيس الاتحاد، وعبد المنعم شرهان بمنصب النائب الثاني، الى جانب فوز كلا من: (أحمد مهدي سالم، طلال حيدرة، أحمد الشرفي، سمير الخلقي، عبدالفتاح لطف، حسن عبدربه اليافعي، لبيب المهدي، وعبدالوهاب الزرقة) بمنصب عضوية مجلس الادارة.

وفور انتخابه، أعلن العيسي تعيين الدكتور حميد شيباني أمينا عاما للاتحاد بالإضافة إلى 4 أمناء عموم مساعدين للترضية وهم، (عادل عمر، محمد حيدان، عبدالجبار سلام، ومعاذ الخميسي).

ووفقا للنظام الانتخابي للاتحادات الرياضية اليمنية والنظام الاساسي لاتحاد الكرة فان دورة المجلس الحالي المقدرة بأربع سنوات انتهت (قانونا) في ابريل من العام 2018 ومع دخول العام القادم فان رئيس الاتحاد على ابواب انهاء دورة رابعة دون انتخابات.

تمديد مثير للجدل!

يتساءل منسوبو المؤسسات والأطر الرياضية اليمنية عن الدور المفترض للاتحادين الدولي والاسيوي لكرة القدم تجاه ما يجري في اروقة الكرة اليمنية بعيدا عن نواميس وانظمة (فيفا).

وذهب البعض لتوجيه اتهامات لبيت الكرة العالمي بالتواطؤ مع الاتحاد الحالي والتمديد له دون مسوغ قانوني مدللين على ذلك بان المحافظات الخاضعة لسلطات الحكومة المعترف بها دوليا تمتلك القدرة على تأمين سير اي عملية انتخابية قادمة.

فيما ذهب البعض الآخر للقول أنه وفي ظل التسارع الرقمي، والتكنولوجيا التي وفرتها برامج الاجتماعات الافتراضية فانه بالامكان اجراء الانتخابات بعملية اقتراع الكتروني تشرف عليه لجنة مشتركة من الاتحادين الدولي والاسيوي.

منظومة للفوضى

ليست النتائج -المخيبة - وحدها من اغاضت الشارع الرياضي في اليمن، وزادت من حدة نقمته تجاه المجلس الحالي للاتحاد، بل ان الفوضى الادارية التي تجري في اروقة الاتحاد سبب رئيسي لكل ذلك الغضب.

منذ الموسم 2014 / 2015 توقف الدوري العام لكرة القدم، بسبب اندلاع الحرب في عموم اليمن، ومع عودة الاوضاع الى طبيعتها في اجزاء واسعة من البلاد تناسى الاتحاد دوره الافتراضي في اعادة المنافسة الكروية الاهم!

والى جانب الدوري العام، هناك غياب كلي لمنافسات الفئات العمرية - حتى ما قبل الحرب- مع امكانية اقامة تلك المنافسات بنظام المجموعات او المحافظات كما جرى الحال في الدوري التنشيطي الذي نظم العام الماضي في مدينة سيئون.

اعلاميا، لا يمتلك الاتحاد موقع الكتروني (محدث) بكافة المستجدات التي تخص الشأن الكروي، وحتى صفحات مواقع التواصل (المجانية) غائبة، وكل ما يدار في مواقع التواصل بجهود طوعية لمجموعة من النشطاء.

واذا ما اردنا الخوض في باقي التفاصيل فالحديث يطول حتما حول روزنامة الموسم، والتقارير المالية السنوية، اضافة الى الغياب الكلي لادارة التطوير الفني للمدربين وبرامج تأهيل الحكام، والأخيرتان يستخدمها الاتحاد في فرض عصى الطاعة تجاه معارضيه من اللاعبين والمدربين الدوليين السابقين.

العمومية .. النوم في العسل

اذا أردت الجواب .. فتش عن السبب، تلقى العجب، وهذا هو الجواب الواضح لكل ما ذكرناه في التقرير، كون الجمعية العمومية للاتحاد نائمة في العسل وربما كان اجتماعها الاخير في الكونجرس الانتخابي العام 2014.

وكواقع افتراضي لكل هذا الجمود الذي يغلف عمومية الاتحاد فان المجلس الاداري يواصل السير بالكرة اليمنية الى الهاوية دون حسيب او رقيب من الهيئة التشريعية للاتحاد.

ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه على الجميع هل عجز الاتحاد العام عن تطبيق نظامه الاساسي باجتماع سنوي لجمعيته حتى بالنظام الالكتروني اسوة بالاتحادات العربية والاسيوية والدولية!

 


آخر الأخبار