السبت 20 ابريل 2024
الرئيسية - بوابتي الدينية - معركة حطين.. 834 عاما على دحر الصليبيين وبداية تحرير بيت المقدس
معركة حطين.. 834 عاما على دحر الصليبيين وبداية تحرير بيت المقدس
الساعة 02:57 مساءً (تركيا الان)

صادف يوم الأحد الماضي، الذكرى السنوية الـ 834 لمعركة حطين، التي انتصر فيها جيش المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، على الصليبين المتواجدين في بلاد الشام وبيت المقدس (مدينة القدس).

وكان يوم 4 تموز/يوليو 1187، شاهدا على دحر جيش المسلمين للقوات الصليبية، في معركة استمرت 7 ساعات متواصلة، في قرية حطين الفلسطينية والقريبة من مدينة طبرية، حيث سقط خلالها مئات القتلى والجرحى والأسرى من جيش الصليبيين.



ويروي مؤرخون أنه منذ عام 1099، احتل الصليبيون بيت المقدس والساحل الفلسطيني وعدد من بلاد الشام وارتكبوا أفظع الجرائم بحق الأهالي، كما نصّبوا أنفسهم أمراء وملوك على تلك المناطق، واستمر ذلك الحال على مدى قرن من الزمان.

وأضاف المؤرخون أنه “وبعد انتصاره القائد صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين، ووقوع ملك القدس وكبار قادة الصليبيين في الأسر، سقطت المدن والقلاع التي أقامها الصليبيون تباعاً في أيدي صلاح الدين مثل طبرية، وعكا، وقيسيارية، ونابلس، ويافا، وبيروت”.

وأشار المؤرخون إلى أنه “وبعد أن ظلت مدينة القدس أكثر من 90 عاماً خاضعة لسيطرة الصليبيين، أصبح الطريق ممهدا أمام القائد صلاح الدين الأيوبي لدخول وفتح المدينة التي طالما حلم بفتحها وتحريرها، حيث قام بحصارها حصاراً قوياً من يوم الـ 20 من أيلول/سبتمبر 1187، حتى تمكن من تحقيق ذلك في 2 من تشرين الأول/أكتوبر، حيث طلب حكام المدينة الصلح، ودخل صلاح الدين القدس في مشهد عظيم لن ينساه التاريخ”.

وتعتبر معركة حطين من أهم المعارك التي أنزلت الهزيمة القاسية بالصليبيين الذين احتلوا المناطق الإسلامية في بلاد الشام، والتي أدت إلى تراجع قوة الصليبين ونفوذهم بشكل كبير جدا، إضافة إلى أنها كانت الفرصة الأبرز لتحرير القدس بعد أعوام  طويلة من الاحتلال الصليبي.

لقد كانت معركة حطين نتيجة حتمية لرحلة طويلة من الجهاد والكفاح ضد الصليبيين الذين قادوا عدة حملات بداية من عام 1096، وقد شارك في جهاد الصليبيين عدد لا يحصى من المسلمين الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل تحرير بيت المقدس واستعادتها من أيدي الصليبيين الذين دنسوه وحولوا المسجد الأقصى إلى حظيرة للخيول والخنازير، شارك في معركة التحرير ثلة مباركة من القادة منهم عماد الدين زنكي، نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي، أسد الدين شيركوه، وقد شاء الله أن تُكلل تلك المجهودات على يد الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي.

المعركة الفاصلة

وصل الصليبيون إلى منطقة حطين، واكتشفوا أنهم محاصرون بعيدا عن الماء، وبدأوا يبحثون عن منابع الماء حول حطين لكنهم فشلوا في إيجاد أي منها.

مكث المسلمون ليلتهم في الصلاة والذكر والدعاء والتبتل إلى الله تعالى بالنصر، وفي صباح اليوم التالي وقعت معركة حطين الفاصلة بين المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، وجمع كبير من الصليبيين يقودهم غي دي لوزينيان ملك القدس آنذاك، وقد أبلى المسلمون بلاء حسنًا في تلك المعركة واستطاعوا القضاء على الجيوش الصليبية في ساعات وفرّ ريموند الثالث حاكم طرابلس بجيشه لما ضيق المسلمون عليه، ووقع في الأسر عدد كبير من الصليبيين منهم الملك دي لوزينيان ورينو دي شاتيون المعروف بأرناط وكان حاكمًا على الأرك، وقد قتله صلاح الدين الأيوبي جزاء خيانته وإغارته على قوافل الحجيج المتجهة إلى مكة ومحاولته الإغارة على المدينة المنورة، وكان صلاح الدين قد أقسم على قتله بيده إن ظفر به.

انجلت معركة حطين عن هزيمة منكرة للصليبيين وانكسار كبير لجيوشهم التي لم ينج منها إلا القليل ووقع معظمهم بين قتيل وجريح وأسير.

بعد معركة حطين أصبح الطريق ممهدًا أمام صلاح الدين لتحرير بيت المقدس، وقبل ذهابه لتحريرها قام بتحرير المدن التي قابلته على الساحل كطبرية وقيسارية وحيفا وعكا وغيرها من المدن التي كان الصليبيون قد احتلوها.

لقد كانت معركة حطين يومًا من أيام الله المشهودة والتي استطاع المسلمون فيها القضاء على تجمع الصليبيين الكبير وتمهيد الطريق لتحرير بيت المقدس وهو ما حدث بعد حطين بأشهر قليلة.


آخر الأخبار