نعم هناك تشابه ما بين حركتي طالبان والحوثي، لكن الفروق بينهما أكثر ولصالح طالبان. مثلا: كانت طالبان أكثر صدقا مع نفسها والعالم حين اعترفت بأنها تحركت وفق تنسيق مع الأمريكان وأن هناك مناطق لا تستطيع الاقتراب منها في كابل بحسب هذا الاتفاق. الحوثي دخل صنعاء بتنسيق مع الأمريكان .. إشارة بسبابة اليد لليسار

 واستولى على أسلحة قوات مكافحة الإرهاب التي كانت أمريكا قد زودت علي صالح بها، ومنعته من استخدامها ضد الحوثي في حروب صعدة كما صرح هو بنفسه في أحد لقاءاته.

 لكن الحوثي لم يعترف بهذا التنسيق مع الأمريكان بل ذهب يوحي للجميع بأنه مستهدف من قبل الأمريكان!.

فرق آخر مهم هو أن طالبان تمثل الأكثرية الأفغانية ثقافة وعقيدة على عكس الحوثية في اليمن. كما أنها كانت سلطة معترفا بها من دول عديدة قبل أن يسقطها الأمريكان قبل عشرين عاما، ولم تكن في يوم من الأيام حركة انقلاب على الديمقراطية والنظام الجمهوري والثورة الشعبية كما هو حال الحوثي.. إشارة بسبابة اليد لليسار

 وأهم من ذلك كله أنها لا تتبنى عقيدة عنصرية تخضع الناس لسلالة من الدجالين أو تستولي على ثرواتهم وتقسم الأفغان على طبقات وفئات متفاوتة الكرامة على معيار النسب.، كما يفعل الحوثي..إشارة بسبابة اليد لليسار

سيعاني الأفغان كثيرا من تزمت طالبان وتشددها، لكنهم لن ييأسوا من توطين الديمقراطية في المستقبل عندما يفرض الواقع على طالبان أن تتطور. أما مع الحوثية فلا أمل أبدا في مجيء الديمقراطية، لأنها نقيض الإمامة، ولا تعيش إحداهما مع الأخرى تحت سقف واحد. الإمامة غياب دائم للحقوق والكرامة.

 الحوثيون مضطرون للإشادة بإنجاز طالبان حتى يقال إنهم متسقون مع مبادئهم الثورية ضد أمريكا، مع أنهم في قرارة أنفسهم موجوعون جدا مما جرى، لأن طالبان ستكون بمثابة مسمار في خاصرة إيران، وقد شرعت بالفعل من اليوم الأول في محاربة مظاهر التشيع بمدينة كابل!.

 طالبان البدائية المتشددة ليست إضافة لصالح الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنها على الأرجح إضافة لصالح محور باكستان تركيا ومن معهما في مواجهة محور الهند إسرائيل الإمارات. والمنتصر في صراع المحاور هذا هو الذي سيفرض رؤيته على المنطقة في نهاية المطاف.

* من سلسلة تغريدت للكاتب في تويتر