حذر سياسي ودبلوماسي إسرائيلي سابق من تكرار أمريكا السيناريو الأفغاني في دولة خليجية خلال الفترة القادمة.

وأشار دوري غولد، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة، ورئيس معهد القدس للشؤون العامة والسياسة إلى احتمالات تكرار سيناريو الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في البحرين أيضًا الأمر الذي يؤدي إلى زيادة "أطماع إيران" في الدولة الخليجية.

وقال غولد تمتاز البحرين ببعض الصفات التي تحولها من ناحية استراتيجية إلى إحدى أهم الدول اليوم في منطقة الخليج، في ظل توترات إقليمية، وخصوصاً في مواجهة تهديد مشترك هو إيران".

ويرى غولد أن البحرين كانت هدفًا دائمًا للتوسع الإيراني مستشهدا بما كتبه رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، الذي يعمل بوقًا رسميًا للمرشد الأعلى علي خامنئي، في سنة 2007: “البحرين هي جزء من الأراضي الإيرانية".

كما يقول غولد، إن علي أكبر نوري، مستشار خامنئي، الذي ترشح للرئاسة في إيران عام 1997، وصف البحرين بأنها المحافظة رقم 14 من إيران مشيرًا أن نحو 70% من سكان البحرين من الشيعة.

وأضاف الدبلوماسي الإسرائيلي أن ثمة تهديدا آخر بالبحرين وهو إقامة إيران فرع لحزب الله في هناك حيث نجح الحرس الثوري الإيراني بتجنيد عناصر معادية من السكان الشيعة للقيام بعمليات ضد العائلة المالكة.

ويقول الباحث الاسرائيلي إلى أن ذلك دفع واشنطن إلى تقديم مظلة دفاع عن البحرين حيث شكلت الولايات المتحدة سنة 1995 الأسطول الخامس ووضعت قيادته في العاصمة البحرينية المنامة. ولفت أن هذا الأسطول مسؤولاً عن كل القوات البحرية الأمريكية في منطقة الخليج والمحيط الهندي.

وأوضح "غولد" برغم أهمية البحرين بالنسبة لواشنطن ليس فقط للعمليات العسكرية في الخليج، بل أيضاً في القرن الإفريقي، هناك أصوات سياسية في الولايات المتحدة تطالب بإخراج القواعد الأمريكية من هناك.

وحذر غولد إدارة الرئيس جو بايدن من هذع الخطوة قائلا: "بعد انسحاب الولايات المتحدة نهائياً من أفغانستان وتقليص قواتها في العراق، سيكون لذلك تداعيات إقليمية مهمة".

وأضاف "الانسحاب من القاعدة البحرية في البحرين سيزيد في زعزعة الاستقرار في الخليج، ومثل هذه الخطوة ستعتبر هدية أيضاً إلى إيران وحزب الله، وستؤثر بصورة كبيرة في إسرائيل أيضاً".

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن أن 31 أغسطس/آب سيكون تاريخ انتهاء انسحاب قوات بلاده من أفغانستان.

وسيطرت حركة "طالبان" على العاصمة الأفغانية كابل، فضلا عن معظم المعابر مع الدول المجاورة بالتزامن مع خروج القوات الأمريكية وحلف الناتو من هذا البلد، والذي بدأ، مطلع أيار/مايو الماضي.