الجمعة 3 مايو 2024
الرئيسية - كتابات - الفساد أصبحنا من نرعاه
الفساد أصبحنا من نرعاه
صالح هبره
الساعة 07:56 صباحاً (صالح هبره)

أشعر بالحرج عندما أسمع بعض أصحابنا يلقون المواعظ،  ويذكرون الناس باستشعار المسؤولية ومراقبة الله... ووو إلخ،  فيما هم يمارسون أفعالا قد تتنافى في معظمها مع ماينادون به. 

(كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) .



 الناس ينتظرون واقعًا؛ لأن الدين الذي نتمثل به بكل تشريعاته منهج حياة وليس كلاماًً ومواعظ؛ ولذا نزلت رسالات السماء دفعاً متقطعة؛ لأنها أتت لمعالجة قضايا أفرزها الواقع والتغيير، فأتت وفق متطلبات ومقتضيات الحاجة.

وهذه مهمة الأنبياء -صلوات الله عليهم- تجسيد تشريعاته عمليا في واقع حياة الناس؛

 فأين التغيير الذي حققناه في واقع الناس حتى نقدم أنفسنا وكأننا فاتحين؟!

- ألم تكن المساجد في اليمن منتشرة في كل حي وقرية وعامرة بالجماعات، ودور النشر تقوم بطباعة ملايين المصاحف، والقنوات تردد تلاوة القرآن ربما أكثر مما هوحاصل الآن!!

- أم الجديد هو ترديد الشعار في المساجد؟ فالشعار ذو بعد سياسي وإلا لزم أن من سبقنا ممن لم يردد الشعار خارجين وموالين لليهود والنصارى بمن فيهم علماؤنا ورموز مذهبنا!!

-  أم الجديد إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف!! فاليمنيون أول من آمن بالرسول ورسالته قبل مجيئنا!!

- أم  ذكرى الغدير!! فاليمنيون أيضا أول من شايع عليًا عليه السلام حتى أنه لايخلو بيت من بيوت اليمنيين من اسم علي حبًا فيه قبل ما نأتي ومن بعد !!

- أم هو خروجنا على مبدأ أطع الأمير وإن قصم ظهرك!! فقد استبدلناه بمبدأ التسليم الذي يُشرعِن لوجوب طاعة المشرف فضلا عن الأمير !!

- أم هو إغلاقنا باب الاجتهاد باعتبار أن الحق مع واحد!!! فإغلاقنا لباب الاجتهاد دليل ثبوت الاجتهاد؛ لأن رأينا يعد اجتهادا! ؛

وكل ذلك ليس ضمن أهداف ثورة الشعب التي أوصلتنا للسلطة ووعدنا الشعب بتحقيقها، فأهدافها واضحة لم نحقق شيء منها .

الفساد أصبحنا من نرعاه.

 ودولة الشراكة أصبح من يطالب بها عميلًا.

ومخرجات الحوار الوطني أصبحت ضمن مؤامرات الصهيونيه!! وكأن الشعب حينما سار راجلًا من تعز إلى صنعاء كان غرضه أن يمكنّا من تقاسم المناصب أو أن نقوم بإنشاء السوق السوداء وامتهان الشعب .

يا أصحابنا بجاه الله عندكم أوفوا للشعب بما وعدتموه، وبيضوا وجوهنا فنحن من أكثر من قدم وعودكم للشعب وأقنعه بها فلا تسودوا وجوهنا !!  

بحق العيش والملح لاهو بينفع عندكم!!


آخر الأخبار