أثار ظهور وفد جماعة الحوثي المسلحة المفاوض في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة بالعاصمة الأردنية عمان، حول فتح طرق مدينة تعز وفقاً للهدنة السارية، بـ”الزي العسكري”، موجة غضب واستياء واسع في أوساط اليمنيين الذين اعتبروا ذلك بمثابة تحدي لمعاناة اليمنيين ورسالة حرب تفيد أن حصار تعز عسكرياً.

فيما ذهب آخرون، إلى إدانة الحكومة اليمنية التي قبلت التفاوض مع وفد جماعة لاتؤمن بالسلام، داعين المجلس الرئاسي اليمني، إلى التعامل مع الجماعة بالقوة، بعد أن وجهت رسالة مفادها أنها مستعدة للقتال وليس للسلام وإنهاء معاناة اليمنيين.

وكان رئيس وفد جماعة الحوثي المفاوض محمد عبدالسلام، نشر على صفحته بـ”تويتر”، صورة لوفد جماعته في عمّان وهم يرتدون الزي العسكري الخاص بالجيش اليمني، فيما يظهر وفد الحكومة اليمنية بالزي المدني المعتاد في أي برتوكول محادثات خارجية.

وكتب عبدالسلام بلغة اتسمت بـ”الغرور والاستعلاء”، قائلاً: ” ممثلو الجمهورية اليمنية – اللجنة العسكرية برئاسة اللواء الركن يحيى الرزامي في عمّان (إشارة لوفد جماعته) مع الأمم المتحدة والأطراف الأخرى (وفد الحكومة اليمنية) في جلسة نقاش حول الخروقات وإعادة فتح بعض الطرقات في بعض المحافظات”.

وقال محمد المقبلي المعين مؤخراً رئيسا لدائرة الشباب في رئاسة الجمهورية،، إن “الحوثيون قالوا في الصورة اليوم ما يخفيه مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن أن تعز تتعرض لحصارا عسكرياً، وأن المأساة الإنسانية للمدينة المحاصرة المزدحمة بالسكان من سنوات سببه انكشف كأطول حصار عسكري لتجمع مدني”.

وعلق الإعلامي هائل البكالي على الصورة بالقول: “يذهب الوفد الحكومي إلى عمّان بهدف فتح الطرقات وإنهاء معاناة اليمنيين، فيظهر الوفد الحوثي بأبشع صوره الإجرامية وتحديه لمعاناة اليمنيين”.

وكتب الكاتب والناشط اليمني محمد الشبيري على الصورة قائلاً: “جماعة ارهابية مسلحة انقلبت على الدولة اليمنية، ويلبسون زيّ الجيش اليمني الذي نهبوا سلاحه وعتاد يا له من عار ما بعده عار. الأوغاد الدخلاء لن يعترفوا إلا بالقوة، والقوة فقط”.

الصحفي اليمني أحمد البكاري علق هو الآخر بالقول: “ظهور وفد الحوثيين المفاوض في الأردن بالزي العسكري، دليل على أنه لا يمكن التنازل برفع حصارهم على المدينة ومستعدين للحرب”.

الإعلامي اليمني المقيم في سويسرا بشير الحارثي، علق قائلاً: “ارتداء وفد عصابة الحوثي الارهابية للبزات العسكرية يؤكد أنه لا خيار معها إلا بقوة السلاح وأن جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة مع هذه العصابة ليس لها اعتبار و لا تعنيهم”.

أما الصحفي والإعلامي سفيان جبران فكتب قائلا”: “أي استعلاء وتكبر وهمجية.. هؤلاء لا يشبهوننا كيمنيين وفد الحوثي لمشاورات فتح طرق تعز التي يحاصرها الحوثي يظهرون بزي عسكري في آخر يوم للمحادثات  كانوا يبيتون النية سافروا بزيهم العسكري لتوجيه رسالة انهم مستعدون للقتال وليس للسلام

من جانبه، قال الناشط زكريا الغندري، إن “ظهور وفد الحوثي بالزي العسكري في مفاوضات الأردن رسائل للمجلس الرئاسي الذي يتوسل السلام، وللمجتمع الدولي أنهم ليس حق سلام، وإنهم مستعدون للحرب”.

وأضاف قائلاً: “أمام المجلس الرئاسي موقف صعب فهل سوف يواصل عبث السنوات الماضية، أو إنه سيتعامل بحزم بعد أن قدم الكثير من التنازلات من أجل السلام ليأتي الحوثي بالزي العسكري ويرفض فك الحصار عن تعز”.

الناشط والكاتب اليمني هشام المسوري، قال إن “استعراض وفد الحوثة في الأردن واستخفافهم الرخيص بتعز، هو صورة من النخيط الزيدي المتعجرف والمتأصل في بنية الشخصية الهاشمية الزيدية تجاه اليمنيين.. هذا النخيط كسرته عدن وجنوب البلاد ومأرب وستكسره تعز”. حد قوله.

رفع الحصار عن مدينة تعز، هو آخر بنود الهدنة، إذ اتفقت الأطراف المتحاربة على وقف إطلاق النار، واستئناف الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون والسماح بدخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، وجرى تنفيذ هذه البنود بشكل كبير. ومن شأن رفع الحصار عن تعز تسهيل حركة المواطنين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

ومنذ الأربعاء، بدأت مفاوضات في الأردن، برعاية الأمم المتحدة، بين وفدي الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، حول فتح الطرق التي يغلقها مسلحو الجماعة في تعز، فضلا عن تأمين الماء والكهرباء ورفع المعاناة عن سكان المحافظة.

يمن مونيتور