واصلت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران هجومها الوحشي في ثالث أيامه على قرية خبزة اليمنية في محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء) وسط مقاومة محدودة لأبناء القرية.

وقال مصدر محلي في المحافظة إن ميليشيات الحوثي كثفت اليوم الخميس، قصفها بالصواريخ والأسلحة الثقيلة والمتوسطة على قرية خبزة بمديرية القريشية المحاصرة منذ عشرة أيام، ما تسبب في تدمير منازل على رؤوس ساكنيها، في سياق المساعي الانتقامية من أهل القرية الذين خاضوا مواجهات ضد الوجود الحوثي منذ 2014.

وأضاف، أن القصف أسفر عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى ليرتفع عدد ضحايا الهجوم الحوثي على القرية الذي بدأ يوم الثلاثاء الماضي إلى 12 قتيلا بينهم نساء وأطفال.

كما أدى القصف إلى تضرر واحتراق أكثر من 8 منازل في القرية، إضافة الى تضرر آبار مياه الشرب ومزارع القات الخاصة بالمواطنين، وفق المصدر.

واشار المصدر أن تعزيزات كبيرة وصلت للميليشيا في محيط القرية، تمهيداً لاقتحامها، في ظل مقاومة من الأهالي واستماتتهم في الدفاع عن أنفسهم في مواجهة عناصر الميليشيا المدججين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وأفاد المصدر، بأن وساطة قبلية يقودها مشايخ قيفة رداع تدخلت، ظهر اليوم، بهدف وقف الهجوم المتواصل لميليشيات الحوثي على القرية المحاصرة مؤكدا ان رجال المشايخ منعوا من دخول قرية خبزة.

مشايخ قيفة حذروا ميليشيات الحوثي من أنهم سيقوفون في صف أبناء قرية خبزة في حال عدم استجابة المليشيا للهدنة ووقف هجومها على القرية، وفقا للمصدر.

وطبقًا لمصادر عدة، فإن المليشيا الحوثية كلفت وفدًا من جانبها يقوده منتحل صفة وكيل أول محافظة البيضاء، القيادي الحوثي المدعو "عادل قرموش" للتهدئة؛ مشيرة إلى أن المليشيات الحوثية قامت بتكثيف قصفها القرية بالأسلحة الثقيلة في أعقاب الوساطة.

وأكدت المصادر أن الوساطة الحوثية ليست إلا للمراوغة والتي تم منعها من دخول قرية خبزة وتحركت الوساطة إلى منطقة المناسح المجاورة مستغلة المليشيا تعزيزاتها العسكرية الكبيرة حتى تتمكن من التنكيل بأبناء القرية.

المصادر اكدت ايضا أن الحوثيون مازالوا يصعدوا من هجومهم ويحشدوا المقاتلين إلى البيضاء و ينقلون الطائرات بدون طيار وراجمات الصواريخ إلى مديرية القرشية بالبيضاء بأكثر من 80 عربة عسكرية.

من جهته، أطلق الشيخ احمد سيف الذهب - سلطان قبائل قيفه- تصريح ناري بحضور مشائخ قبائل البيضاء بالاضافة الى المدعو حمود شتان مشرف الحوثيين بالمحافظة.

وقال الذهب في مقطع فيديو يتحدث عن جهود وساطة قبلية لإيقاف العدوان الحوثي: "نقول لك دباباتك لك وطياراتك لك وجيشك لك لكن تصبح تقصف بها البيوت حرام لاتقاتلك حتى النسوان ماهو بس الرجال".

وأكد الذهب أن الوساطة القبلية اتفقت مع الحوثيين على إيقاف القصف على منازل الأهالي، إنما نكثت المليشيا بالاتفاق وحشدت الدبابات والآليات العسكرية وبدأت بقصف منازل "خبزة".

وطالب الذهب بوقف القصف و انسحاب القوات متوعدا بالدخول الى خبزة والجلوس مع اهلها و حل الإشكالية وهو ما ترفضه الجماعة الحوثية مصرة على إقتحام القرية بالقوة.

في غضون ذلك، وجه مجلس القيادة الرئاسي - خلال اجتماع للمجلس برئاسة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي في العاصمة المؤقتة عدن - الحكومة بالتدخل العاجل لإغاثة سكان القرية المنكوبة بالتنسيق مع المنظمات الانسانية المحلية والدولية.

واطلع مجلس القيادة على تقريرين من محافظ البيضاء والجهات الأمنية حول الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي ترتكبها المليشيات الحوثية في قرية خبزة المسالمة، بما في ذلك احكام الحصار الخانق عليها ومنع الأهالي من الوصول إلى الخدمات الطبية والسلع الغذائية.

ومع توالي الاستنكار الحقوقي لجرائم الحوثيين بحق سكان القرية، طالبت منظمة رايتس رادار، الخميس، المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرغ بالتدخل العاجل لإنهاء اعتداءات مليشيا الحوثي على أهالي قرية خبزة بمحافظة البيضاء وسط اليمن.

وقالت في بيان صادر عنها "يجب على مليشيا الحوثي إنهاء الحصار العسكري المفروض منذ نحو أسبوع على قرية خبزة التابعة لمديرية قيفة بمحافظة البيضاء.

وأكدت أنها تدين قصف مليشيا الحوثي للمدنيين ودعت للوقف الفوري لأية انتهاكات تستهدف أهالي القرية.

وكانت الميليشيات الحوثية بدأت، الثلاثاء، هجوماً على القرية الواقعة في مديرية القريشية القريبة من مدينة رداع بعد مزاعم بتعرض نقطة تفتيش تبعد عن القرية نحو 5 كيلومترات لاعتداء، الأمر الذي نفاه أهالي القرية.

ويأتي الهجوم الحوثي وسط اتفاق وقف مستمر لإطلاق النار منذ الثاني من نيسان/ أبريل الماضي، في حين تؤكد الحكومة اليمنية باستمرار أن "الحوثي" قامت بخروقات في مناطق عدة.