الجمعة 19 ابريل 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - لماذا وافقت السعودية على التصالح مع إيران ومن يقف خلف ذلك ومن الضامن له ولماذا انصدمت المليشيات الشيعية في لبنان واليمن من ذلك التقارب؟
لماذا وافقت السعودية على التصالح مع إيران ومن يقف خلف ذلك ومن الضامن له ولماذا انصدمت المليشيات الشيعية في لبنان واليمن من ذلك التقارب؟
الساعة 08:26 مساءً (متابعات)

 فاجئ الاتفاق السعودي الإيراني كافة المراقبين محليا ودوليا، وفي مقدمة من مثل لهم ذلك الاتفاق صدمة مباغتة حزب الله اللبناني والميليشيات الحوثية في اليمن.

 



صحيفة الشرق الأوسط أوردت مقالا عميقا حول ابعاد وخفايا ذلك الاتفاق اعاد موقع مارب برس نشر تفاصيله .

المقال للكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد الذي اعتبر في سياق مقاله : أن الامتحان الكبير لهذا الاتفاق هو "اليمن"، وقال "الامتحان الكبير هو اليمن. لطهرانَ دورٌ كبير في إدارة التمرد الحوثي، ولو تمكَّن الجانبان، برعاية الصين، من تهيئة الوضع لحل سلمي نهائي يوقف الحربَ، ويرمّم الشرعية، لكان ذلك وحدَه كافياً لإعلان نجاح اتفاق بكين.

اليمن قضية تهمُّ العالمَ، حربها تهدّد ممرَ التجارة الدولية البحري، وتستوطن أرضَها تنظيماتٌ إرهابية، وتهدّد الحرب أمنَ السعودية.

وفوق هذا، اليمن مأساة إنسانية مستمرة منذ احتلال صنعاء، وإسقاط الشرعية. إن نجحَ الطرفان في إحلال السلام باليمن، هذا سيعني وجودَ فرصة ثمينة لنسج نظام أمني إقليمي جديد، يُسهمُ في إنهاء أزمات العراق، ولبنان كما تناول الكاتب عبدالرحمن الراشد اتفاق بكين السعودي ـ الإيراني الذي وصفه بـ"القنبلة"، وقال إنه يمثل حدثاً كبيراً بكل المعايير و "صداه يتردَّد وتأثيراتُه المستقبلية قد تكون أكبرَ من كل توقعاتنا"، حسب قوله.

وأضاف الراشد في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط السعودية أن "للولايات المتحدة دور مهم في هذا التطور الجديد"، مشيراً إلى إعلان واشنطن في اليوم نفسه عن إفراجها عن نصف مليار دولار "مستحقات" مالية إيرانية على العراق.

واستدرك الراشد الذي يعد من كبار الكتاب السعوديين المرتبطين بالنظام، وتولى سابقاً إدارة قناة العربية ورئاسة تحرير صحيفة الشرق الأوسط، قائلاً: إنَّما علينا أن ننتظرَ لنرى عمقَه، وأبعادَه، والاحتمالات المكملة له في المستقبل القريب، من يدري قد يفتح أبواباً أوسعَ للنظام الأمني الإقليمي.

وبالطبع، لا بدَّ أن نتفاءلَ بحذرٍ شديدٍ لأنَّه النظامُ الإيراني. وتابع قائلاً: الكثيرون، وعن حق، يشكّكون في جدية الجانب الإيراني الذي سبقَ وتصالح مع السعودية نفسها 2001، وسرعانَ ما انتكست المصالحة، لأنَّها قامت على "حسن النية".

أمَّا هذا الاتفاق فإنَّ ما يميّزه عمَّا سبقه هو الوسيط، الصين. الرئيسُ الصيني شخصياً هو من دعا السعوديةَ وإيران إلى بكين. والحقيقة بخلاف ما كتبه البعض متسائلاً، من أقنعَ طهران بالقبول، كانت المهمة الصعبة هي إقناع الرياض.

فقد سبقَ وكرَّرت إيرانُ علانيةً منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي دعوةَ السعودية للتصالح، وإعادة العلاقات، وأن يزورَ مسؤولوها السعودية. جرت خمس جولات من التباحث بوساطة عراقية وعمانية، ولم تفلح في تحقيق التقدم.

واستطرد الكاتب: لماذا الصين؟ لسببين مهمين؛ الأول إنَّها الدولة الوحيدة في العالم التي لها ميزة ذات قيمة كبيرة على البلدين معاً، الشريك التجاري الرئيسي لكل من السعودية وإيران.

وهي وسيط مختلف عن العراقي والعماني بقدرتها على تقديم نفسها ضامناً. لا تستطيع حتى الولايات المتحدة أو روسيا ضمان الوعود الإيرانية. السبب الثاني أنَّ للصين مصلحة كبيرة في إنهاء النزاع السعودي - الإيراني، والتوصل إلى أمن إقليمي يحمي مصالحها. الصين تحصل على نصف وارداتها البترولية من المنطقة، نسبة هائلة، لا يمكن لاقتصادها أن يدورَ من دونها.

أمَّا واردات واشنطن وموسكو من هنا فمحدودة. وغني عن القول أنَّه يندر أن يجدَ السعوديون والإيرانيون «صديقاً مشتركاً» مثل الصين، يمكن أن يثقوا به معاً. لهذا رأينا الوسيطَ الصيني كان داخل الغرفة، مشاركاً في الأيام الأربعة، وليس دوره مقصوراً على تهيئة التباحث، كما فعل الوسطاءُ السابقون.

ورأى أن دخول الصينِ لأول مرة في تاريخ الترتيبات الأمنية الكبرى في المنطقة قد يفتح الباب لإنهاء "الحالة الإقليمية الإيرانية"، التي بدأت في مطلع الثمانينات وتوسعت بعد اضطرابات ربيع 2011. وأضاف:

خطوة كبيرة ومهمة، ولا بدَّ من القول إنَّ أسلوبَ إدارة ولي العهد السعودي الأزمة مع إيران في خمس سنوات، بما في ذلك في مراحلها الخطيرة، هو الذي أوصلنا إلى نتيجة واقعية مقنعة للإيرانيين بأنَّ خيارَهم هو التصالحُ وليس التهديد والفوضى.

ونحن متفائلون بأن تقودَ وتكمل السعودية المصالحة، إقليمياً ودولياً، لكن من المبكر استقراء الوضع أبعد من هذا الاتفاق. الملفات الأخرى مترابطة ومتفجرة؛ أهمها مشروع إيران النووي لأغراض عسكرية، وهيمنة طهران على أربع عواصم عربية.


آخر الأخبار