الجمعة 3 مايو 2024
الرئيسية - عربية ودولية - هل تعيد إسرائيل النظر في اجتياح قطاع غزة؟
هل تعيد إسرائيل النظر في اجتياح قطاع غزة؟
الساعة 10:43 صباحاً (وكالات)

مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة يومها العاشر، يبدو أن تل أبيب تعيد حساباتها وبدأت تحدد أهدافاً أكثر تواضعاً غير تلك التي توعدت بتحقيقها عقب هجوم حركة حماس.

ربما لم تتوقف الضربات الإسرائيلية جواً وبراً بحراً منذ ذلك الحين،  لكن بدء هجوم بري شامل على القطاع لاقتلاع حماس والقضاء عليها تماماً، لم يصادف الموعد الذي حدده مسؤولون بارزون في الجيش الإسرائيلي بمطلع الأسبوع، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.



ويرى مراقبون، أن تأجيل الاجتياح البري لقطاع غزة دليل على خفض إسرائيل سقف أهداف حربها لأسباب عدة ليس من بينها الظروف الجوية. ووسط إقرار بالفشل الاستخباراتي واتهامات متبادلة بالمسؤولية، ومظاهرات تطالب برحيل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو،


ويرى محللون أن ثمة أسباباً عدة تقف وراء تأجيل العملية البرية، من بينها التحسب لتكبد خسائر بشرية فادحة، والأعداد الكبيرة للرهائن والأسرى الإسرائيليين الموجودين في قبضة حماس والمخاوف من استخدامهم دروعاً بشرية.

وبدأ الحديث في الصحافة الإسرائيلية، عن تحديات على جبهات عدة، وفقا لصحيفة جيروزاليم بوست التي رأت أنه من الضروري أن تكون هناك خطة تكتيكية واستراتيجية للحرب في غزة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن إسرائيل تواجه الآن تهديدات من الشمال، حيث تآكل الردع ويواصل حزب الله شن هجمات يومية. ومن منظور أشمل، يجب أن تستعيد إسرائيل الصورة الذهنية فيما يتعلق بقدراتها العسكرية.

ووصفت الصحيفة الاجتياح البري بـ”المحتمل”، قائلة إن العديد من المناقشات تدور حول هذا الموضوع. وأوضحت أن مطالبة إسرائيل لسكان شمال القطاع بمغادرته والتوجه جنوباً استعداداً لمثل هذه العملية، أثارت جدلاً ومخاوف من حدوث أزمات إنسانية في غزة،  مشيرة إلى أن عمليتي الاجتياح البري السابقتين اللتين قامت بهما إسرائيل لغزة عامي 2009 و2014 لم تنجحا في هزيمة حماس، وليس واضحاً ما الذي سيكون مختلفاً هذه المرة.


وفي هذا الإطار نقلت وكالة بلومبرج للأنباء، عن الناطق اسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس قوله: “هذا ليس كل شيء، حماس تستخدم شبكة أنفاق ومخابئ معقدة تحت مدينة غزة والمناطق المحيطة بشمال غزة، هناك احتمال لأن تحاول حماس إحباط تقدم القوات الإسرائيلية من خلال نسف الأنفاق ونصب الأفخاخ في أنحاء القطاع”.

وأضاف: ” إسرائيل حاولت من قبل استهداف هذا النظام المعقد من الأنفاق لكنها لم تحقق نجاحاً يذكر،لا أحد سوى حماس يعرف المدى الكامل لشبكة أنفاقها”.

واستشهدت بلومبرج ببحث أجراه معهد الدراسات الوطنية ، الذي يتخذ من تل أبيب مقراً له، بشأن عدم نجاح إسرائيل في التعامل مع مسألة الأنفاق. وذكرت أنه في عام 2014، عملت إسرائيل على تطوير نظام عالي التقنية للكشف عن الأنفاق، لكن أجهزة الاستشعار لم تعمل بالكفاءة المنتظرة لا يمكنها اكتشاف الأنفاق الملتفة والتشوش عند التقاطعات.

وأضافت بلومبرج أنه في عام 2021، أعلنت إسرائيل أنها دمرت 100 كيلومتر من الأنفاق في غزة، مشيرة إلى أن حماس تقول إنها تمتلك شبكة تمتد لـ500 كيلومتر، دمر 5 % منها فقط. وقالت الوكالة إن تلك الأنفاق تجعل خطة إسرائيل للقضاء على حماس أكثر تعقيداً.

كما يرى مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن غزة تشكل تحدياً على نحو خاص، وأنت لديك خصم أمضى العقد ونصف العقد الماضيين ، منذ سيطرة حماس على قطاع غزة ، يستعد لهذه اللحظة، وفق ما نقلت مجلة تايم الأمريكية.

وأشارت صحيفة جيروزاليم بوست إلى موقف موسكو وبكين المنتقد لرد إسرائيل على هجوم حماس. وقالت الصحيفة: “بينما تحتفظ الولايات المتحدة بمزيد من التركيز على الشرق الأوسط هذا الأسبوع، وتدرس إسرائيل موعد بدء توغلها البري في غزة، تعقد روسيا والصين محادثات… لا ينبغي أن تمر المحادثات بين لاعبين عالميين وإقليميين رئيسيين دون التوقف أمامها في هذا الوقت، حيث انتقد كلاهما رد فعل إسرائيل على هجوم حماس.

وأضافت الصحيفة، أنه على الرغم من السنوات التي حاولت فيها السياسة الخارجية الإسرائيلية تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا، أو على الأقل التشجيع على رؤية متوازنة للصراع في الشرق الأوسط في بكين وموسكو، فإن كلاهما الآن معاديان بشكل علني لإسرائيل.

ويرجح مراقبون، ألا تقدم إسرائيل على بدء اجتياحها البري قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أنها ستكون الأربعاء. 

وعلى الرغم من هذه المعطيات، يرى فريق آخر من المحللين أن إسرائيل ستمضي قدماً في خططها لشن عملية برية حتى وإن كانت محدودة في ظل عديد القوات التي حشدتها على حدود القطاع.

ويرى مراقبون، أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وعدد من الفصائل الفلسطينية مفتوحة على كل الاحتمالات وسط تحذيرات من اتساع رقعتها لتشمل أطرافاً إقليمية ودولية، وتتسبب في مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.


آخر الأخبار