الجمعة 11 اكتوبر 2024
الرئيسية - أخبار بوابتي - أردوغان: تركيا الأكثر تقديما للمساعدات إلى غزة
أردوغان: تركيا الأكثر تقديما للمساعدات إلى غزة
الساعة 10:22 صباحاً (متابعات )

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، أن تركيا الدولة الأكثر تقديما للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي خلال افتتاح "القمة التشاورية لعلماء العالم الإسلامي"، المنعقدة في إسطنبول.



وقال الرئيس أردوغان: "نحن الدولة الأكثر تقديماً للمساعدات الإنسانية إلى غزة، بحجم بلغ نحو 54 ألف طن".

وأضاف: "نعالج في مستشفيات بلادنا ما يزيد على 400 مريض وجريح من غزة، بينهم مرضى سرطان".

وشدد أردوغان، على أن غزة تشهد منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 "إحدى أكثر المجازر وحشية في تاريخ البشرية".

ولفت إلى أن كل دولة تسوّق نفسها بأنها "دولة حريات" تلجأ إلى الفاشية عندما يتعلق الأمر بمصالح إسرائيل.

وتابع: "لن نسمح لإسرائيل بإسكات صوت كل صاحب ضمير عبر عصا معاداة السامية".

ودعا أردوغان، جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين الاعتراف بها في أقرب وقت.

وأشار أردوغان إلى أن إسرائيل عملت على توسيع أراضيها من خلال ممارسات الاحتلال والظلم واللصوصية منذ قيامها، وهي اليوم تواصل إراقة دماء الأبرياء.

وقال إن غزة كانت سجناً مفتوحا قبل 7 أكتوبر، وقد تحولت خلال الـ 219 يوما الماضية إلى معسكر اعتقال وإبادة، وهو "ما لم نر مثالا عليه سوى في ألمانيا إبان عهد هتلر".

وأضاف: "لقد رأينا مشاهد تعجز الكلمات عن وصفها، حيث أمطرت القنابل على المستشفيات ودور العبادة والمدارس والأماكن السكنية المدنية التي كان لا يمكن المساس بها حتى في الحرب".

كما لفت إلى أن إسرائيل ضربت عرض الحائط بكل المبادئ والقواعد والأعراف المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات على مرأى ومسمع من العالم.

ومنذ 7 أكتوبر، تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت أكثر من 113 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

وذكر أردوغان أن 150 صحفيا كانوا يحاولون إبلاغ العالم بما يحدث في غزة قتلوا على يد القوات الإسرائيلية.

وأكد أن القوات الإسرائيلية استهدفت أيضا موظفي الأمم المتحدة والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية.

وقال: "شهدنا همجية تؤذي حتى جثث الأشخاص الذين دفنوهم في مقابر جماعية".

وأضاف أن "كل أعمال التعذيب والإجرام والفجور التي من شأنها أن تجعل الإنسان يخجل من إنسانيته، ارتكبت في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الـ 219 يوما الماضية".

وشدد الرئيس التركي على أن كل هذه الممارسات لم ترتكب سرا بل عرضت للعالم أجمع عبر البث المباشر.

وأشار إلى أن غزة أصبحت بمثابة اختبار حقيقي للقيم التي تم الترويج لها منذ عقود، وكشفت الوجه الحقيقي للنظام الدولي والمنظمات الدولية.

وأوضح أن تركيا متضامنة تمامًا مع الشعب الفلسطيني منذ الوهلة الأولى أمام هذا المشهد المزري.

وقال إن تركيا تبذل جهودا حثيثة لوقف إراقة الدماء في غزة ومنع الهجمات الإسرائيلية.

كما لفت إلى أن تركيا ترسل 127 طنًا من مياه الشرب النظيفة أسبوعيًا إلى غزة التي دمرت إسرائيل مواردها المائية.

وأكد أردوغان أنهم يرسلون بشكل دوري سفن الخير إلى المنطقة ويقدمون كافة أنواع الدعم لفلسطين رغم كل محاولات الترهيب التي تقوم بها الشبكة الصهيونية العالمية.

وتابع: "نحن على اتصال وثيق للغاية مع الحكومة الفلسطينية وقادة حماس، التي نعتبرها بمثابة القوات الوطنية لفلسطين"، في إشارة إلى القوات الوطنية التركية إبان حرب الاستقلال.

وأشاد أردوغان، بالقرارات التي اتخذتها حكومته فيما يخص بوقف التجارة مع إسرائيل بالكامل، والانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية لضمان محاسبة المجرمين.

وقال أردوغان، إنهم يدعون الدول الإسلامية إلى دعم القضية بنشاط في خضم الضغوط المتزايدة التي يمارسها مؤيدو الإبادة الجماعية على محكمة العدل الدولية.

أردوغان، دعا العالم الإسلامي إلى أن يدرك بأن هذه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل الأراضي الفلسطينية، وترتكب فيها إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، وإنما تقوم بذلك منذ عام 1948.

وقال إن "التوسعية الصهيونية" ترى أن لها الحق في اغتصاب أراضي الشعب الفلسطيني، وإراقة دماء الأبرياء إذا لزم الأمر من أجل هذا الغرض.

وأضاف أردوغان: "حلم الأرض الموعودة أعماهم، والإدارة الإسرائيلية لا تعترف بأي قواعد أو حدود أو أخلاق من أجل تحقيق هذا الهدف".

وتابع: "لا يمكننا أن ننتظر الإنسانية من أولئك الذين يتصرفون كتنظيم إرهابي تلطخت يداه بالدماء بدلاً من أن يكونوا دولة تلتزم بالقانون الدولي".

وأشار إلى أن الوقت حان لأن يتقبل المسلمون حقيقة أن الصهاينة والمتعاونين معهم فعلوا دائمًا كل ما تأمرهم به أيديولوجيتهم القائمة على القتل، وأنهم سوف يستمرون في القيام بذلك.

وأوضح أردوغان، أن الدول الغربية أسيرة لدى اللوبي الصهيوني، وأنها تنفذ كل ما تتلقاه من تعليمات على حساب انتهاك القيم التي تدافع عنها.

وشدد على أن هذه الدول لن تتمكن من رفع أصواتها ضد إسرائيل، رُغمًا عن مواطنيها، الذين يملؤون الساحات كل أسبوع للمطالبة بعدم المشاركة في هذا الظلم.

وذكر أردوغان، أن الدول الغربية ستواصل دعم إسرائيل من خلال تجاهل الإبادة الجماعية في غزة واستخدام "حماس" كذريعة.

وقال إنه من العبث انتظار ممارسة الضغط على إسرائيل من قبل "أسياد النظام العالمي" باستثناء الدول والمجتمعات صاحبة الضمير الحي.

من جهة أخرى، أشار الرئيس التركي إلى أن "حركة حماس، اتخذت بالفعل خطوة هامة للغاية في الطريق المؤدي لوقف إطلاق النار الدائم"، في إشارة إلى موافقة الحركة على مقترح لوقف إطلاق النار بغزة.

وأضاف "في حين ردت إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمهاجمة الأبرياء في مدينة رفح" جنوبي قطاع غزة.

وأكد أردوغان أن التطورات الأخيرة كشفت مرة أخرى من يؤيد السلام والحوار ومن يريد استمرار الصراعات وإراقة المزيد من الدماء.

وأشار إلى عدم صدور أي رد فعل ملموس من أوروبا أو الولايات المتحدة ضد عجرفة نتنياهو من شأنه أن يجبر إسرائيل على وقف إطلاق النار.

ومساء الاثنين الماضي، قالت حركة حماس، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أبلغ قطر ومصر موافقة الحركة على مقترح البلدين الوسيطين بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة.

واعتبر الرئيس التركي تصويت 143 دولة بـ "نعم" في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح عضوية كاملة لدولة فلسطين، بأنه مؤشر على عزلة إسرائيل والمتعاونين معها على المستوى الدولي.

وأعرب عن امتنانه ودعم بلاده الكبير لقرار الجمعية العامة الأممية قائلاً: "ندعو جميع الدول التي لم تعترف بعد إلى الاعتراف بدولة فلسطين في أقرب وقت".

وقال الرئيس التركي :"أود أن أعبر بشكل واضح: لا يليق بالمسلمين أن يستجدوا المساعدة من الآخرين. نحن مسؤولون عن أنفسنا أولاً. وملزمون بأداء واجبنا الأخوي تجاه الشعب الفلسطيني. علينا الوقوف ضد الظلم سواء بأيدينا أو بلساننا وإن تعسر، بغضه بالقلب على الأقل".

وأكد أن تركيا ستظهر ردة فعلها بشكل واضح ضد المجازر الإسرائيلية في كل فرصة.

وأضاف: "لن نسمح لإسرائيل بإسكات صوت كل صاحب ضمير من خلال عصا معاداة السامية. وسنواصل فضح مرتكبي الإبادة الجماعية، والصراخ بما ارتكبوه بعد إزالة الأقنعة عن وجوههم".

وأشار أردوغان، إلى أنهم سيعملون على تشجيع القادة من أجل ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل واتخاذ الخطوات التجارية والقانونية والدبلوماسية التي من شأنها أن تجبر إسرائيل على وقف إطلاق النار.

وأردف "سنزيد المساعدات التي نرسلها إلى الشعب المظلوم في غزة ورام الله وسنبدأ الاستعدادات من الآن من أجل إعادة إعمار القطاع".


آخر الأخبار