الاثنين 3 مارس 2025
الرئيسية - بوابتي الدينية - كيف يمكن تشجيع الأطفال على الصيام في رمضان؟ 
كيف يمكن تشجيع الأطفال على الصيام في رمضان؟ 
الساعة 09:49 مساءً (بوابتي )

يحمل شهر رمضان طابعاً خاصاً في قلوب المسلمين، ويحرص الآباء على نقل هذه الأجواء الروحية إلى أطفالهم من خلال تشجيعهم على الصيام. 
ورغم ذلك قد تكون تجربة الصيام تحدياً للأطفال بسبب الجوع والعطش، مما يجعل من الضروري أن يتبنى الأهل أساليب مختلفة لتشجيع أطفالهم على أداء هذه الشعيرة الدينية بطريقة صحية ونفسية.
وفي تقرير نشره موقع بي بي سي يسلط الضوء على استراتيجيات الأهل وخبراء الصحة في مساعدة الأطفال على التكيف مع هذه الشعيرة الدينية بطريقة صحية ونفسية ملائمة.

التدرج في الصيام
أوضح التقرير أن التدرج في عملية الصيام هو الأسلوب الأمثل لتمكين الأطفال من التأقلم مع هذا الطقس الديني. وتؤكد أخصائية طب الأسرة د. لبنى حسن أن البدء بصيام نصف يوم ثم زيادة الساعات تدريجياً يساعد الطفل على التكيف مع الصيام. وفيما يتعلق بالأطفال الذين تبدأ أعمارهم من 7 أو 8 سنوات، أضافت د. بتول الصيفي أنه يمكن للأطفال الصيام لفترات تتراوح بين 4 إلى 5 ساعات، حسب قدرتهم الجسدية. وأشارت إلى أنه لا يوجد سن محدد يجب أن يبدأ فيه الطفل بالصيام، ولكن يُفضل أن يكون بعد سن العاشرة حين يبدأ الطفل في بلوغ.



القدوة الحسنة 
قدرة الأهل على تقديم أنفسهم كقدوة حسنة هي إحدى الاستراتيجيات الفعّالة في تشجيع الأطفال على الصيام. قالت أم محمد، وهي أم لخمسة أطفال، أن الأطفال يتعلمون من خلال المثال، وعندما يرون والديهم يصومون بفرح وراحة، يشعرون بحماس أكبر لتجربة الصيام بأنفسهم. وشاركت أم محمد تجاربها، مشيرة إلى أهمية إيجاد جو عائلي رمضاني يعزز من رغبة الأطفال في الصيام، مثل الاستماع إلى الأذكار والأدعية وقراءة القرآن، أو حتى مشاركة الأطفال في تزيين المنزل وتجهيز وجبات الإفطار والسحور. كل هذه الأنشطة تخلق بيئة محفزة تجعل الأطفال أكثر تقبلاً لفكرة الصيام.

المكافآت والتشجيع
في حين أن القدوة الحسنة لها دور كبير، فإن المكافآت المعنوية والمادية تُعتبر من الطرق الفعّالة في تحفيز الأطفال. قالت أم ليث في حديثها لبي بي سي إنها تشجع ابنها ليث على الصيام عبر تقديم مكافآت معنوية كالثناء والتشجيع، بالإضافة إلى المكافآت المادية في حال إتمام الصيام لعدد معين من الساعات. كما أشارت إلى أهمية إنشاء أنشطة مسلية عبر منصات التواصل الاجتماعي، مثل حساب الأيام التي يصومها الأطفال أو تحضير الزينة الرمضانية، مما يزيد من حماسهم للانخراط في هذه التجربة الروحانية.
وأضاف ليث، الذي بدأ صيامه في سن العاشرة، قائلاً: "كان لأمي دور كبير في تحفيزي من خلال الأنشطة الرمضانية التي أعدتها لنا عبر الإنترنت، مثل تزيين المنزل وحساب الأيام التي نصومها، مما جعلني أستمر في الصيام بنشاط".

الصبر والتفهّم
من الأمور المهمة التي شدّد عليها الأطباء والأهالي في التقرير هي أهمية التحلي بالصبر والتفهّم تجاه الأطفال في بداية تجربتهم مع الصيام. أكدت أم محمد أن الصبر والتفهم هما المفتاح لتقبل الأطفال لفكرة الصيام، إذ قد يواجهون صعوبات في البداية، ويحتاجون إلى دعم معنوي. وأضافت أن الأهل يجب أن يُشعروا أطفالهم بأنه ليس هناك خطأ إذا لم يتمكنوا من إتمام يوم كامل من الصيام في البداية، بل هو جزء من عملية التعلم والنمو. وبذلك، يبقى الصيام تجربة روحية تهدف إلى تقوية الإرادة والصبر وتعميق العلاقة بالله.

توجيه الأسئلة والشفافية
التواصل مع الأطفال وفتح باب الحوار حول الصيام هو أمر بالغ الأهمية. بحسب ما ذكرته الأخصائية حنان الجاك، فإن التواصل المباشر مع الأطفال حول مشاعرهم أثناء الصيام يعد من الأساليب الأساسية التي تساعد في تحسين تجربتهم. وقد أضافت أنه من المهم أن يُجيب الأهل على أسئلة الأطفال المتعلقة بالصيام بطريقة مبسطة، وألا يتجاهلوا استفساراتهم، بل عليهم أن يتعاملوا مع هذه الأسئلة بصبر ورحابة صدر.

التشجيع والتقدير
أشار التقرير إلى أن دور الأهل لا يقتصر فقط على تشجيع الأطفال داخل المنزل، بل يمتد إلى المجتمع المحيط بهم. على سبيل المثال، يقول أبو غازي الذي لديه ثلاثة أطفال إنه يحرص على اصطحابهم إلى المسجد لأداء صلاة التراويح وتشجيعهم على الصيام. ويعتبر أن المجتمع العائلي والاجتماعي له دور كبير في تشجيع الأطفال على الاستمرار في الصيام، كما أن مدحهم أمام الأقارب والأصدقاء يُعزز لديهم شعور الفخر والإنجاز.

نصائح صحية
في ختام التقرير، شددت الأخصائية بتول الصيفي على أهمية تقديم النصائح الصحية لضمان تجربة صيام آمنة للأطفال. ويجب أن يتأكد الأهل من عدم إفراط الأطفال في الطعام والشراب بعد الإفطار، وأن يتم تعويدهم على تناول وجبات متوازنة تشمل البروتينات والخضروات لتعويض ما فقدوه خلال ساعات الصيام. كما نبهت إلى ضرورة التأكد من حصول الأطفال على قسط كافٍ من الراحة والنوم، حيث يساعد ذلك في تعويض التعب الناتج عن التغيرات في نمط الحياة خلال الشهر الفضيل.


آخر الأخبار