الاربعاء 2 ابريل 2025
الرئيسية - منوعات - الاستحمام بالماء البارد يعزز قدرة الجسم على التكيف مع الإجهاد
الاستحمام بالماء البارد يعزز قدرة الجسم على التكيف مع الإجهاد
الساعة 11:55 صباحاً (بوابتي)

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة أوتاوا في كندا أن التعرض المنتظم للماء البارد يمكن أن يعزز قدرة الجسم على التكيف مع الإجهاد، مما قد ينعكس إيجابًا على الصحة العامة. وأشارت الدراسة، التي نُشرت في دورية Advanced Biology، إلى أن العلاجات القائمة على التفاعل مع العوامل البيئية الطبيعية، مثل الاستحمام بالماء البارد أو الغمر فيه، قد تكون استراتيجية فعالة لتعزيز الصحة.

في السنوات الأخيرة، أصبحت هذه الممارسة شائعة بين الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية، إذ يُعتقد أنها تساهم في تقليل الالتهابات، وتحسين الدورة الدموية، وتعزيز التعافي بعد التمارين المكثفة. كما ارتبطت بزيادة مستويات اليقظة وتحسين الحالة المزاجية من خلال تحفيز إفراز الإندورفين، المعروف باسم "هرمون السعادة". بالإضافة إلى ذلك، يرى البعض أن التعرض للماء البارد قد يساعد في تقوية جهاز المناعة وتعزيز قدرة الجسم على التأقلم مع التغيرات البيئية.



أُجريت الدراسة في مختبر أبحاث فسيولوجيا الإنسان والبيئة التابع للجامعة، حيث شارك فيها 10 رجال أصحاء خضعوا لجلسات غمر يومية في ماء بارد بدرجة حرارة 14 مئوية لمدة ساعة على مدار أسبوع. وأظهرت تحليلات عينات الدم التي جُمعت قبل وبعد التجربة أن التعرض المنتظم للبرودة أدى إلى تحسن ملحوظ في عملية الالتهام الذاتي (Autophagy)، وهي آلية خلوية تساعد على إزالة المكونات التالفة وإعادة تدويرها، مما يعزز صحة الخلايا.

في بداية التجربة، لاحظ الباحثون زيادة في الإشارات الدالة على تلف الخلايا بعد أول جلسة غمر، لكن مع استمرار التعرض للماء البارد، انخفضت هذه الإشارات تدريجيًا، مما يشير إلى تحسن قدرة الخلايا على تحمل الإجهاد الناتج عن البرودة. وبحلول اليوم السابع، أظهرت الاختبارات استجابة تكيفية واضحة، إذ أصبحت الخلايا أكثر قدرة على التكيف مع درجات الحرارة المنخفضة.

وأكد الباحثون أن هذه النتائج تُعمّق الفهم العلمي لآليات تكيف الجسم مع الظروف البيئية القاسية، لا سيما فيما يتعلق بصحة الخلايا. ويُعتقد أن تحفيز الالتهام الذاتي قد يساعد في تقليل تراكم الجزيئات التالفة داخل الخلايا، مما قد يسهم في إبطاء الشيخوخة وتعزيز الصحة العامة وطول العمر.

وأشار الفريق البحثي إلى أن لهذه النتائج تطبيقات محتملة في المجالات الرياضية ولدى الأشخاص الذين يتعرضون لدرجات حرارة منخفضة بانتظام، حيث قد يساعد التأقلم مع البرودة في تحسين قدرة الجسم على تحمل الإجهاد الحراري وزيادة الأداء البدني.

ورغم أن الدراسة أُجريت على عينة صغيرة مكونة من رجال شباب، فإن الباحثين يرون أنها تشكل خطوة أولى نحو مزيد من الأبحاث لاستكشاف تأثير الغمر في الماء البارد على فئات أخرى، مثل النساء وكبار السن، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

 


آخر الأخبار