استعرض الباحث والمحلل السياسي اليمني "عبدالناصر المودع" السيناريوهات المتعددة بشأن الحملة العسكرية الأمريكية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد جماعة الحوثي في 15 مارس الماضي، بهدف وقف الهجمات الحوثية على حركة الملاحة في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن.

أوضح المودع أن السيناريو الأول الذي قد يتم طرحه يتضمن تفاهمًا مباشرًا أو غير مباشر مع الحوثيين، حيث قد يتعهد الحوثيون بوقف الهجمات على السفن مقابل وقف الهجمات الأمريكية. وقال المودع، "رغم أن هذا الخيار يبدو الأقل تكلفة والأسرع، إلا أن الحوثيين لم يظهروا أي بوادر للرضوخ حتى الآن، ما يضعف احتمالية تنفيذه".

أشار المودع إلى أن السيناريو الثاني يركز على شل القدرات العسكرية للحوثيين، تحديدًا صواريخهم والطائرات المسيّرة؛ لكن هذا الخيار يواجه صعوبة في تنفيذه نظرًا لتوزع الأسلحة الحوثية في مناطق يصعب الوصول إليها.

أكد المودع أن السيناريو الثالث، والذي يتضمن هزيمة عسكرية شاملة للحوثيين، يبدو غير مطروح حاليًا، لافتا إلى أن هذا الخيار يتطلب تحريك قوات يمنية برية بدعم جوي أمريكي، ولكنه يتعارض مع رغبة الرئيس ترامب في تجنب الدخول في مواجهات برية قد تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.

يعتقد المودع أن هناك احتمالًا كبيرًا لتحقيقه، وهو تقليص النفوذ الجغرافي للحوثيين من خلال إخراجهم من مناطق استراتيجية، مثل الساحل الغربي ومحافظة مأرب، مشيرا إلى أن هذا الخيار يتماشى مع مصالح بعض الدول الإقليمية، التي تفضل تحجيم الحوثيين بدلاً من القضاء عليهم.

أشار المودع إلى السيناريو الأخير الذي يعتمد على تهدئة سياسية في غزة قد تؤدي إلى تهدئة مماثلة من الحوثيين، ما يمنحهم مكسبًا إعلاميًا ويتيح لترامب تقديمه كنجاح لسياساته.

هذه السيناريوهات تظل قيد التداول، وبينما تظل الحملة العسكرية مفتوحة على عدة احتمالات، فإن كل خيار يحمل تبعات سياسية وعسكرية قد تؤثر على مجريات الأحداث في اليمن.