في تحركات متسارعة تنذر بتصعيد جديد في المنطقة، ناقش الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي مع سلطان عمان هيثم بن طارق، العمليات العسكرية الجارية ضد الحوثيين في اليمن، والمحادثات المرتقبة مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الرئيس ترامب شدد على استمرار حملة "الضغط الأقصى" ضد إيران، وأكد أن الهدف النهائي من المحادثات، التي عُقدت جولتها الأولى السبت الماضي في سلطنة عمان، هو منع طهران من امتلاك سلاح نووي.

وأوضحت ليفيت أن ترامب أبلغ السلطان هيثم أن الحوثيين "سيدفعون ثمناً باهظاً" ما لم يوقفوا هجماتهم على خطوط الملاحة في البحر الأحمر، مضيفة أن الرئيس الأميركي وجّه تعليمات واضحة بعدم التساهل مع أي تهديد يستهدف المصالح الأميركية أو حلفائها في المنطقة.

من جانبها، أكدت وكالة الأنباء العمانية أن الاتصال الهاتفي تناول أيضاً الجهود الدبلوماسية العُمانية في رعاية المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، والتي من المقرر استئنافها السبت المقبل.

وفي تطور ميداني لافت، أفادت تقارير بأن البحرية الإيرانية النظامية (نداجا) انسحبت بشكل مفاجئ من البحر الأحمر وخليج عدن، بعد أكثر من 15 عاماً من الوجود المتواصل في المنطقة الحساسة.

وذكرت مجلة "The Maritime Executive" المتخصصة في الشؤون البحرية أن انسحاب البحرية الإيرانية جاء بالتزامن مع وصول حاملتي طائرات أميركيتين إلى المياه الإقليمية، ما قد يشير إلى إعادة تموضع إيرانية تحت وطأة التصعيد.

وأضاف التقرير أن غياب السفن الإيرانية، الذي استمر لعدة أشهر، يعتبر سابقة منذ بدء الانتشار البحري لطهران في العام 2008، والذي غالباً ما شمل زيارة دورية لميناء صلالة العماني.

يأتي هذا الانسحاب في وقت تصعّد فيه الولايات المتحدة من عملياتها الجوية في اليمن، حيث أعلن ترامب، في مارس الماضي، انطلاق "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي، ضمن حملة عسكرية تهدف إلى وقف هجماتهم على السفن الدولية في البحر الأحمر.