بدأ أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو، الخميس، على رأس وفد رفيع المستوى، في إطار جولة دبلوماسية تهدف إلى بحث عدد من القضايا الدولية والإقليمية الملحّة، في مقدمتها الحرب في أوكرانيا وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.

وأفادت وكالة "تاس" الروسية بأن المحادثات بين الشيخ تميم والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستتناول جهود الوساطة القطرية في النزاع الأوكراني، خاصة ما يتعلق بمبادرات إنسانية، من بينها تسهيل إعادة الأطفال المشتتين بسبب الحرب إلى ذويهم في روسيا وأوكرانيا.

كما ستتطرق المباحثات إلى إمكانية الدفع نحو تسوية سلمية للصراع المستمر منذ فبراير/شباط 2022، رغم اعتراف الكرملين بصعوبة التوصل إلى اتفاق في ظل الظروف الحالية.

وبحسب تصريحات وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي، تشمل أجندة اللقاء ملفات إقليمية حساسة، مثل الحرب في غزة، والأوضاع في سوريا ولبنان، إضافة إلى قضايا الطاقة، وخصوصاً التعاون في مجال الغاز الطبيعي المسال.

ويرافق الأمير وفد رسمي رفيع يتقدمه رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.

وفي هذا السياق، وصف الدكتور ماجد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، الزيارة بأنها "محطة محورية في مسار العلاقات الثنائية بين قطر وروسيا"، مشيراً إلى أنها الأولى منذ عام 2018، وتأتي في ظل ظروف دولية وإقليمية تتطلب تنسيقاً مكثفاً بين الدول المؤثرة.

وأضاف الأنصاري، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن الزيارة تُعد فرصة مهمة لتعزيز التشاور السياسي بشأن ملفات الشرق الأوسط، وعلى رأسها وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعم جهود إعادة الإعمار في سوريا، وتحقيق الاستقرار في لبنان.

كما تشمل المحادثات قضايا ذات أولوية في السياسة الخارجية القطرية، مثل الوضع في أفغانستان واليمن وليبيا، فضلاً عن الجهود القطرية المتواصلة في الوساطة الإنسانية في أوكرانيا، لا سيما ملف لمّ شمل الأطفال المتأثرين بالحرب وتخفيف معاناة المدنيين.

وتأتي الزيارة في وقت تشترط فيه روسيا، لإنهاء عمليتها العسكرية في أوكرانيا، أن تتخلى كييف عن الانضمام لأي تحالفات عسكرية غربية، وهو ما ترفضه الأخيرة باعتباره انتهاكاً لسيادتها الوطنية.