آخر الأخبار


الثلاثاء 22 ابريل 2025
تشير تقارير استخباراتية إلى أن العديد من القتلى كانوا من كبار مسؤولي الحوثيين ومشغلي الطائرات المسيّرة وخبراء الصواريخ.
نفذت القوات الأمريكية، بهدوء، حملة عسكرية ضخمة في اليمن أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 500 من مقاتلي جماعة الحوثي، بمن فيهم عناصر بارزة، منذ الشهر الماضي، وفقًا لمسؤولين ومصادر مطلعة على التقييمات الاستخباراتية.
وبينما واصلت الولايات المتحدة شن ضربات جوية وبحرية يومية لأكثر من خمسة أسابيع، التزمت الصمت بشأن نتائج هذه الحملة.
غير أن أحدث التقييمات تشير إلى مقتل ما بين 500 إلى 600 من مقاتلي الحوثي، من بينهم قيادات عليا ومشغلو أنظمة صواريخ وخبراء طائرات مسيّرة. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم مع توسّع العمليات في مناطق جديدة من اليمن، بحسب أحد المسؤولين.
وقال المسؤولون إن الحوثيين يضغطون على عائلات القتلى لإبقاء الأمر سرياً، مع الاعتراف فقط بمصرع الأعضاء ذوي الرتب الدنيا لتفادي إثارة الذعر في صفوف مؤيديهم. وفي عدة حالات، عندما ينشر السكان المحليون معلومات عبر الإنترنت عن القتلى، يطلق الحوثيون حملات تضليل إعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع الكثيرين للتراجع عن الحديث علنًا عن الحملة الأمريكية الجارية.
ومع ذلك، في إحدى الحالات الأخيرة، نشر مواطن يمني على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) أن عدد قتلى الحوثيين تجاوز 650 شخصاً. الشيخ جمال المعمري، الذي كان محتجزًا سابقًا لدى الحوثيين، نشر قائمة تضم أسماء ورتب ومواقع القتلى.
استمرت العمليات الأمريكية حتى مساء الإثنين، ومن المتوقع أن تتواصل، وسط تحذيرات من مسؤولين بأن الحملة قد تطول. وأفادت بعض وسائل الإعلام الأمريكية بأن هناك استعدادات محتملة لعملية برية تهدف إلى إخراج الحوثيين من العاصمة والمدن الساحلية الحيوية.
ورغم تقليل المسؤولين الأمريكيين من احتمالية مشاركة مباشرة في مثل هذه العملية، فإن معلومات حصلت عليها "العربية.نت الإنجليزية" تشير إلى أن الضربات الجوية جزء من خطة متعددة المراحل تهدف إلى تمهيد الطريق لهجوم بري محتمل تنفذه قوات الحكومة اليمنية.
وقال المسؤولون إن الضربات الأمريكية أضعفت بشكل كبير الدفاعات الجوية الحوثية وقدراتهم العسكرية الأخرى.
وفي الأيام الأخيرة، قتل الحوثيون عشرات المدنيين اليمنيين في هجمات فاشلة ضد القوات الأمريكية، على الرغم من أن عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا نتيجة الضربات الأمريكية ما زال غير مؤكد. وقد أكّد مسؤولون وقوع ضحايا مدنيين خلال العمليات.
وتعرضت الحملة الأمريكية لانتقادات من بعض المشرعين الأمريكيين بسبب تكلفتها العالية وقلة المعلومات المتاحة للعامة بشأن نتائجها.
وقد خسرت الولايات المتحدة ما لا يقل عن خمس طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper، تُقدّر قيمة الواحدة منها بنحو 30 مليون دولار. ويدعي الحوثيون أنهم أسقطوها، حيث كانت بعض هذه الطائرات تابعة لسلاح الجو الأمريكي وأخرى مملوكة لجهات حكومية أمريكية أخرى.
ومع ذلك، يبدو أن الحملة — التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الدفاع بيت هيغسث — قد ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية العسكرية للحوثيين، بما في ذلك منشآت التخزين ومراكز التصنيع.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) الأسبوع الماضي عن تدمير ميناء لتزويد الوقود في غرب اليمن، كجزء من جهود تهدف إلى قطع مصادر تمويل الجماعة.
ووصف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الضربات العسكرية الأمريكية بأنها رد طبيعي على هجمات الحوثيين ضد الملاحة الدولية وتهديدهم للتجارة العالمية.
وأشاد بتعامل إدارة ترامب مع الأزمة، واصفًا إياه بأنه "تحول استراتيجي في معالجة هذه المسألة".
كما أشاد بتأثير الحملة، مشيرًا إلى تراجع ملحوظ في قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات صاروخية وجوية مسيّرة، خصوصًا في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وكشف الإرياني أن الحكومة اليمنية أكدت مقتل عدد من كبار قادة الحوثيين من الصفوف الأولى والثانية والثالثة، "بما في ذلك قادة عسكريين وعقول مدبرة وراء الهجمات البحرية وعمليات تهريب الأسلحة من إيران".
وأضاف: "هذا مؤشر واضح على فعالية الحملة. ومن هذا المنطلق، ندعم استمرار الحملة كجزء من استراتيجية ردع أوسع تهدف إلى كبح سلوك الميليشيا وإنهاء استخدام اليمن كنقطة انطلاق لتهديد الأمن الإقليمي والدولي".
بين طهران والرياض... اليمن
شجرة الغريب .. حين يسقط قلب الأرض
شجرة الغريب… حين ينهار الجذر وينتحب الجذع
ترامب يخلق فراغ قوة عندنا … إن لم نملأه سوف يملؤه غيرنا … والوقت يضيع