آخر الأخبار


الاربعاء 23 ابريل 2025
بقلم: توماس نيوديك- ظهرت صور لطائرة هجومية إلكترونية من طراز EA-18G "غرولر" وهي تحمل حمولة نادرة مكونة من أربعة صواريخ موجهة متقدمة مضادة للإشعاع من طراز AGM-88E (AARGM)، أو ربما النسخة الأقدم AGM-88 (HARM)، خلال عمليات جارية ضد أهداف حوثية في اليمن. وبينما لا تزال تفاصيل الدفاعات الجوية للحوثيين وراداراتهم وأجهزة الاستشعار الخاصة بهم غامضة، تبرز هذه الصور التهديد المستمر الذي يشكلونه. وسنقوم لاحقًا بنشر تحليل معمّق حول أنظمة الدفاع الجوي الحوثية. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن صواريخ AARGM يمكن استخدامها ضد أهداف أخرى غير مرتبطة بالدفاعات الجوية.
تم نشر هذه الصور اليوم في فيديو على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) بواسطة القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، ويُظهر الفيديو طائرة EA-18G تابعة لسرب الهجوم الإلكتروني 144 (VAQ-144) المعروف باسم "Main Battery"، وهي تقلع من سطح حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس. ترومان" (CVN 75). بالإضافة إلى الصواريخ الأربعة المضادة للإشعاع، كانت الطائرة تحمل أيضًا صاروخين من طراز AIM-120 (AMRAAM) متوسط المدى جو-جو، وثلاث خزانات وقود خارجية بسعة 480 جالونًا لكل منها.
عادةً ما تُرى طائرات EA-18G وهي تحمل صاروخين مضادين للإشعاع تحت أجنحتها في مثل هذه العمليات، بما في ذلك العمليات ضد الحوثيين، في حين أن حمولة من أربعة صواريخ تُعد أقل شيوعًا. ففي العادة، يتم تخصيص النقاط الأخرى في الطائرة لحمل بودات التشويش الإلكترونية المختلفة التي تتميز بها غرولر. ومع ذلك، تظل هذه الحمولة إحدى التشكيلات المعروفة – وإن كانت نادرة – لكل من EA-18G وF/A-18E/F سوبر هورنت. حتى الإصدارات الأقدم من F/A-18C/D يمكنها حمل هذه الصواريخ على نقاط تعليق خارجية تحت الأجنحة.
ظهرت طائرات EA-18G أثناء العمليات ضد الحوثيين بتشكيلات تسليح غير اعتيادية أيضًا، حيث زُوّدت بصواريخ AIM-120 إضافية لزيادة قدراتها الدفاعية ضد الطائرات بدون طيار الحوثية فوق البحر الأحمر ومحيطه.
في الوقت ذاته، شوهدت طائرات F/A-18E/F المحمولة على متن حاملات الطائرات وهي تحمل مجموعة متنوعة من الذخائر الجوية-الأرضية، من بينها صواريخ AGM-154 (JSOW)، وصواريخ AGM-84H المعروفة باسم SLAM-ER. أما الذخائر الأكثر شيوعًا فهي قنابل JDAM التي شوهدت مجهزة بأجسام قنابل قادرة على اختراق التحصينات في ضربات استهدفت مواقع في اليمن.
السؤال الكبير الذي تطرحه هذه الصور هو: ما نوعية الأهداف التي يتم استهدافها بهذه الصواريخ المضادة للإشعاع عالية القيمة؟
يمتلك الحوثيون دفاعات جوية أرضية، وعلى الرغم من أن أنواع الرادارات وأجهزة الاستشعار التي يستخدمونها في الكشف والتوجيه ليست معروفة بشكل واسع، فإنها تشكل تهديدًا حقيقيًا. فمثلًا، أوقعوا خسائر فادحة بطائرات MQ-9 "ريبر" الأميركية – حيث ذكرت صحيفة Stars and Stripes في تقرير لها الشهر الماضي، نقلاً عن مسؤول أميركي في الدفاع، أن الحوثيين أسقطوا 12 طائرة ريبر منذ أكتوبر 2023.
تستهدف القوات الأميركية رادارات الحوثيين، بما في ذلك رادارات المراقبة الساحلية التي تُستخدم لتحديد أهداف بحرية. كما أن استمرار وصول قاذفات الشبح B-2 واستخدام ذخائر دقيقة بعيدة المدى يؤكدان استمرار التهديد الذي تشكله الدفاعات الحوثية.
ومن المرجح أن الصواريخ الظاهرة في الصور هي من طراز AARGM، وهي نسخة متطورة من صواريخ HARM، صممت بشكل رئيسي لقمع وتدمير الدفاعات الجوية المعادية، سواءً للدفاع عن طائرات أخرى أو للهجوم المباشر على تلك الأنظمة. يمكن لصواريخ AARGM الوصول إلى أهداف تبعد أكثر من 80 ميلاً، بسرعات تفوق ضعفي سرعة الصوت.
وتختلف AARGM عن HARM في العديد من الجوانب، أبرزها قدرتها العالية على إصابة الرادارات المعادية بدقة كبيرة حتى في حال توقفت عن البث. فقد يلجأ مشغل الدفاع الجوي المعادي لإيقاف تشغيل الرادار أثناء الهجوم، ولكن AARGM ستستمر في تعقّب الهدف وضربه بدقة شديدة، حتى وإن كان الهدف متحركًا وبدأ في التنقل بعد إغلاق جهاز الإرسال، وذلك بفضل باحثها النشط بالموجات المليمترية.
وبفضل قدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة من مسافة بعيدة، تؤدي AARGM دورًا ثانويًا كسلاح هجومي سريع الاستجابة ضد أهداف غير مرتبطة بالدفاعات الجوية. ففي هذه الحالة، تُبرمج الصواريخ لضرب إحداثيات محددة باستخدام نظام تحديد المواقع (GPS) ونظام الملاحة بالقصور الذاتي (INS)، ثم تتجه إلى الهدف مستعينة برادارها المتطور.
في العام الماضي، وخلال نشر حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي آيزنهاور" (CVN-69) في منطقة الأسطول الخامس الأميركي، أكدت البحرية الأميركية للموقع أن أول استخدام قتالي لصاروخ AARGM تم من طائرة EA-18G على متن تلك الحاملة.
وفي الوقت ذاته، أكدت البحرية أن طائرة EA-18G تابعة لسرب VAQ-130 “Zappers”، من على متن الحاملة آيزنهاور، استخدمت صاروخ AARGM لتدمير طائرة هليكوبتر هجومية من طراز Mi-24/35 "هند" كانت جاثمة على الأرض في اليمن.
وبما أن الطائرة الهدف لم تكن تصدر إشعاعات رادارية، فقد تم رصدها على الأرجح عبر معلومات استخباراتية مسبقة أو عناصر أخرى ضمن سلسلة القتل "Kill Chain"، واستخدم AARGM لضربها على الأرض، موجهًا عبر GPS وINS ثم مستكملاً التوجيه عبر راداره الخاص.
ومن خلال طلب بموجب قانون حرية المعلومات (FOIA)، حصل موقع TWZ على تأكيدات بأن بعض رموز القتل الظاهرة على طائرات EA-18G التي شوهدت على متن آيزنهاور تشير إلى أنواع مختلفة من الأهداف: واحد لطائرة هليكوبتر (الهند المذكورة)، اثنان لطائرات بدون طيار حوثية أُسقطت فوق البحر الأحمر، وستة رادارات حوثية لم يُذكر نوعها.
تؤكد حمولة صواريخ AARGM الثقيلة والنادرة على هذه الطائرة أن الدفاعات الجوية الحوثية أكثر تقدمًا مما يُعتقد، وأنها لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا تسعى البحرية الأميركية إلى القضاء عليه بتركيز شديد.
سعادة السفير و "الثمانية" و "التشاور والمصالحة" و "الأحزاب" … و "النقزة البرية"
حين أراد أستاذي تثقيف البروليتاريا الرثة
المكلا، وحديث ذو شجون
عن وطن غاب
الحوثي واحتكار اليمن!
بين طهران والرياض... اليمن