شرعت الصين في القيام بتحركات تستهدف إزالة الدولار الأميركي من عرشه كعملة التجارة العالمية، ومخزن احتياطيات البنوك المركزية. 

وبينما قام الرئيس الصيني شي جين بينج بجولة في جنوب شرق آسيا هذا الشهر لتعزيز العلاقات في مواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة، استغل بنك الشعب الصيني لحظة الارتباك والاضطراب في التجارة العالمية للترويج لاستخدام أكبر لليوان، وفقا لرويترز .

ولن يؤدي ذلك إلى إزاحة الدولار عن عرشه، ولكن مع ارتفاع المدفوعات عبر الحدود باليوان إلى مستوى قياسي في مارس، يقول المحللون إن هناك شهية متجددة لليوان العالمي مع اهتزاز الثقة في العملة الأميركية والأصول الأميركية الأخرى بسبب التعريفات الجمركية العدوانية 

وفي أبريل، عززت شركة الخدمات المالية China UnionPay، التي يسيطر عليها بنك الشعب الصيني، شبكة الدفع الخاصة بها في فيتنام وكمبوديا، في حين أعلن البنك المركزي عن خطوات لتعزيز تسوية اليوان عبر الحدود وغيرها من الخدمات المالية.

 ومن المفترض أن تسهل مدفوعات رمز الاستجابة السريعة التي تروج لها UnionPay في دول جنوب شرق البلاد المعاملات للسياح والشركات الصغيرة، مما يقلل الاعتماد على الدولار.

وتساهم صفقات يونيون باي في بناء شبكة تمتد الآن إلى أكثر من 30 دولة خارج الصين، وتمثل أحد طرفي الجهود الرامية إلى توسيع نطاق اليوان كعملة دولية للتجارة والإنفاق والاستثمار.

وفي الطرف الآخر من الجهود، هناك عمليات مقايضة العملة الاحتياطية الخارجية لبنك الشعب الصيني باليوان مع البنوك المركزية الأخرى، والتي بلغت رقما قياسيا بلغ 4.3 تريليون يوان (591.2 مليار دولار) من حيث القيمة في فبراير ، وتجارة السلع عبر الحدود التي تستقر باليوان الرقمي، والجهود المبذولة لتسعير كل شيء من النفط إلى الذهب بالعملة الصينية

وتسلط هذه الخطوات الضوء أيضًا على رغبة الصين في إنشاء بنية مالية مستقلة عن الغرب، والبنوك الأمريكية، في نقطة تحول للأسواق مع رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشركائه التجاريين وقيادته لجهود إعادة توجيه التجارة.

وقال إي. يونججيان، نائب المدير العام لقسم الأبحاث في بنك الاتصالات، في ندوة حول تدويل اليوان: "إن استخدام الولايات المتحدة للرسوم الجمركية ألقى بظلال من الشك على سلامة الأصول الأميركية، وقوض الثقة في الدولار، وهز المكانة العالمية للعملة الخضراء". 

وفي أبريل، جددت الأرجنتين جزءًا بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي من خط مبادلة اليوان، وتضغط باكستان لتوسيع نطاق خط مبادلة اليوان الخاص بها. وصرح محافظ البنك المركزي الصيني بان جونج شنغ العام الماضي بأن مبادلات العملات الثنائية تُسهّل التجارة والاستثمار، وتُمثل إضافة قيّمة لشبكة الأمان المالي العالمية.

وقال تو يونج هونغ، أستاذ المالية بجامعة الشعب الصينية، إن "النظام النقدي العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة أصبح أكثر هشاشة، وينبغي للصين أن "تغتنم هذه الفرصة الطيبة".

وأضاف "وسوف يؤدي هذا إلى تعزيز استخدام اليوان، نظرا لحجم تجارة الصين مع الدول الأخرى."