ذكرت وكالة "تاس" الروسية، اليوم الثلاثاء، أن ثلاثة بحارة روس أُصيبوا في الضربات الأمريكية التي استهدفت ميناء رأس عيسى اليمني، وقد نُقل أحدهم إلى المستشفى، وقد يحتاج إلى إجراء عملية جراحية في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ونقلت "تاس" عن القائم بالأعمال الروسي في اليمن، يفغيني كودروف، القول "نؤكد أن أحد المواطنين الروس قد أُدخل مستشفى في صنعاء، ويعاني من إصابة خطيرة في عينه، وقد يحتاج إلى تدخل جراحي. أما الروسيان الآخران فقد تعرضا لإصابات طفيفة، ووفقًا لمعلوماتنا، فإن حياتهما ليست في خطر".

وأشار الدبلوماسي إلى أن هناك 19 روسيًا على متن ناقلة النفط، وأن السفارة الروسية على تواصل مع طاقم السفينة ومالكها، الذي "يتخذ جميع الإجراءات اللازمة" لإجلاء البحارة المصابين.

وأضاف: "لا يزال هناك 19 روسيًا على متن سفينة Seven Pearls قبالة ميناء رأس عيسى وعلى مسافة آمنة من الشاطئ. ونأمل ألا تكون السفينة في نطاق الضربات الأمريكية على البنية التحتية للميناء. والبحارة الروس لديهم كل ما يحتاجونه على متن السفينة".

وكان وزير الخارجية في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دوليا)، جمال عامر، قد أعلن في 26 أبريل أن ثلاثة من البحارة الروس العاملين على متن ناقلة النفط Seven Pearls تعرضوا لإصابات متفاوتة نتيجة الضربات الأمريكية على ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، أثناء استعداد السفينة للتفريغ. وبحسب المسؤول الحوثي، فإن أسماء البحارة المصابين هي: رومان كاشبور، وإيغور كازاتشينكو، وأرتيوم فانين.

ويُعد رأس عيسى أكبر ميناء لتحميل النفط في اليمن، ويؤمّن الجزء الأكبر من واردات النفط للمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ويتعرض لهجمات أمريكية متكررة. ففي 17 أبريل، شنّت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية ضربات مكثفة على الميناء، ما أدى إلى تدمير كامل للبنية التحتية. ووفقًا لوزارة الصحة الحوثية، أسفرت تلك الهجمات عن مقتل 74 مدنيًا وإصابة 171 آخرين.

ومنذ تصاعد الصراع في قطاع غزة عام 2023، حذرت جماعة الحوثي من أنها ستقصف إسرائيل ولن تسمح بمرور السفن المرتبطة بها عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب. وقد توقفت الهجمات بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع منتصف يناير، لكنها استؤنفت مع انهيار الهدنة مطلع مارس، حيث عادت الجماعة لاستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، ولاحقًا حاولت شن هجمات صاروخية على أهداف داخل إسرائيل.

وفي 15 مارس، بدأت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جوية مكثفة ضد أهداف تابعة للحوثيين، الذين يسيطرون على نحو ثلث أراضي اليمن. وأوضحت القيادة المركزية الأمريكية أن هذه العمليات تهدف إلى حماية مصالح الولايات المتحدة وضمان حرية الملاحة البحرية.