قال مركز المخا للدراسات الاستراتيجية في تقرير حديث إن عام 2024 لم يحمل أي تقدم نحو السلام في اليمن، بل زادت تعقيدات المشهد وتعثرت خارطة الطريق، وسط انقسامات داخل الحكومة الشرعية وتصاعد التشدد الحوثي، مما يجعل عام 2025 يبدو أكثر غموضًا.

وأكد التقرير أن الحل في اليمن يبدأ من الداخل، داعيًا الحكومة إلى توحيد صفوفها، وتحقيق إصلاح اقتصادي، وتقديم نموذج حكم يلقى قبولًا شعبيًا، وإلا فإن البلاد ستبقى رهينة لصراع طويل يدفع ثمنه الجيل القادم.

وأشار التقرير إلى أن مجلس القيادة الرئاسي يعاني من هشاشة واضحة نتيجة غياب التوافق بين السعودية والإمارات، إلى جانب ضعف الضغط الأميركي، وهو ما أدى إلى تصاعد الخلافات الداخلية وتآكل الثقة بين مكوناته، لافتا إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يحاول شق طريقه نحو الشرعية لكنه ما زال خارج إطارها الفعلي.

في المقابل، وصف التقرير عام 2024 بالنسبة للحوثيين بأنه عام "التجنيد والقمع"، حيث واصلت الجماعة بناء قدراتها العسكرية الداخلية على حساب تدهور الاقتصاد، وتفاقم الفساد والجبايات، وتزايد السخط الشعبي في مناطق سيطرتها.

واعتبر التقرير أن المجتمع الدولي، رغم إدراكه لخطر الحوثيين، لا يجد في الحكومة نموذجًا موحدًا وموثوقًا يمكن دعمه، مشيرًا إلى أن إيران بدأت تدرك حدود رهانها على الجماعة، فيما تواصل روسيا مراقبة المشهد من زاوية مصالحها الاستراتيجية.