كشفت دراسة كورية حديثة أن شرب القهوة السوداء، وخاصة بين النساء، يرتبط بتحسين تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل مقاومة الإنسولين، ما يعزز من دور القهوة المحتمل في دعم صحة الأيض والوقاية من داء السكري من النوع الثاني.

وأوضحت الدراسة، التي نُشرت عبر موقع "نيوز مديكال"، أن تناول كوبين من القهوة يوميًا يقلل من خطر ارتفاع مستويات الإنسولين الصائم ومؤشر مقاومة الإنسولين (HOMA-IR) بنسبة تصل إلى 23%. وبرزت الفائدة بشكل أوضح لدى النساء، حيث سجلن تحسنًا في HOMA-IR بنسبة 27%، وانخفاضًا في مستويات الإنسولين الصائم بنسبة 30%.

وعند استهلاك ثلاثة أكواب أو أكثر من القهوة يوميًا، ارتفعت نسبة التحسن لدى النساء لتصل إلى 34% في HOMA-IR و36% في الإنسولين الصائم. لكن لوحظ أن هذا الأثر الإيجابي تراجع مع تناول أكثر من ثلاثة أكواب من القهوة السوداء يوميًا، ما يشير إلى وجود حد أقصى للاستفادة.

وتبيّن أن القهوة السوداء الخالية من السكر والكريمة كانت الأكثر فاعلية في تقليل مقاومة الإنسولين وتحسين استجابة الجسم للغلوكوز، مقارنة بالقهوة المحلاة أو المضاف إليها الكريمة.

ويُرجّح الباحثون أن الاختلافات البيولوجية بين الجنسين، خصوصًا ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين والغلوبيولين الرابط للهرمونات الجنسية (SHBG) لدى النساء، تفسر الفوائد الأكبر التي سجلتها النساء في الدراسة. كما أن أنماط الحياة الصحية، مثل قلة التدخين واستهلاك الكحول بين النساء، قد تسهم بدورها في تعزيز أثر القهوة على عملية التمثيل الغذائي.

ووفقًا للباحثين، فإن القهوة تؤثر بشكل إيجابي على مؤشرات استقلاب الغلوكوز عبر تحسين حساسية الإنسولين، وليس من خلال تحفيز إفراز الإنسولين من خلايا بيتا في البنكرياس. كما أشاروا إلى احتمال وجود عدة آليات خلف هذا التأثير، منها الخصائص المضادة للالتهابات والأكسدة لمركبات القهوة، إلى جانب تقليل امتصاص الغلوكوز وتقليل إطلاقه من الكبد.