في تصعيد غير مسبوق يكشف عن تفاقم الانقسامات داخل صفوف جماعة الحوثي، هدد قيادي بارز في الجماعة بتصفية نائب وزير الداخلية والنائب العام في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، متهمًا إياهما بعرقلة العدالة والتدخل في مسار قضية جنائية تتعلق بمقتل شقيقه.

وقال علي ناصر العرجلي، عضو مجلس الشورى الحوثي ووكيل وزارة الصحة في حكومة الجماعة، في منشور نشره على حسابه في "فيسبوك"، إن القياديين الحوثيين سعوا إلى حماية المتهم بندر العسل، الذي اتُهم بقتل شقيقه قبل عامين، ومنعوا تقديمه للمحاكمة بتوجيهات من عبد المجيد الحوثي، رئيس هيئة الأوقاف، والذي وصفه العرجلي بـ"القاتل الزنديق"، في لهجة غير معهودة داخل أوساط الجماعة.

وأكد العرجلي أن ملف القضية لا يزال معلقًا منذ سنوات، متهماً قيادات أمنية وقضائية نافذة داخل الجماعة بتعطيل مسار العدالة وتوفير غطاء للمتهمين، ما دفعه لإطلاق تهديدات صريحة بالانتقام من أسرتي نائب وزير الداخلية والنائب العام إذا استمر تدخلهم في القضية.

وقال: "لن أسكت عن دم أخي، وإذا واصلتم التلاعب والضغط فأنتم الهدف التالي"، في تهديد مباشر غير مسبوق ضمن بنية الحكم الحوثية.

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات والصراعات الداخلية بين أجنحة جماعة الحوثي، والتي بدأت تطفو على السطح بصورة علنية، ما يعكس حجم الخلافات والتنافس داخل مراكز السلطة والنفوذ في الجماعة، لا سيما في ظل اتهامات متكررة بتسييس القضاء والتستر على جرائم داخلية.

ويشير مراقبون إلى أن هذه التصريحات قد تكون مقدمة لتصعيد داخلي أكبر، وتفتح الباب أمام مزيد من الانكشاف لخلافات الجماعة التي طالما سعت لتقديم نفسها ككتلة موحدة.