في مشهد يعكس تصاعد التوتر والخطر في محافظة أبين، نجا قائد عسكري بارز من محاولة اغتيال محققة، بينما سقط مدنيان بين قتيل وجريح، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت بعناية على أحد الطرقات العامة في مديرية لودر، جنوب اليمن.

الهدف كان واضحًا: المقدم عبدالسلام مقباس، قائد الكتيبة الثانية في اللواء الثاني دعم وإسناد، الذي كان في طريقه عبر منطقة "دهامير - صرة النخعين" حين دوّى الانفجار. لكن الأقدار شاءت أن تنقذه، فيما اصطادت العبوة مركبة مدنية، تاركة خلفها دماء وأشلاء وأحزانًا على أرواح بريئة لا صلة لها بالصراع.

مصدر أمني أفاد أن العبوة زرعتها على الأرجح عناصر إرهابية تنتمي لتنظيم القاعدة، ضمن عملياتها المتصاعدة ضد القيادات الأمنية والعسكرية في المنطقة. محاولة الاغتيال هذه ليست سوى حلقة جديدة من مسلسل الفوضى الذي يتغذى على الفوضى، ويستهدف ضرب استقرار الجنوب وتفكيك بنية الدولة.

المشهد في أبين يزداد تعقيدًا، خصوصًا بعد المواجهات الدامية التي وقعت قبل أقل من 24 ساعة في وادي عومران شرق مديرية مودية، حيث اشتبكت قوات الجيش مع عناصر من التنظيم ذاته، في معركة خلّفت قتيلًا من القوات ودمارًا في صفوف المسلحين.

هكذا، تتشابك خيوط الرعب والإرهاب في أبين، بين عبوات تُزرع في الظلام وكمائن تُنصب في الطرقات، وقيادات عسكرية تمضي في واجبها تحت تهديد دائم بالموت.