آخر الأخبار


الأحد 18 مايو 2025
في تطور خطير يهدد بنية الأمن القومي والاجتماعي لليمن والمنطقة، كشف تقرير حكومي يمني عن تصاعد غير مسبوق في نشاط تهريب وترويج المخدرات خلال الربع الأول من العام 2025، وسط اتهامات مباشرة لمليشيا الحوثي بتحويل هذه التجارة السوداء إلى مصدر تمويل رئيسي لحربها المستمرة.
ووفقاً للتقرير الصادر عن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية في الحكومة المعترف بها دولياً، فقد تم ضبط 246 متهماً في 161 قضية توزعت بين الاتجار، الترويج، التهريب، والتعاطي، في حملات أمنية مكثفة استهدفت كبح تمدد هذه الآفة داخل المحافظات المحررة.
في التفاصيل، توزعت التهم على 9 متهمين بالاتجار، و70 مروجاً، و8 مهربين، و130 متعاطياً، إضافة إلى آخرين بجرائم مختلفة مرتبطة بالمخدرات. أما على صعيد الكميات المضبوطة، فقد تم ضبط 591 كجم من الحشيش، و71 كجم من مادة الشبو، و987 جراماً من الهيروين، وأكثر من 7 آلاف حبة مخدرة بمختلف أنواعها.
لكن المثير في التقرير ليس فقط الأرقام، بل مصدر هذه المواد؛ إذ أكد التقرير أن أغلبها تأتي من إيران وباكستان وأفغانستان، ما يشير إلى شبكة تهريب عابرة للحدود، تستغل الفوضى الأمنية لتمرير سمومها القاتلة.
مصدر أمني رفيع كشف لوكالة "خبر" أن مليشيا الحوثي تقف في قلب هذه الشبكة، حيث تحولت مناطق سيطرتها إلى ممرات آمنة لتجارة المخدرات، مشيراً إلى أن جزءاً من الشحنات يتم تهريبها لاحقاً إلى السعودية عبر عصابات يرتبط معظمها بقيادات حوثية.
ولم تقف المليشيا عند حدود الداخل اليمني، بل وسعت نشاطها لتهريب المخدرات باتجاه دول الخليج، خصوصاً عبر محافظة صعدة، معقل زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، والتي باتت نقطة انطلاق رئيسية للشحنات الإيرانية.
التكتم الحوثي على هذه التجارة بدا واضحاً، إذ تُدار هذه العمليات وفق المصدر، بإشراف مباشر من قيادات رفيعة في المجلس السياسي للجماعة ووزارة داخليتها وجهاز أمنها ومخابراتها، في واحدة من أكثر ملفات الفساد والجريمة المنظمة تعقيداً وخطورة.
وتتطابق هذه الاتهامات مع تقارير استخباراتية ودولية وثّقت خلال الأعوام الماضية العديد من الشحنات القادمة من إيران، والتي تم اعتراضها في البحرين الأحمر والعربي. ففي يناير 2024، ضبطت البحرية الأميركية شحنة مخدرات ضخمة بقيمة ملايين الدولارات، وفي مايو 2023 ضبط التحالف الدولي شحنة أخرى في البحر الأحمر، كانت موجهة أيضاً للحوثيين.
ختاماً، يؤكد هذا التصعيد أن إيران لم تعد تكتفي بتصدير السلاح لميليشياتها، بل باتت تغذي الفوضى بالمخدرات، وتستثمر الألم في تمويل الحروب، فيما يدفع اليمنيون الثمن من صحتهم، أمنهم، ومستقبل أجيالهم.
ظلٌّ هاربٌ من شمس صنعاء.. في حضرة الجوع والندم
لصالح من نهدم المعبد؟
اليمن بين خطابي بن سلمان والعليمي … خلطة ستوكهولم + خارطة طريق
لماذا ترفع العقوبات عن دمشق؟
خلاصة نضال اليمنيين