وجّه مدير شرطة محافظة تعز، العميد منصور الأكحلي، بإيداع مدير قسم شرطة الشهيد الحكيمي، عمار الشرعبي، في السجن المركزي على ذمة التحقيق في قضية مقتل الطفل مرسال عيدروس، في خطوة عدّتها الجهات الأمنية تأكيدًا على حرصها على فرض سيادة القانون ومحاسبة المتورطين دون استثناء.

وذكرت شرطة تعز في بيان رسمي أن التحقيقات لا تزال جارية، وأن التعامل مع القضية يتم وفقًا للإجراءات القانونية، وبما يضمن تحقيق العدالة الشاملة ومحاسبة جميع المتورطين في الجريمة التي هزّت الشارع التعزي.

تعود الواقعة إلى العاشر من مايو الماضي، حين قُتل الطفل مرسال برصاص أحد أولياء الأمور عقب شجار بين أطفال في حي الدار. وقد أظهرت مقاطع فيديو متداولة لحظات مروّعة، إذ اعتدى الأب، بمرافقة جنود من قسم شرطة الحكيمي، على الطفل بأعقاب البنادق، قبل أن يُجهزوا عليه بإطلاق النار المباشر وهو يتوسل قائلًا: "لا تقتلناش" — عبارة تحوّلت لاحقًا إلى شعار احتجاجي بارز طُبعت على لافتات وصور انتشرت في شوارع المدينة.

الحادثة فجّرت موجة غضب شعبية في تعز، حيث خرج المواطنون في وقفات احتجاجية ومظاهرات تطالب بـمحاكمة الجناة وكشف ملابسات القضية، لاسيما أن القاتل لا يزال فارًا من العدالة حتى اللحظة.

ويأتي قرار توقيف مدير القسم بعد مطالبات شعبية واسعة بمحاسبة كل من تورط في التقاعس أو التواطؤ، في مشهد يؤكد أن العدالة في تعز بدأت تتحرك، وإن ببطء، استجابةً لصرخة طفل أصبحت صوتًا لا يمكن تجاهله.