اختُتمت في مدينة إسطنبول التركية، اليوم الاثنين، الجولة الثانية من المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني، وسط أجواء وصفتها الخارجية التركية بأنها "غير سلبية"، رغم تباين التصريحات بين الجانبين بشأن نتائج اللقاء.

وشهدت الجولة التي انعقدت خلف أبواب مغلقة في قصر "تشيراغان" حضور وفود رفيعة من كلا الطرفين، بمشاركة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس الاستخبارات إبراهيم قالن، وسط متابعة مباشرة من الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أكد عبر رسالة افتتاحية للقاء، أن أنقرة مستعدة لتقديم كل الدعم اللازم لتيسير الوصول إلى تسوية سلمية.

نقاط اتفاق أولية
رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي أعلن التوصل إلى تفاهمات "عملية" في عدد من القضايا، أبرزها:

• الاتفاق على أكبر عملية تبادل للأسرى بين الطرفين، تشمل المرضى والمصابين وفق صيغة "الجميع مقابل الجميع".
• تبادل الجنود دون سن 25 عامًا من كلا الجانبين.
• وقف مؤقت لإطلاق النار في مناطق معينة من الجبهة بهدف إجلاء جثث القتلى.
• تسلّمت موسكو من كييف قائمة بأسماء 339 طفلًا قالت إنهم وجدوا أنفسهم في ظروف صعبة بسبب الحرب، مؤكدة عدم اختطاف أي طفل، بل "إنقاذهم"، وفق وصف الوفد الروسي.
• تقديم مذكرة تفاهم تحوي خيارات وخطوات مقترحة لوقف إطلاق النار الشامل.

رد أوكراني: لا وقف لإطلاق النار حتى الآن
في المقابل، قال وزير الدفاع الأوكراني ورئيس الوفد، رستم عميروف، إن المحادثات لم تُفضِ إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار أو عقد لقاء بين القادة، مشيرًا إلى أن بلاده ستدرس المقترحات الروسية خلال أسبوع.

وأكد عميروف الاتفاق على تبادل المرضى والأسرى تحت سن 25، بالإضافة إلى تبادل جثث القتلى وفق صيغة 6000 مقابل 6000، واقترح عقد جولة جديدة من المحادثات في نهاية يونيو.

دور تركي بارز
من جانبها، شددت أنقرة على أهمية استمرار قنوات التفاوض، حيث شارك في اللقاء وفد تركي رفيع ضم وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات ورئيس الأركان، فيما ارتدى بعض أعضاء الوفد الأوكراني الزي العسكري، في إشارة رمزية إلى الطابع الميداني للصراع.

وتُعد هذه المفاوضات أحدث محاولة لكسر الجمود السياسي في الحرب المستمرة منذ فبراير 2022، والتي خلّفت مآسي إنسانية وأزمات دولية متفاقمة.