يتأهب حجاج بيت الله الحرام غدًا، الثامن من شهر ذي الحجة، للتوجه إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، استعدادًا للوقوف بعرفات في اليوم التالي، حيث يبدأ المشهد الإيماني الفريد الذي تتوحد فيه القلوب على التلبية والخشوع.

منى.. أول منازل الحجيج
يُعد مشعر منى أولى محطات الحجاج في أداء المناسك، ويقع على بعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، بين مكة ومزدلفة، وتبلغ مساحته الإجمالية نحو 16.8 كيلومترًا مربعًا ضمن حدوده الشرعية، وتُقدر الطاقة الاستيعابية لمشروع الخيام فيه بـ2.6 مليون حاج، على مساحة تمتد لنحو 2.5 مليون متر مربع.

وفي يوم التروية، يتوجه الحجاج إلى منى للمبيت فيها، ويُستحب لمن كان قد تحلل من إحرامه أن يعيد الإحرام، لتبدأ مناسك الحج الفعلية، قبل أن يغادر الحجاج فجر اليوم التالي إلى عرفات لأداء الركن الأعظم من الحج.

معالم منى التاريخية والدينية
يضم مشعر منى عددًا من المعالم البارزة المرتبطة بتاريخ الإسلام ومناسك الحج، من أبرزها:

مسجد العقبة: شُيّد في الموقع الذي شهد بيعة العقبة الأولى والثانية للأنصار مع النبي محمد ﷺ.

مسجد الخيف: ثالث أكبر مسجد في منطقة مكة المكرمة، يتسع لأكثر من 25 ألف مصلٍ.

منشأة الجمرات: وهي من أبرز معالم منى، شُيدت لتيسير رمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق.

وادي محسر: يفصل بين مزدلفة ومنى، ويُسن للحاج الإسراع في المرور به.

منى.. أيام للتعبد ورمي الجمرات
بعد الانتهاء من الوقوف بعرفات والمبيت في مزدلفة، يعود الحجاج إلى منى يوم عيد الأضحى وما يليه من أيام التشريق (11 و12 و13 من ذي الحجة)، لرمي الجمرات وذبح الهدي. ويجوز التعجل في المغادرة بعد اليوم الثاني، أو التأخر حتى الثالث عشر.

ويحيط بمشعر منى جبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، وهو غير مأهول بالسكان إلا في فترة الحج، ويتميز بكونه أكبر مشاعر مكة المكرمة مساحةً، ويُعد محورًا رئيسًا في مسيرة الحجاج الإيمانية نحو أداء مناسكهم بروح من التآخي والسكينة.