الاثنين 21 ابريل 2025
الرئيسية - كتابات - الحوثي هو العدو الأكبر لحزب المؤتمر الشعبي العام
الحوثي هو العدو الأكبر لحزب المؤتمر الشعبي العام
الساعة 04:20 مساءً

بقلم / محمد عبدالله القادري

عندما ننظر الى القضية الوطنية باعتبارنا يمنيين نجد ان الحوثي هو أكبر اعداء الوطن وعندما ننظر الى تنظيمنا الحزبي باعتبارنا مؤتمريين نجد ان الحوثي هو اكبر الاعداء للمؤتمر ... فاليمن باعتباره كوطن  هو أكبر المتضررين من الحوثي والمؤتمر باعتباره كحزب هو اكبر المتضررين من الحوثي لينطق الواقع ويعترف الحال ليمزج هناك تعريفاً مؤتمرياً للحوثي بأنه : منبع الارهاب ومفرق الاحباب وزارع الفتنة بين الاصحاب ومقسم الاحزاب وعاشق الانقلاب وملغي مجلس النواب محطم كل احلام الشباب ... فهو ذلك الخادع الكذاب اذا تكلم بالخير فأين الخير من وجه الغراب .



الحوثي الذي جعل اليمنيين اليوم يقاتلون بعضهم بعضاً هو نفسه ذلك الحوثي الذي جعل المؤتمريين يقاتلون بعضهم بعضاً وهو الذي استعان بالمؤتمر للقضاء على المؤتمر وجعل المؤتمر منقسم الى قسمين قسم مع المقاومة وقسم مع التمرد .. قسم مع الشرعية وقسم مع الانقلاب ... قسم مع صالح وقسم مع هادي

عندما انظر الى نتائج السياسة الحوثية اكتشف ان الاصلاحيين اغبياء والمؤتمريين مغفلين وليس اخطر واذكى من سياسة الحوثي الذي استطاع ان يضرب عصفورين بحجر فقد استخدم الاصلاحيون كورقة يريد التخلص منها ويخلص اليمن والمؤتمر كما يدعي ولكنه في الحقيقه قد استخدم المؤتمريين كورقة  للقضاء على الاصلاح واليمن والمؤتمر ليظهر الحوثي اخيراً هو المستفيد الوحيد وليس سواه من أحد .

الحوثي كان ينظر مبكراً ونظرته تقتضي انه لن يستطيع ان يحقق هدفه في اليمن الا من خلال التخلص من حزب المؤتمر بالدرجة الأولى فأعد الخطط المتقنة ذو الخطورة الكبرى واستخدم الاساليب الذكية واتجه نحو تقسيم المؤتمر من داخله ونجح في جعل المؤتمر لايعقد اي اتفاقات صلح مع اي جهة أخرى .

الحوثي هو المكون الوحيد في اليمن الذي استطاع ان ينجح في استخدام سياسة ( فرق تسد ) وعندما نقارن بين سياسته وسياسة حزب الاصلاح سنجد ان الاصلاح استخدم سياسة ( اقنعك لكي تكون معي ) وهذه السياسة تقتضي استقطابك الى صفي لمحاربة من يقف ضدي وهي تعني استقطاب افراد المؤتمر بالتخلي عنه والثورة ضده من الخارج   ولكن الحوثي استخدم سياسة الخلافات والمتمثلة اغتنام فرصة الخلافات بين المؤتمر الاطراف الاخرى وزرع الخلافات داخل المؤتمر نفسه وهذه السياسة جعلت المؤتمريون يثورون على المؤتمر من الداخل . بكل اختصار الاصلاحيون حاربوا المؤتمر من خلال المواجهة من الامام و الحوثي حارب المؤتمر من خلال الطعنة من الخلف.

عندما نتسائل لماذا توحد المؤتمر وصمد في عام ٢٠١١ امام تلك الثورة الشبابية التي كان حزب الاصلاح قائداً لها ؟؟ ولماذا تفرق المؤتمر وتقسم في عام ٢٠١٤ امام الانقلاب الذي كان الحوثي هو القائد الحقيقي له ؟؟؟ سنجد الجواب ان الحوثي هو سبب تفرق المؤتمر والحوثي بالفعل هو سبب الخلافات بين صالح وهادي .

نعم كان هناك جناح اخواني داخل المؤتمر ولكن حزب الاصلاح استخدم كل اوراقه من خلال الانضمام الى ساحة الثورة الشبابية وهنا اصبح المؤتمر صافياً من الاخوان ولكن الحوثي انتهج سياسة اخرى واذكي واخطر وهي تقوية الجناح الحوثي داخل المؤتمر والاستمرار في استخدام ذلك الجناح من خلال بقاءه في موقعه وعدم الانضمام الى صفوف الحوثي علناً والنزول الى الساحات الى التأييد وعندما نجح الانقلاب اتجه الحوثي لمنح ذلك الجناح صلاحيات ليسعى به الى تحوث المؤتمر ليضمن تحوث الدولة .

سياسة الحوثي استطاعت ان تنجح من خلال الجناح الحوثي داخل المؤتمر وتفرق بين المؤتمريين واخترقت المؤتمر اختراق شمولي حتى استطاع الحوثي بالاخير ان يحصل على موقف المؤتمر كحزب لا موقف المؤتمريون كأفراد .

نجاح الانقلاب الحوثي وصموده سببه الحقيقي هو الصراع المؤتمري المؤتمري الذي جعل صالح يسكت عن الانقلاب الحوثي وينكر شرعية الرئيس هادي وجعل المؤتمريون يتعاونوا مع الانقلاب الحوثي ضد انفسهم فالحوثي انقلب على الرئيس المؤتمري هادي الذي لم يكن اصلاحياً ولاناصرياً ولا سلفياً والشرعية التي اسقطها الحوثي هي شرعية مؤتمرية فمالذي جعل المؤتمر و صالح يسكتون عن الحوثي الانقلابي ويحاربون الشرعي المؤتمري ... اليست تلك دلائل تثبت ان ذلك الانقلابي هو الذي جعلهم يسكتون عنه ويتعاون معه هو السبب نفسه فرق بينهم وجعلهم يحاربون بعضهم بعضاً .

ربما يكون للرئيس هادي اخطاء ولكن تلك الاخطاء لم تستدعي ان نكون يوماً من الايام نقف ضده ونؤيد الحوثي  ومهما اختلفنا لا يمكن ان يأتي عدونا الحوثي افضل من هادي ابن المؤتمر وابن الوحدة اليمنية ... قد أكون مؤتمرياً ولكن ليس معنى ذلك ان أكون مع الحوثي ضد هادي والسبب الخلافات بين عفاش وهادي ... المؤتمر ليس الوقوف مع اشخاص ولكن المؤتمر الوقوف مع قضية وطن وقفنا بالامس مع صالح عندما كان رئيس من اجل الوطن ولكن لن نقف معه من اجل الحوثي فالحوثي ليس وطن والدفاع عن الحوثي لايعني الدفاع عن السيادة الوطنية .

أيها المؤتمريون  لست خائناً ولاعميلاً ولكن الميثاق الوطني يجعلني اقف مع الوطن وأؤمن ان الوقوف مع المؤتمري المقاوم خير من الوقوف مع المؤتمري المتحوث والفكر المؤتمري اقرب للقومية العربية ولم يكن اقرب للشيعة الايرانية ان تحكمني شرعية هادي الجنوبي الوحدوي خير من ان تحكمني سلالة الحوثي العنصري.... لأن نقف مع المقاومة التي يقودها المؤتمر خير من ان نقف مع تمرد وانقلاب يقوده الحوثي   . من يقف مع الحوثي اليوم هو من ساعده في تحقيق هدفه الذي قسم المؤتمر وتعاون معه في تأجيج الصراع الداخلي ...

الحوثي عدو المؤتمر الأكبر


آخر الأخبار