الاثنين 21 ابريل 2025
الرئيسية - كتابات - «المسألة الأميركية»
«المسألة الأميركية»
زينب غاضب
الساعة 05:03 مساءً
بوابتي كتابات على مدى جمعتين متتاليتين، كشرت أنياب الحقد والكراهية وفتحت نيرانها على الأبرياء في القديح وفي الدمام، وأين؟ في مساجد الله الآمنة، والفاعل واحد هو تنظيم داعش المتخفي بمسمى تنظيم الدولة الإسلامية، ومع الأسف أن الإعلام مازال يردد هذا المسمى البعيد عن الدين الإسلامي مبدأً، وصفةً، وشكلاً. مذيعو بعض الإذاعات الدولية، لماذا لا يسمون الأشياء بمسمياتها، فهو تنظيم إرهابي، لا يفرق عن تنظيم القاعدة أو التنظيمات الإرهابية الأخرى، وقد عرفوا قدر نفوسهم بتسميته المختصرة داعش، وهم عار على الإسلام، والانتساب إليه، حتى المغول كانوا في اعتداءاتهم على المسلمين أشرف منهم؛ لأنهم كانوا ينطلقون من مبدأ وثنيتهم وهمجيتهم، فلما اعتنقوا الإسلام هذَّبهم، ورقَّق قسوتهم، فأقاموا حضارة إسلامية زاهرة في الهند، مازال (تاج محل) يشهد لها بالتفوق والإبداع، أما تنظيم داعش الإرهابي وجد من يتواطأ وبغموض شديد على تحويله واقعاً؛ ليبقى قنبلة موقوتة هدفها السعودية أولاً وأخيراً. ألم تقضِ أميركا على تنظيم القاعدة عندما رأت فيه تهديداً لها؟ ألم تقم أميركا مع حلف الناتو بالقضاء على معمر القذافي في أيام؟ ألم تتمكن أميركا من القضاء على صدام حسين وجيش العراق في أقل من شهر؟ ما الذي يمنعها إذا من القضاء على تنظيم داعش؟ لماذا تصر على ضربه بالتحالف، وقد تمكنت من صدام وحدها؟ من يستطيع القضاء على دولة منفرداً كالقضاء على دولة صدام، ألا يستطيع القضاء على حفنة من المجرمين دخلوا الموصل بعدد لا يتجاوز 300 شخص فقط، ولم يقاومهم الجيش العراقي وسلمهم المدينة ليتمددوا إلى مدن أخرى؟ من يقتنع أن المسألة ليست فيها أهداف أميركية وأياد أميركية؟ ومن يقتنع أن التفاهم الأميركي-الإيراني لم ينسجم إلا بعد ظهور داعش؟ وأين الدواعش عن إسرائيل وأميركا؟ عندما ضعفت الدولة العثمانية ظهر مصطلح يسمى «المسألة الشرقية»، وهو صراع الدول الأوروبية على تقسيم الدولة العثمانية، وتصفية أملاكها في كل مكان، وهذا ما يتجدد الآن بمسمى «المسألة الأميركية»، عن طريق تصفية الدول العربية، وإذا كانت المسألة الشرقية اعتمدت على تمرد القوميات على تركيا والمواجهة العسكرية، فإن «المسألة الأميركية» تعتمد على إيران بإذكاء الطائفية والمذهبية، والحروب بالوكالة عنها عن طريق أحزابها في لبنان كحزب الله، وحماس في فلسطين، والحوثيين في اليمن، والإخوان المسلمون في مصر، ومع إحباط المصريين لمخطط هذه الجماعة والثورة عليهم بات الأمر ملحاً لاقتحام دول الخليج والسعودية، من طريق إيران. «المسألة الأميركية» هي المسألة الشرقية نفسها، بيد دولة واحدة وبغض الطرف عنها من الأوروبيين، الذين يرون فيها إعادةً لمشروعهم القديم، بمسمى الشرق الأوسط الجديد، وترى في المملكة، ودول الخليج عائقاً كبيراً لها عن تنفيذ مخططها، فكان السكوت عن «داعش» في العراق، وبشار الأسد في سورية، فهما يحققان لها الكثير من حماية إسرائيل، وإنهاك القوى العربية المستقرة، وإلا فما سبب تشتيت قوة المملكة بين الجنوب والشرق لو لم يكن لإيران بصمة خفية، كشفتها شتائم حسن نصر الله». لاشك، أن حكومة السعودية تعي هذه المخاطر، وتعي القنابل الموقوتة من المحرضين فكرياً، وتعي ما يحاك ضدها من مؤامرات هدفها الانتقام والفوضى، وكما لها قوتها العسكرية التي يثق فيها الشعب، عليها نشر الإصلاح الفكري عن طريق تغيير سياسة التعليم كلية، وتسريح العابثين بمفاصله فهم مازالوا يتربصون عن طريقه. بقلم زينب غاضب

آخر الأخبار