أعلنت عائلة محمد علي كلاي -في بيان- وفاة أسطورة الملاكمة الأمريكي السابق، الجمعة (03 يونيو 2016)، عن 74 عامًا في فينيكس بولاية أريزونا. وقال بوب جونل، الناطق باسم العائلة، إن محمد علي كلاي توفي عن 74 عامًا بعد صراع مع مرض الشلل الرعاش المعروف علميًّا باسم داء "باركنسون" دام 32 عامًا. على الرغم من أن عشاق رياضة الملاكمة حول العالم استيقظوا على خبر حزين بوفاة الأسطورة محمد علي كلاي، إلا أن الرجل الذي غيّر مفاهيم تلك الرياضة ترك خلفه إرثًا عظيمًا، ليس على الجانب الرياضي فحسب بل إن حياة كلاي التي امتدت 74 عامًا حفلت بالعديد من المواقف التي لا تُنسى. الشاب الأسود المولود في مدينة لوينفيل بولاية كنتاكي في 17 يناير عام 1942 دخل عالم الملاكمة وهو في الثانية عشرة من عمره بالصدفة؛ إلا أنه سرعان ما أثبت براعة منقطعة النظير قادته للفوز بعدد كبير من البطولات المحلية والوطنية على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1960، حقق أول إنجاز رياضي عالمي في مسيرته بفوزه بالميدالية الذهبية لدورة روما الأولمبية في وزن خفيف الثقيل، لكنه سرعان ما ترك ملاكمة الهواة لينتقل مباشرة إلى عالم المحترفين، وفي غضون ثلاث سنوات فقط، خاض كلاي 19 مباراة فاز فيها جميعًا. وفي عام 1964، تمكن محمد علي من تتويج انطلاقته الصاروخية بالفوز على سوني ليستون بطل العالم وقتها، منتزعًا منه اللقب العالمي وهو ما زال في الثانية والعشرين من عمره. وفي عام 1966 رفض محمد علي كلاي الانخراط في صفوف الجيش الأمريكي الذي كان وقتها في حالة حرب مع فيتنام، قائلا إنه لا يوجد سبب يدعوه لمحاربة الفيتناميين، كما أنه اعتبر أن هذه الحرب ضد تعاليم الإسلام والقرآن، مشيرًا إلى أن المسلمين لا ينبغي أن يخوضوا حروبًا إلا إذا كانت في سبيل الله ورسوله، معلنًا معارضته المباشرة لحرب الولايات المتحدة ضد فيتنام. الغريب أن محمد علي كلاي كان قد فشل في عام 1965 في اختبارات القبول بالجيش الأمريكي، لأن مهاراته اللغوية والكتابية كانت دون المستوى، لكن بشكل غير مفهوم أعاد الجيش الأمريكي إجراء الاختبار لكلاي، وتم إقرار اجتيازه لاختبارات القبول؟!. وكعقاب سريع على موقفه الرافض للانضمام للجيش الأمريكي، تم سحب اللقب العالمي منه. وقد تكبد الجيش الأمريكي خسائر بشرية كبيرة كما توقع محمد علي في تلك الحرب. وعلى الرغم من تجريده من اللقب، فإن شعبية كلاي لم تتأثر بين الأمريكيين، بل يمكن القول إنها ازدادت، وهو الأمر الذي شجّع البطل الأسطوري على العودة من جديد إلى حلبات الملاكمة رافعًا راية التحدي. وفي عام 1970، عاد كلاي لخوض النزالات من جديد بمباراة أجمع خبراء الملاكمة على وصفها بأنها مباراة القرن، حيث خاض مباراة متفرقة مكونة من ثلاث مباريات أمام جو فريزر تمكن كلاي من الفوز بمباراتين منها، لكنه اضطر للانتظار حتى عام 1974 عندما هزم الملاكم جورج فورمان ليستعيد لقبه العالمي المسلوب. وفي المجمل، خاص محمد علي كلاي 61 مباراة، حقق فيها 56 انتصارًا منها 37 بالضربة القاضية، لكنه في المقابل تلقى خمس هزائم أولها كان 1971 أمام جو فريزر في مستهل رحلته للعودة إلى حلبات الملاكمة من جديد، والثانية أمام كين نورتون عام 1973، والثالثة أمام بيون سبينكس عام 1978، والرابعة أمام لاري هولمز عام 1980، والخسارة الأخيرة كانت أمام تريفور بربيك عام 1981.

لمتابعة أخبار "بوابتي" أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط ( هنــــا )