بقلم / منى اللبان لا اذكر انه مر عليٌ يوم واحد من دون ان اسمع خبر محزن عن عنف او عن حرب دائرةٌ رحاها في مكان ما في هذا العالم، ليكون السؤال الوحيد الذي يطرء على أذهاننا حينها "لما الحرب؟" للجواب على هذا السؤال الكبير، يفضّل ان نعود الى تاريخ البشرية منذ فجر بزوغها لنجد ان هناك اقتتال اخوي كان قد حصل حينها بين هابيل وقابيل، هذا القتل الاول الذي حدث منذ ان وُجِد الانسان، يخبرنا على ان العنف غريزة كامنة لديه، وان أمعنا النظر نجد ان الانسان منذ البدء ليس طيباً ولا شريراً بل انه كما الحياة يعتمد على الثنائية في تركيبته : خير، شر ،حب، كره، بناء، دمار، والحال ان الانسان مرهون لهذه الثنائية ولهذا التعاقب للحضور والغياب ، بمعنى اذا غاب الحب حضر الكره، اذا غاب الخير حضر الشر . وان الحضارة الانسانية التي بدأت منذ آلالاف السنين كاللغة، الضمير ،القيم ، الدين، القانون، تم إيجادها لمساعدة الانسان بالسيطرة وكبح همجيته وغرائزه العنفية والتسامي عليها بتغذية الجانب المضيئ الآخر لديه .لكن هذه الغرائز من العنف والدمار موجودة. ويكفي ان تتوفر الشروط الضرورية كإنحطاط القيم الانسانية وغياب المؤسسات الأمنية الرادعة، كي تظهر . لذا علينا ان لا نغفل عن هذه العوامل والعمل بجد لتعزيز هذا الجانب المشرق لدينا والتسامي عن الغرائز العنفية من خلال اعتناق قيمة السلام كقيمة عليا، وغرزها في نفوس أطفالنا من عمر مبكر وللمناهج التعليمية دور فعال في ذلك، لإنشاء جيل يؤمن بالسلام ويعيشه ذهنياً وقلبياً، ولا ننسى هنا ان السلام يبدأ من الداخل فسلامنا الداخلي هو احدى اسباب السلام على الارض لانه يعود علينا وعلى من حولنا، فكل فرد لديه مسؤولية للمساهمة في انشاء عالم أكثر رحمةً و سلاماً .