نصاب محترف في الرياض مثالاً!
2015/06/13
الساعة 10:54 مساءً
د. محمد المنصوب
يحظى المغترب اليمني بسمعة طيبة في كل دول الإغتراب، من أمريكا الى بريطانيا الى دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية.
صورة المغترب اليمني النمطية هي الوفاء والأنفة والعزة والكرامة والإلتصاق بالمبادئ والقيم مهما كلّف من ثمن! هذا وأكثر قاله كُتاب سعوديون وخليجون كُثر،
كان مما اعجبني مقالة للكاتب جاسر الجاسر في صحيفة الحياة بعنوان ( مخاطر اليمنيين في السعودية)
يمكن قراءتها والإبحار في أوسمة الشرف التي يحظى بها المغترب اليمني ، (مخاطر-اليمنيين-في-السعودية!)
طبعاً يعود الفضل في هذا للآباء والاجداد العظام الذين غرسوا هذه القيم وتميزوا بها وما زالت سيرتهم عطرة حتى اليوم.
حريٌ بِنَا نحن المغتربون من الجيل الحالي المحافظة على هذه القيم على الأقل ان لم نسعى الى تحسينها ومضاعفتها! على المغترب اليمني
ان يكون الشرطي الأول في مكافحة التصرفات السلبية والأعمال التي تسيء الى سمعة المغترب اليمني ككل،
ولو وجد هذا المخالف والمتمرد على العرف والتقاليد من يعارضه ويرفض مشاركته الجلوس والحديث والسكن لفكر الف مرة قبل ان يجرؤ على ممارسة الخدع والنصب وغيرها من التصرفات السلبية!
شخصياً حصلت لي قصة لا استطيع ان أصفها ب نصب، وعساني أوهم نفسي بذلك،
قصة أغرب من الخيال لست مبالغاً إن قلت انها تصلح ان تكون محتوى فيلم سينمائي سيحقق مشاهدات واعجابات كثيرة نظراً للسيناريوا الشيق والاحداث الطبيعية وغير المصطنعة، دون اطالة إليكم القصة كما حصلت، وسوف أحرص على اخفاء إسم وملامح بطلها حتى ابتعد عن الشخصنة وعدم الخروج عن لُب الموضوع في ضرورة مكافحة السلبيات،
إلى القصة: ذات يوم كنت في أحد أروقة المستشفى إعترض طريقي شاب وسيم أنيق الملبس في بدلة وكرفتة ونظارات وقبلها لباقة في الحديث وفصاحة في اللسان، نادى بإسمي فالتفت اليه وعرض التعارف قائلاً انه يعرفني او يسمع بي،
لم أتردد في التجاوب معه وأعطيته ارقام التواصل معي. اتصل بي بعدها بيومين يريد يريد اللقاء والتعارف عن قرب، تجاوبت معه، كان لطيفاً مبدعاً في أسلوب التعامل، في الأثناء إختلق ظرفاً طارئاً بأن والدته دخلت المستشفى ويحتاج مبلغ مستعجل على أساس انه سيردها الي اليوم التالي قبل صلاة الظهر حسب قوله. بسبب ظروف المرض التي ادعاها استحيت ان اطلبها منه لحوالي الشهرين،
مرور الشهر الثالث طلبتها منه على استحياء فأعرب عن أسفه وبأنه سيجهزها خلال اسبوع. مر الأسبوع، قدم اعتذار ووعد ان يجهزها نهاية الشهر ( ديسمبر من عام ٢٠١٤). مع نهاية الشهر ادعى ان هناك جرد وتأجلت الرواتب.
مع مرور حوالي العشرة مواعيد طلب مهلة لنهاية شهر يناير ومع نهاية الشهر اتصلت به حوالي ثلاثة أيام للمواعدة وهو يهرب تارة بعذر عمل طارئ وتارة بعذر حادث مروري وتارة يقفل الجوال ويدعي ان البطارية خلصت. ضغطت عليه ووعد ليوم اخر وحدد ساعة معينة وعرضت ان اذهب اليه بنفسي لعدم ثقتي في مواعيده واختلاقه الاعذار،
ذهبت اليه لمسافة حوالي ٣٠ كيلوا وعندما وصلت كان في الانتظار على الشارع ( تهرب من إيضاح مكان عمله او سكنه) عندما وصلت أعطاني الكرت البنكي يدعي انه محروق لا يعمل ولي الحق في التجربة، يا الهي ؟ لماذا اذا قطعت هذا المشوار اليك، هذا العذر كان يمكن قوله في الهاتف ! وعد لنهاية شهر فبراير،
مر الشهر وضغطت عليه في الالتزام بالموعد في الساعة ١٢ ظهراً، مرت الساعة ١٢ ظهراً التزم بالساعة الثالثة وبأنه ملتزم بمشاوير العمل وبأن المبلغ في جيبه،
انتظرت للساعة الثالثة، تعذر برحمة المرور، وطلب مني انتظاره في مكان معين ، انتظرته على أساس انه سياتي من مسافة لا تتجاوز ١٠ دقايق.
مرت صلاة المغرب وبعدها صلاة العشاء، وهو يتعذر ساعة برحمة مرور ، واُخرى بأن صديقاً اعترضه، وثالثة بأنه مر على زميل له يوفي المبلغ. توسلت اليه بان اذهب اليه بنفسي، اصر ان يأتي بنفسه وبأنه في الطريق وهلال خمس دقايق سيصل، انتظرت الساعتين قفل تلفونه واختفى حتى منتصف الليل حينما ظهر من مخبأه عن طريق ناس يعرفونه! اتضح انه لم يكن في الطريق الي وانه كان في واد وانا في واد، وكل سيناريو انتظاري له لم يكن الا من اختلاق مخيلته المحترفه.
وعن سبب الكذب السيء هذا قال: لم يكن امامي من طريق الا هذا ! حلف الأيمان بأبنائه وبكل ما يملك بأن يوم الخميس التالي سيكون المبلغ في حسابي دون اي اتصال مني. مر الخميس والشهر، يأست منه وتركته في حاله ،
والى الان ٨ أشهر. بعد الرجوع لسيرة الرجل في الرياض تبين لي ان نفس السيناريو الذي حصل معي تكرر مع اكثر من شخص وبنفس الأسلوب الذي ينتهي بالتطفيش والتنازل عن المبلغ !
هذه قصة حقيقية وواقعية لم اختلق فيها حرفاً واحداً، ويشهد الله انني لم أزعل على مبلغ ذهب مني بقدر ما زعلت من ممارسات النصب والاحتيال من قبل شاب تبين بكل أسف انه يحمل مؤهل جامعي من جامعة عريقة،
لكنه تمرس وامتهن هذه الأساليب في كل مكان يقيم فيه. دعوتي أكررها لجميع الإخوة المغتربين بقطع دابر أمثال هؤلاء ومقتهم ونبذهم من المجتمع الاغترابي.
د. محمد المنصوب