حرب اليمن ... شر ﻻبد منه !!
2016/08/16
الساعة 03:03 مساءً
بقلم:أحمد بودستور
قال الفارس والشاعر راكان بن حثلين :
اﻻحسان ياعبيد يجزى باﻻحسان والشر تنطحه الوجيه الشريره
ما قل دل وزبدة الهرج نيشان والهرج يكفي صامله عن كثيره
يقول المثل العربي (المصائب محك الرجال) وبعد فشل مباحثات السلام في الكويت بين وفد الحكومة الشرعية ووفد الانقلابيين فقد رفعت الأقلام وجفت الصحف ولم يبق إﻻ خيار الحرب فهي شر ﻻ بد منه لأن بعض الناس ماتنفع معاهم إﻻ العين الحمرا فهم ﻻيفهمون إﻻ لغة القوة أما لغة العقل والحكمة فهي في نظرهم ضعف وخوف لأنهم ﻻ عقل لهم فهم عصابة تريد أن تخطف جمهورية اليمن وتنهب خيراتها وتسلمها على طبق من ذهب إلى إيران.
إن الحوثيين وميليشيا علي عبدالله صالح أثبتوا بما ﻻيدع مجاﻻ للشك أنهم ماضون في مخططهم الذي رسمه لهم الراعي الرسمي للإرهاب الدولي نظام الولي الفقيه ومايؤكد ذلك هو إعلانهم عن تشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة شؤون البلاد بل إنهم ذهبوا أبعد من ذلك، أجبروا مجلس النواب المنتهية وﻻيته على عقد جلسة عقدت في مقر المجلس بصنعاء وسط إجراءات أمنية مشددة برئاسة الشيخ يحيي علي الراعي حيث أعلن تأييده ومباركته اﻻتفاق السياسي بين الانقلابيين بتشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة شؤون البلاد وهي جلسة باطلة لأن مجلس النواب منهية وﻻيته ولم يحضر حتى ثلث الأعضاء وصوتوا تحت تهديد السلاح فهي مسرحية مكشوفة.
الرئيس اليمني عبد ربه منصور وجه رسالة شديدة اللهجة أن ماحصل في مجلس النواب هو عبث سياسي فهو يتعارض مع المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 ولهذا فإن جلسة مجلس النواب باطلة وخارج الشرعية الدستورية ويعتبر اﻻجتماع منعدم للآثار القانونية و ﻻيعمل بأي قرار يتم التصويت عليه لعدم قانونيته.
وزير خارجية اليمن عبدالملك المخلافي اعتبر تصويت المجلس بالموافقة على المجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون البلاد باطل دستوريا بل هو إعلان حرب قد جاء الرد سريعا فقد اشتعلت جبهات القتال وحققت قوات المقاومة الشعبية اليمنية والجيش اليمني انتصارات على جميع الجبهات بدعم من قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ولعل أبرز اﻻنتصارات هو طرد تنظيم القاعدة من زنجبار عاصمة محافظة أبين المتاخمة لمحافظة عدن وهي منطقة استراتيجية تفتح الطريق إلى العاصمة صنعاء وكذلك صعدة مقر الحوثيين .
الجدير بالذكر أن الحكومة الشرعية تسيطر على ثلثي أراضي اليمن وهناك محافظات قليلة يسيطر عليها الانقلابيون وأهمها صنعاء وصعدة وعمران وتعز التي ﻻزالت تحت الحصار ويعيش أهلها ظروفا ﻻ يطيقها بشر. إن الأيام القادمة سوف تشهد تصعيدا خطيرا للحرب في اليمن وسوف تزيد الضربات الجوية ضراوة وهي التي تلحق ضررا بالغا بقوات الانقلابيين لأنهم أثناء المفاوضات في الكويت كانوا يصرون على وقف الضربات الجوية التي تجعلهم كالفئران يختبؤون بالجحور والكهوف ولعل حضورهم لمشاورات السلام كان هدفه الرئيسي وقف الضربات الجوية حتى يتمكنوا من التحرك والسيطرة على مناطق جديدة .
واضح أن هناك علاقة بين الحرب اليمنية والسورية لأن من يقف وراء الجزار بشار ووراء الحوثيين هو عدو واحد وهو نظام الولي الفقيه الذي يرفض أي حلول سلمية ويصر على الحرب بل يريد أن يحولها إلى حرب طائفية بين السنة والشيعة وهو نفس الهدف الذي يسعى له الكيان الصهيوني المسخ فهما وجهان لعملة واحدة .
إن هذا النزيف اليومي لدماء المدنيين الأبرياء سواء في سوريا أو اليمن وأيضا العراق وليبيا ﻻيخدم الإسلام والمسلمين بل يخدم كل من يريد شرا بالأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتهم الدول الكبرى روسيا وأمريكا فهناك تفاهم بين الدولتين على استمرار الحروب في المنطقة ﻻستنزاف ثرواتها ونهب خيراتها وللأسف إن من ينفذ هذا المخطط هي دولة تطلق على نفسها جمهورية إيران الإسلامية التي تسعى لتنفيذ أجندة ومشروع ليس له علاقة بالإسلام وهو إحياء الإمبراطورية الفارسية وﻻيكون ذلك إﻻ بالسيطرة على الدول العربية وهي اليوم لها تواجد عسكري في سوريا والعراق واليمن ولبنان وتسعى للتمدد من خلال تنظيم داعش في ليبيا وسيناء فهي أشبه بالورم السرطاني الذي ينتشر في المنطقة كما تنتشر النار بالهشيم ولكن مابني على باطل فهو باطل وسوف ينتصر الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
لمتابعة أخبار "بوابتي" أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط ( هنــــا )