الاثنين 21 ابريل 2025
الرئيسية - كتابات - البخيتي: المنديل الأكثر استخداماً
البخيتي: المنديل الأكثر استخداماً
الحكمي
الساعة 05:41 مساءً
صالح الحكمي يستمر علي البخيتي يومٌ بعد آخر في إثبات أنه بالإمكان صناعة (كلينيكس) قابل للإستخدام عشرات المرات ولديه القدرة الفائقة في تنظيف أي قذارة وبجدارة، هكذا يمكن توصيف دوره منذ ظهوره على وسائل التواصل مبتسماً وبين يديه حفنة من الأموال الإيرانية متفاخراً بحصوله عليها ومن خلفه صورة الخميني وعلى جانبه العلم الإيراني، وكأنه يقول نعم أنا عميل فارسي وفخور بكوني مرتزقاً! بنظرية خالف تعرف، شقّ البخيتي طريقه بعد خروجه من سجون صالح على خلفية تورطه بالتخابر مع “السافاك” جهاز المخابرات الإيراني، حيث ارتمى في أحضان جماعة الحوثي الرجعية الطائفية، بالرغم من تصنيفه لنفسه على أنه (ليبرالي) منفتح، لينفذ أقذر دور من خلال تلميع الحركة الحوثية وتصديرها للمجتمع الدولي على أنها حركة سلمية ذات مظلمة، تسعى للحصول على إنصاف ينسيها ما تعرضت له من نظام صالح، وظل يتسكع على شاشات القنوات الإخبارية وأروقة المنظمات الدولية والسفارات مردداً إسطوانة الدجل المشروخة، لم يكن دوره بالهين فقد استمات في التبرير لممارسات جماعته الطائفية ضد أبناء دماج، وتزييف الحقائق من خلال إدعاءاته الكاذبة بوجود إرهابيين في دماج وأنها بؤرة للإرهاب يستحق سكانها التهجير والقتل والسحل، ولم يسترح أو يتوقف حتى اُرتكبت أكبر جريمة في القرن الحادي والعشرين بتهجير 14 ألف مواطن ومواطنة من أبناء دماج بالإضافة إلى طلبة العلم، وذنبهم الوحيد أنهم رفضوا تسلط الحوثيين على رقابهم، وممارساتهم الطائفية وحصارهم للنساء والأطفال. سقطت دماج (آخر حصون الجمهورية في صعدة)، فانتقل إلى التحريض على الجيش اليمني والمؤسسات العسكرية، مبيحاً سفك دمائهم بدعاوى الفساد وغيرها، تحريضه الرخيص بالإضافة إلى التواطئات التي حدثت، خلصت إلى تساقط مئات الرؤوس في ملحمة عمران، وانتهك الشرف العسكري في أبشع الصور، ولم يتوقف دوره عند حدود عمران بل شارك في إسقاط العاصمة صنعاء من خلال قيامه بلعب دور كبير في إقناع سفارات الدول الكبرى بضرورة إسقاطها كرسول للحوثي إليهم وعلى شاشات التلفزة، ثم احتفل مع رفاقه على أنقاض جمهوريتنا. سقطت العاصمة صنعاء، فتسلم (الكلينيكس) مهمة تنظيف جرائم الحوثيين التي يرتكبونها بحق خصومهم هناك، حيث كان يظهر بعد انتهاء كل حفلة رعب يقوم بها الحوثيون من خلال اقتحامهم لمنزل رجل مناوئ، أو نهب مؤسسة، أو استباحة مسجد ودور قرآن، لينظف قذارة الحوثيين ويضع عليها رتوشاً بترديده لإسطوانته التي لقنوه إياها بقوله (تصرفات فردية قامت بها اللجان الشعبية دون علم مكتب السيد)، عباراته تلك لم يكن يقلها أمام وسائل الإعلام وعلى صفحته إلا بعد أن تنفذ جماعته مهمتها بنجاح، ليمتص الغضب ويستميل الرأي العام، والحقيقة أنها لم تكن تمر إلا على البسطاء والسخفاء والمنبهرين بدور الرجل الجديد، وأي دور أقذر وأسوأ من تنظيف الدماء والعار بملابس النساء الداخلية التي تنهبها عناصر جماعته من داخل غرف نوم البيوت المقتحمة، قاتل مأجور مع مرتبة الكذب الأعلى! بعد الغضب العارم الذي بدأ يتلبس المواطنين جراء تصرفات الحوثيين الفاشية، أُسند إليه دور المعارضة لتصرفات جماعته، لكسب ود العوَام والتخفيف من الضغط الشعبي والإعلامي عليهم، لكنه أصيب بخيبة وانتكاسة، بعد تلقيه صفعة على وجهه من قيادي حوثي داخل مبنى قناة سهيل التي اقتحمها الحوثيون ونهبوا أدواتها -حتى أحذية الحمامات (أكرمكم الله)- نظراً لإلحاحه الزائف على القيادي بضرورة الخروج من مبنى القناة وإعادة المنهوبات، صفعة طبعها على وجهه أشعث وجه، مُصفَرُ الأسنان خشن الكف كأنها جذع شجرة انتزعته الأعاصير منذ زمن، قادم من كهوف خولان بصعدة ولأول مرة تطأ قدماه صنعاء، لا يعرف التلفاز ولا الفيسبوك ليتسنى له المعرفة المسبقة بمنديلهم الذكي ودوره الذي يؤديه. عدم إحاطة القيادي القادم من بين الكهوف الغابرة علماً بمهمة الرجل، ومحاولة تأدية (الكلينيكس) المشهد التمثيلي بحماس وإتقان، كانتا السبب الحقيقي في كسر شرفه بصفعة ثلاثية الأبعاد ارتطمت بوجهه أمام مرافقيه والحاضرين وكأنها صخرة ألقت بها الريح من أعلى قمة جبل النبي شعيب، وإعلانه فور خروجه أنه سيغلق تلفوناته لأجل غير مسمى احتجاجاً على انتهاكات جماعته ورفضهم وساطاته. لم يكن إعلان البخيتي عن انشقاقه من جماعة الحوثي نتيجة صحوة انتابت ضميره الميت وندمه على ما اقترفه، بل كانت نتيجة إقصاءه واستهدافه من قبل تيار داخل الجماعة يترأسه عبدالسلام فليته (محمد عبدالسلام) لدرجة منعه من الظهور على شاشة المسيرة، أو التصريح باسم الجماعة، بالإضافة إلى الصفعة القاسية التي كانت بمثابة تكريم حار له، وإيذاناً بإنتهاء خدماته. نتيجة لإدمان الرجل على أداء أحقر الأدوار وأكثرها انحطاطاً، لم يجعل الصفعة نهايةً لمشواره وبداية لمراجعة حساباته، بل سارع للإرتماء في أحضان المخلوع صالح، سجَّانه الذي شارك إلى جانب توكل كرمان في الثوران عليه والخروج إلى الشوراع للهتاف برحيله. دور أشبه بدور المومس التي قررت الإرتماء في حضن زعيم عصابة دميم الخلقة نكاية بعشيقها الذي استمرأ ضربها بعد انتهائها من إشباع رغبته وتراقصها بين يديه كل مساء، حيث بدأ مشواراً جديداً من التلميع لصاحب الوجه المرقع والمحترق، من خلال قيامه بجولات وتحركات مكوكية هدفها إعادة المجرم صالح إلى الواجهة وتسويقه على أنه مفتاح الحل في اليمن. لم يتوانَ في القيام بدوره هذه المرة، وبإتقان ونشاط أكبر، يزدادان كلما أدرك أن صفحة مستأجره الجديد وعشيق النكاية الدميم قرب طيها، غير أنه لم يكن يستطع إخفاء حنينه وعشقه المفضوح لمستأجره الحوثي حليف العشيق الأساسي “السافاك” فور تعرضهم لهجوم أو انتقاد من قبل أي جهة أو إصابتهم بإنكسار في أي جبهة أو فشل في مسعى داخلي أو خارجي، دفاع لاشك أنه يستفز عفاش ويثير حفيظته، وكأننا أمام مسلسل مكسيكي عن العصابات وتجار المخدرات والحروب بطلته تخون الجميع مع الجميع ولا تكترث لسمعتها. لم يجرؤ البخيتي هذه المرة المجاهرة الصريحة أنه أجير رسمي لعفاش وظل يسوق رؤىً ومبادرات مجيرة باسمه، متقمصاً دور رجل الخير والسلام الساعي لإنقاذ رجالات الإجرام، والشر، والموت، والدماء، والدمار، (الحوثي وصالح). شخصية لن يجرؤ كاتب رديء من الدرجة العاشرة على تضمينها وإعطائها هذه الأدوار المتناقضة والمتنافرة في روايته، التي ينتهي بها المطاف كالعادة في سلة النفايات أو تنظيف مرحاضه المليئ بأعقاب السجائر من قبل مؤلفنا الرديء، غضباً من فشله المتكرر في حبك نص قابل للقراءة. ولكم شعرت بالغثيان عندما تحول البخيتي إلى داعية سلام، وأطلق المبادرات والهاشتاغات الرامية إلى إحلال السلام في اليمن، حسب زعمه وبكل بجاحة! وكأنه لم يكن ذلك الكائن الذي أستباح دماء أبناء دماج وتلذذ بتهجيرهم كقطعان الأغنام، مستخفاً ومستهتراً بقتلاهم من الأطفال والنساء، نعم لا زلت أتذكر قهقهاته على شاشة البي بي سي وهو يطالب أبناء دماج بالإتيان بدليل مصور يثبت أن لديهم قتلى وجرحى في سخرية ضمنية من تحريمهم للتصوير. هو نفسه ذلك الكائن الذي حرض على منتسبي القوات المسلحة والأمن ودعا إلى مهاجمتهم وسحقهم من على منابر عشرات القنوات وفي المحافل والإجتماعات. ذلك الفاشي الذي شارك في إسقاط العاصمة، واستغل ضعف المساكين الذين انتهك مستأجروه كرامتهم واقتحموا غرف نوم نسائهم وبناتهم، ليقدم نفسه وقتها كمُخَلِّصٍ لهم، وجابراَ للضرر، في تمثيلية سخيفة كشفت عن ساديته التي تتلذذ بكسر شرف وناموس أبناء القبائل، في وقائع لم يعرف لها اليمن مثيل. صاحب حملة صناعة السلام في اليمن هو نفسه ذلك الكائن الذي نادى وطالب بسرعة السيطرة على المحافظات اليمنية من قبل عناصر الإجرام من جماعته، هو نفسه الذي وسم أبناء تعز والضالع ولحج وأبين وعدن بالدواعش، حتى يبرر استباحة دمائهم وهتك أعراضهم. هل تصدقون يا سادة؟ بعد ضلوعه وتورطه من أخمص قدميه حتى أعلى شعرة في رأسه في كل الجرائم التي ارتكبت بحق اليمنيين؛ يتزعم مبادرات السلام!! والمستفز في الأمر أنه وأثناء ظهوره على القنوات لتسويق مبادرته السخيفة لم يفتأ في الدفاع عن المجرمين (الحوثي صالح) وبكل إسفاف ودون أدنى خجل. اليوم ومن جديد يتزعم إطلاق مبادرات ويتبنى خارطة أشبه بالإنتحار الجماعي لليمنيين، داعياً لتنفيذها والقبول بها، ومستميتاً في الدفاع عنها، في دور جديد لا يقل قذارة عن سوابقه، (كلينيكس) حمَّام واحد قابل للإستخدام عشرات المرات ومتاح لمن يدفع أكثر، وفي الواقع لم أجد لشخصيته مثيل في كل الروايات والقصص التي قرأتها والأفلام التي شاهدتها. كومة من المكر والكذب والمرواغة والتلاعب والتدليس والإنحطاط تجوب العواصم في هيئة كائن اسمه “البخيتي”. كائن متلون متعدد المهام والاستخدامات؛ عميل إيراني، مرتزق، دفع مسبق، قاتل مأجور، تارة يعلن ولاءه لإيران وتارة للحوثيين، وثالثة لعفاش، وأخرى مع حسن نصر الله، كتلة مشبوهة، كل علاقاتها وتحركاتها مع القتلة ورواد الإرهاب والإجرام في المنطقة علانية، شخصية لا قيمة لها في معايير الرجولة والسياسة والقيادة ولا وزن، سِمتها الوحيدة أنها ارتضت أن تكون مطية لمن أراد أن يتقي بها القاذورات أثناء سيره عليها، وهذا هو رصيدها الوحيد الذي تحفُل به وتفاخر، ومع ذلك يُحتفى بها ويُؤخذ برأيها وتفتح الأبواب والمطارات في وجهها !! من تمثل في دورها الجديد؟ ولمن تعمل؟ إن كان الحوثي .. فممثلوه في ظهران الجنوب وعمان والكويت وجنيف بين ذهاب وإياب، وإن كان صالح فممثلوه معروفون ولهم تحركات، يمثل من ويعمل لصالح من؟

آخر الأخبار