السبت 28 يونيو 2025
الرئيسية - أخبار العالم - محاولة أخيرة لإبعاد ترامب عن البيت الأبيض.. هذا ما يرغب آلاف الأميركيين في حدوثه باجتماع اليوم
محاولة أخيرة لإبعاد ترامب عن البيت الأبيض.. هذا ما يرغب آلاف الأميركيين في حدوثه باجتماع اليوم
الأنتخابات الأمريكية
الساعة 12:07 مساءً
تزايدت الأصوات التي تضغط على أعضاء المجمع الانتخابي من أجل اختيار شخص آخر غير دونالد ترامب بصورة دراماتيكية صاخبة، وذلك خلال الأسابيع الأخيرة، مما تسبب في إحداث حالة من التردد لا تحمل سوى قليل من الدلائل التي تفيد بأن ترامب سوف يفشل عندما يجتمع مندوبو الولايات في معظم عواصم الولايات اليوم الاثنين للإدلاء بأصواتهم، بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”. وسيجتمع اليوم الإثنين 538 شخصاً لتحديد الرئيس المقبل. وكانت هذه الاجتماعات للمجمع الانتخابي، التي عقدت في كل الولايات وفي مقاطعة كولومبيا (واشنطن العاصمة) لستة أسابيع تقريباً بعد يوم الانتخابات، أكثر من مجرد إجراء شكلي. بيد أن فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب -الذي خسر التصويت الشعبي ولكن يُتوقع أن يفوز بمعظم الأصوات الانتخابية- دفع بالمجمع الانتخابي إلى دائرة الضوء مرة أخرى. لم يزدد التركيز على استنتاج وكالة الاستخبارات الأميركية أن روسيا حاولت التدخل في الانتخابات للإضرار بحملة هيلاري كلينتون، إلا في الأيام الأخيرة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، الأحد 18 ديسمبر 2016. فيما وصف الرئيس أوباما الجمعة الماضية المجمع الانتخابي -وهو في الأصل يجمع بين من يريدون الكونغرس لاختيار الرئيس ومن يفضلون التصويت الشعبي- بأنه “أثر”. وبينما يجتمع الناخبون في عواصم الولايات في جميع أنحاء البلاد، إليك خلاصة لما سيأتي بعد ذلك.

قلق من ترامب

ويبدو دور كارول جويس من ولاية أريزونا سهلاً للغاية، باعتبارها عضواً بالحزب الجمهوري، إذ إنها ستلتقي بالآخرين في مدينة فينكس، عاصمة ولاية أريزونا، وتدلي بصوتها لصالح ترامب الذي فاز بمعظم الأصوات في ولايتها، الذي تدعمه جويس شخصياً. إلا أنها استقبلت خطابات بريدية ورسائل بريد إلكتروني ومكالمات هاتفية، بعثها مئات الناخبين الذين وصل تعدادهم فيما بعد لآلاف، معربين عن قلقهم من أن سياسة ترامب المتهورة سوف تقود البلاد نحو حرب أخرى. وقالت جويس -بحسب واشنطن بوست- أحد أعضاء اللجنة، وتبلغ من العمر 72 عاماً “بكل أمانة، حمل ذلك تأثيراً. لقد رأيت جنازات بما يكفي، وتعبت من كثرة الاستماع إلى الموسيقى الجنائزية… لكنني وقَّعت على تعهد بالولاء، وهذا مهم”. يتشابه ذلك النمط من الحياة خلال الأيام الحالية لدى 538 مندوباً من الرجال والنساء الذين يُنتظر أن يتقابلوا عبر البلاد يوم الإثنين؛ كي ينفذوا التصويت الروتيني الذي جرى التقليد على اتباعه بعد كل انتخابات رئاسية تتم في البلاد. بيد أن دور الناخبين أقوى هذا العام، وذلك في أعقاب الانتخابات المريرة التي خسر فيها دونالد ترامب التصويت الشعبي لصالح هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الجمهوري، بما يقرب من 3 ملايين صوت، وسط تقديرات لوكالة الاستخبارات المركزية أزيح عنها الستار، وتشير إلى أن روسيا تدخلت للمساعدة في فوز ترامب بالانتخابات.

التدخل الروسي بالانتخابات

في غضون هذه الحالة من الريبة التي سببها التأثير الروسي، طالب 10 ناخبين من مندوبي الولايات -تسعة منهم من الحزب الديمقراطي والعاشر من الحزب الجمهوري- بأن يمدهم جهاز الاستخبارات بتقرير مقتضب عن دور موسكو. وقد أيد ذلك الطلب جون بوديستا، مدير الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون. في مقالة رأي بصحيفة “واشنطن بوست” نُشرت يوم الخميس الماضي، كتب بوديستا “ينبغي أن توفر الإدارة الحالية بياناً موجزاً لأعضاء المجمع الانتخابي يتعلق بمدى وأسلوب التدخل الروسي في الانتخابات، قبل التصويت الذي يجري في التاسع عشر من ديسمبر”. فيما قال مكتب مدير الاستخبارات الوطنية مساء الجمعة، إنه لن يقدم بياناً موجزاً للمجمع الانتخابي، لأنه ملتزم بتقديم تحقيق عن التدخل الروسي بناءً على أوامر رئاسية. في بيان نُشر على الموقع الرسمي له، قال مكتب مدير الاستخبارات الوطنية “عندما ننتهي من إعداد التحقيق خلال الأسابيع القادمة، سيستعد مجتمع الاستخبارات لإطلاع الكونغرس على نتائجه” وربما يعلن تلك النتائج أمام الجمهور. في غضون ذلك، تواجه جويس، مع 305 مندوبين آخرين ينتمون إلى الحزب الجمهوري يُفترض أن يدلوا بأصواتهم لصالح ترامب، حملات مكثفة تنظمها القوى المناهضة لترامب في محاولة منهم لإقناع الناخبين بأنهم وحدهم قادرون على منع نجم عروض تلفزيون الواقع من دخول البيت الأبيض. من ناحية أخرى، يستهدف آخرون من تلك القوى الناخبين الديمقراطيين، الذين يُفترض أن يدلوا بأصواتهم لصالح كلينتون، في محاولة لإقناعهم بتبديل أصواتهم لصالح أي مرشح جمهوري أكثر قبولاً، يمكنه أن يحصل على التأييد الكافي من الحزب الجمهوري من أجل الانقضاض على المنصب. على الرغم من أن المؤشرات التي تشير إلى نجاح تلك الجهود تبدو ضئيلة، تسببت تلك الحملة في إطلاق ضغط مكثف على الناخبين من مندوبي الولايات الذين يتعرضون في الوقت الحالي لحالة غير مريحة أحياناً من تسليط الضوء. وتلقت جويس رسائل بريد إلكتروني من “بنجامين فرانكلين” و”جون جاي”، وبطاقة تهنئة بأعياد الميلاد مكتوب عليها “نناشدك بالله، لا تصوتي لصالح ترامب”.

من هم الناخبون؟

باختصار هم الأشخاص الذين اختارتهم الأحزاب السياسية في ولاياتهم للإدلاء بأصواتهم للرئيس ونائب الرئيس. يمكن أن يكون الناخبون قادة أحزاب أو مسؤولين منتخبين، وأحياناً يكونون أشخاصاً لهم علاقة شخصية مع أحد المرشحين الرئاسيين. بيل كلينتون، على سبيل المثال، هو ناخب نيويورك لهذا العام. يساوي عدد الناخبين في كل ولاية عدد نوابها وأعضاء مجلس الشيوخ في الكونغرس، أي إجمالي 538 ناخباً، بالإضافة إلى الناخبين الثلاثة الإضافيين القادمين من مقاطعة كولومبيا. وسيجتمع الناخبون في ولاياتهم في مبنى الكابيتول، حيث سيدلون بصوتين: أحدهما للرئيس والآخر للنائب.

هل على الناخبين التصويت وفقاً لنتائج التصويت الشعبي في ولاياتهم؟

بحسب تقرير “نيويورك تايمز” ليس بالضرورة، وليس ثمة شيء في الدستور ولا في القانون الفيدرالي يُلزم الناخبين بالتصويت بطريقة معينة. إلا أن بعض الولايات تلزم قوانينها بالتصويت وفقاً لنتائج التصويت الشعبي في الولاية، أما الناخبون الآخرون فيربطهم التزام غير رسمي بأحزابهم. في بعض القوانين يمكن تغريم ما يسمى بـ”الناخبين الخائنين” الذين يصوتون ضد أحزابهم، أو حتى استبعادهم واستبدالهم. لم يقاضَ أي ناخب من قبل على ذلك. وفي يوم الجمعة 6 يناير في تمام الواحدة ظهراً، سيجتمع أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ في قاعة مجلس النواب لإحصاء تلك الأصوات. وينتظر أن يعلن جو بايدن -باعتباره رئيس مجلس الشيوخ المنتهية ولايته- عن الفائز بناءً على غالبية الأصوات، الذي يبلغ 270 صوتاً على الأقل. (في ثلاث مناسبات سابقة، تسبب ذلك في لحظة محرجة عندما اضطر نائب الرئيس لإعلان هزيمته، وفقاً لمكتب التأريخ بمجلس النواب. فقد حدث هذا لآل جور مؤخراً في عام 2001). ولا تنتهي العملية هنا، فعلى بايدن أن يسأل إذا كانت هناك أي اعتراضات، ويمكن للمشرعين الطعن في الأصوات الانتخابية الفردية أو نتائج الولايات كلها، إذا اختار النائب التصويت ضد نتيجة ولايته. يمكن للمشرعين طلب التماس بحذف هذا الصوت. وإذا كان ثمة اعتراضات، ينقسم مجلس النواب ومجلس الشيوخ فوراً للنظر فيها، ويكون أمامهما ساعتان فقط ليقررا ما إذا كانا يدعمان هذا الاعتراض أم لا. بعد أن يتوصل إلى حل لجميع الاعتراضات، تُعتبر النتائج نهائية. أما الخطوة التالية، فتكمن في أن يؤدي الفائز القَسَم في 20 يناير.

محاولات لقلب النتيجة

بدأت الضغائن المتعلقة بدور الناخبين في وقت مبكر من الحملة. ففي أغسطس الماضي، قال باوكي فو، أحد نشطاء الحزب الجمهوري من أتلانتا، إنه خطط لأن يستقيل من وظيفته لأنه يعارض ترامب أخلاقياً بشدة. قرر فو أن يرجئ مسؤولية الإدلاء بصوته لشخص أكثر عزماً على القيام بذلك، وهو البديل الذي سوف يتبعه يوم الإثنين. بعد انتهاء الانتخابات، تلقى فو مكالمات هاتفية ورسائل بريد إلكتروني تطالبه بعدم الاستقالة. وبدلاً من ذلك القرار، طالبوه بالانضمام إلى ائتلاف من الناخبين الذي يأملون أن يصوتوا ضد ترامب، إلا أنه رفض ذلك. قال فو: “لا أعتقد أنه ينبغي علينا جرّ تلك الانتخابات إلى أي مكان آخر بعد الآن. هل يمكنك أن تتخيل إذا انقلب مندوبو الولايات على النتائج؟ إن حاولنا تغييرها بأي طريقة فستجد أمامك هذه العناصر من اليمين المتطرف التي تتصرف بحماقة فحسب”. انضم مارك هيرش، الخبير الاستراتيجي في مجال التسويق من ولاية شيكاغو ويبلغ من العمر 60 عاماً، إلى مجموعة تعرف باسم “ناخبو هاملتون” التي تحاول تنظيم جهودها للتواصل مع الناخبين بهدف تغيير رأيهم قبل موعد الإدلاء بأصواتهم. قال هارش إن أكبر الأنشطة السياسية على الإطلاق، التي اضطلع بمهمة أدائها كان وضع إشارة تأييد في فناء منزله.

آمال ضئيلة

وقال إنه يعتقد أن هدف منع ترامب يبدو ممكناً إن لم يكن مرجحاً. وبدلاً من إقناع البلاد كلها، ينبغي عليه هو وحلفاؤه أن يعثروا على 37 من الناخبين الجمهوريين الذين يعتزمون التصويت لصالح شخص آخر، وهي نقطة التحول التي تؤول فيها مسؤولية اختيار الرئيس إلى مجلس النواب الأميركي. وبكل تأكيد، ليس ثمة أحد يدري كم عدد الذين يرغبون في اختيار شخص آخر، إلا أن التقديرات تشير إلى أن عددهم يتراوح بين ناخب واحد حتى 25 ناخباً. في النهاية قد يصوت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري لصالح ترامب على أي حال، إلا أن الأشخاص الذين يحاولون إقناع الناخبين يقولون إنه لا يزال ثمة قيمة من اتخاذ ذلك الموقف. يقول هيرش إن فيلم “300” هو الذي ألهمه لاستكمال محاولة إقناع الناخبين، وهو الفيلم الذي يحكي عن معركة جيش أسبرطة القديم ضد القوات الفارسية التي فاقتهم عدداً، وكان عددهم يبلغ 1000 جندي فارسي أمام كل مقاتل من أسبرطة. وأضاف: “أريد أن أفكر في أننا قد ننجح، ولكن إن لم يحدث، فعلينا أن نفعل ما بوسعنا لمنع ذلك الرجل من أن يصير رئيساً للبلاد”. عدّل هيرش من بعض السطور التي وردت في الفيلم، فقال “جهز إفطارك، وتناوله بحماسة، لأننا اليوم سنخوض المعركة. إنها ليست 300، بل 538”.

“خطابات بريدية”

وكلما اقترب اجتماع الناخبين يوم الإثنين اشتدت المعركة؛ إذ تستقبل جويس 15 خطاباً بريدياً كل يوم فضلاً عن 300 بريد إلكتروني منذ الثامن من نوفمبر الماضي. إلا أن تلك الأرقام زادت لتصل إلى 50 خطاباً بريدياً و3000 بريد إلكتروني يومياً. بعضها جاءت عبر الخطابات، والأخرى مكتوبة بخط اليد. وصلت تلك الخطابات البريدية من واشنطن ومن الصين، ومعها نسخ من الدستور الأميركي أو الورقة رقم 68 من الأوراق الفيدرالية (التي استُوحي منها الدستور الأميركي)، التي تقول إن اجتماع المجمع الانتخابي “يوفر تأكيداً أدبياً بأنه يندر أن تقع وظيفة الرئيس من نصيب رجل لا يتمتع إلى درجة فائقة بالمؤهلات المطلوبة” (ترجمة جامعة منيسوتا). وتلقت جويس يوم الخيمس خطابات عديدة، لدرجة أن خدمة البريد الأميركية أعطتها دلواً ممتلئاً عن آخره بالخطابات. تتذكر جويس كلمات حامل الخطابات، الذي قال لها “أنا آسف أن هذا يحدث لكِ”. على الرغم من أن بعض مندوبي الولايات الذين سيدلون بأصواتهم اشتكوا من تعرضهم للمضايقة، لم تفعل جويس مثلهم، بل تجاهلت الخطابات ووضعتها على أريكة تزينها وسادة تحمل العلم الأميركي. في مقابلة تليفونية، قالت جويس “هذه هي أميركا. يمتلك الناس الحق لقول ما يريدون”. كما أوضحت أن معظم الرسائل كانت رصينة. وأضافت أن بريدها الإلكتروني صار أكثر إيجابية يوم الجمعة، إذ إن الرسائل التي تلقتها كانت من جمهوريين يشكرونها على الأخذ بيد ترامب نحو خط النهاية لعملية شاقة. وعن ذلك تقول “ياله من شيء منعش!”

هل أصاب الناخبون؟

ورغم أن بعض الديمقراطيين (الذين خسروا مرتين خلال آخر 5 انتخابات رئاسية خاضوها، لكنهم فازوا في التصويت الشعبي) وترامب نفسه يتساءلون عن جدوى اجتماع المجمع الانتخابي، قال كثير ممن يناهضون ترامب إن الانتخابات الحالية أثبتت أهميتها. بدأ نورمان أيسن، السفير السابق للولايات المتحدة لدى جمهورية التشيك، الذي عمل مستشاراً قانونياً مع إدارتي بوش وأوباما، باستدعاء الناخبين لكي يشرح لهم أن وظيفتهم ليست بالضرورة الاعتراف بنتائج الانتخابات، بل أن يُجروا مناقشة منطقية حول ما إذا كان جمهور الناخبين أصابوا في قرارهم باختيار مرشحهم أم لا. على سبيل المثال، أوضح أيسن، الذي كان يسلط الضوء على أخلاقيات الحكومة في البيت الأبيض خلال ولاية أوباما، أن ترامب ربما يرتكب خرقاً لأحد بنود الدستور التي تمنع الرئيس من استقبال هدايا أو تمويل من حكومات أجنبية، ولا يتضح إذا كانت شركاته تفعل ذلك أم لا؛ لأنه لم يفصح علانية عن عائدات الضرائب الخاصة به. قال ريتشارد بالدوين لايمان، المحامي والناشط الجمهوري بولاية ماساتشوستس، إنه لا يرغب في مضايقة أحد، فهو يستخدم علاقاته ليعثر على ناخبين يرغبون في الحديث عن الدروس التي تعلمها في صف التاريخ الأميركي، وذلك خلال تناولهم العشاء. وقد صار لايمان أحد الرجال القليلين في الولايات المتحدة الذين يتحدثون عن هاملتون الرجل، أكثر مما يتحدثون عن “هاملتون- الموسيقار الأميركي”. أخبرهم لايمان أن المجمع الانتخابي لم يكن ينص في تأسيسه على أن يكون “خِتماً مطاطياً”، بل إن الآباء المؤسسين كان من الممكن أن يعهدوا بتلك المهمة إلى أي موظف، أو ببساطة أن يستخدموا التصويت الشعبي طريقة لاختيار الرئيس. وأضاف “إنني أُذكّرهم بواجبهم لكي يفكروا في اختيارهم بطريقة تتسق مع ضمائرهم ومع الدستور”. حتى اللحظة الراهنة، حدَّد لايمان هوية 20 ناخباً قد يصوتون “لشخص آخر غير الذي اختاره الحزب”. ولم يستطع أن يذكر علانية سوى اسم واحد، إلا أنه أصر على وجود المزيد منهم. في وقت مبكر من هذا الشهر، صار كريس سوبران من ولاية تكساس، أول ناخب جمهوري بولاية حمراء صوتت لصالح ترامب، يعلن أنه لن يصوت لترامب، وذلك في مقال نُشر بصحيفة نيويورك تايمز في الخامس من ديسمبر/كانون الأول. صوت سوبران لصالح السيناتور تيد كروز من ولاية تكساس خلال الانتخابات الأساسية، كما قال إنه ترك محفظته يوم التصويت في الثامن من نوفمبر، لذا فهو لم يصوت عموماً. ومع ذلك، قال سوبران، إنه كان يعتزم التصويت لصالح ترامب في المجمع الانتخابي، إلى أن ادَّعى المرشح بدون أي دليل أن ملايين من مؤيدي كلينتون صوَّتوا بصورة غير قانونية. أوضح سوبران أن موقفه المعلن تسبب في تعرضه للتهديد بالقتل واستقبال خطابات كراهية. قال سوبران، الجمهوري الوحيد من بين الناخبين الذين طالبوا الاستخبارات بتقرير عن روسيا “أمس كان الناس يتصلون ويقولون: اضبطوا أنفسكم أو سنأتي إليكم. إنهم يفعلون ذلك مستخدمين أرقام هواتفهم الشخصية ولا يستخدمون حاجباً لرقم المتصل. ولا يعد ذلك مفاجأة، فانظر إلى ما يقوله ترامب نفسه”.

خطة غير مرجحة

أما فينز كولر، الناخب الديمقراطي من مقاطعة مونتيري بولاية كاليفورنيا، فقال إنه قرأ ما كتبه سوبران وبدأ يفكر في دوره الشخصي بالمجمع الانتخابي؛ إذ تسبب ذلك في دعمه لنظرية جديدة تقول: إن استطاع أن يقنع الديمقراطيين الآخرين بأن يتخلوا عن التصويت لصالح كلينتون، ربما يمكن أن يتوصل هو والجمهوريون إلى خيار أكثر قبولاً -مثل الجمهوري جون كيسيك محافظ ولاية أوهايو الذي فشل في الحصول على تأييد الحزب الجمهوري للترشح للانتخابات الرئاسية- لكي يصوتوا له بدلاً من ترامب. تبدو تلك الخطة غير مرجحة، إلا أنه قال إن انتخاب ترامب تسبب في حالة من عدم الاستقرار لديه، مما جعله يشعر بأنه في حاجة إلى تجربة أي شيء. تعد كاليفورنيا من بين الولايات الـ29 التي تفوض الناخبين بالتصويت لصالح المرشح الذي فاز بالولاية، لذا أقام كولر دعوى قضائية لاستكمال خطته. قال كولر: “إن ذلك الشيء صعب بكل صراحة، ولا أفعله بسهولة. لقد عملت في السياسات الحزبية لفترة طويلة، ولا أحب أن أصوت ضد مرشح الحزب، إلا أنني لم أعتقد أبداً أن البلاد ستكون غير مستقرة مثلما هو الحال الآن”. مساء الخميس، وجد كولر نفسه في مكتبة الكونغرس يسير بين أكوام الكتب داخلها، ليتقدم بطلب وحيد إلى أمين المكتبة، قال فيه “هل يمكنني أن أطلع على النسخة الأصلية من الأوراق الفيدرالية؟” كان يبحث عنها لينظر إلى الورقة 68 التي كتبها هاملتون، والتي تصف الحاجة إلى المجمع الانتخابي. قال كولر: “إننا نتلقى درساً في المواطنة لم نكن مستعدين لتلقِّيه. لقد أعطونا مكابح الطوارئ لضمان الأمان في حالة الفشل، وذلك في حال أخطأ الناس باختيارهم. وها نحن هنا بعد 200 عام. إنها الفرصة الأخيرة التي لدينا”.

آخر الأخبار