2017/02/11
فبراير اليمني
فؤاد أبو حجلة تحل اليوم ذكرى ثورة 11 فبراير عام 2011 حين خرج الشباب اليمني إلى الساحات والميادين في صنعاء والمدن الأخرى للاحتجاج على فساد نظام المخلوع وقمعه لجموع الشعب، وقد كان اليمنيون في ذلك الوقت يحاكون أقرانهم في دول عربية أخرى هب شبابها، وخرجوا إلى الساحات مطالبين بإسقاط نظم الحكم الفاسدة، في انتفاضات شعبية بدأت نقية ومشروعة قبل أن يشوهها امتطاء جماعات اليمين الديني للحراك الجماهيري. في تلك الأيام كنا نتابع حراك الجموع الثائرة، وتخفق قلوبنا بالدعاء لشباب الثورة بالانتصار على المخلوع وعلى أدواته الأمنية والشرطية التي كانت تحاصر اليمنيين وتصادر أحلامهم مثلما تصادر خبزهم. لولا تلك الهبة الشبابية لما سقط المخلوع ولما تخلص اليمنيون من فساد حكمه وحكم أبنائه ومقربيه في دائرة الفساد الضيقة التي كانت تنطلق من القصر الرئاسي في صنعاء لتعيث في كل الأرض اليمنية فسادا وقمعا وقهرا وحصارا للحياة. لكن النهايات السعيدة لا تطول كثيرا في بلادنا المبتلاة بقوى الظلام والأدوات المرتبطة بمرجعيات عابرة للحدود في واشنطن ولندن وتل أبيب وأنقرة.. وطهران، فقد رأت قوى التخلف والظلام أن تملأ الفراغ الرجعي الذي تركه المخلوع وذلك بتفعيل الزحف الظلامي لهدم المجتمع والانقضاض على الدولة ببرنامج طائفي مسلح بالحقد وبالشراكة مع المخلوع ومن ظل معه من أدوات القمع والقهر، وتمرد الحوثيون والمخلوع على الشرعية في البلاد وانقلبوا على الدولة بقوة السلاح والتعبئة الكاذبة، في محاولة لم تنجح ولم تكتمل بإعادة اليمن إلى عصر ما قبل الكهرباء وحشر البلاد في كهوف صعدة. ومثلما حدث في بلاد الربيع الأخرى، أطلق الشباب اليمني ثورة ربيعية أخمدها الذين امتطوها باسم الدين سواء كانوا شيعة أم سنة، ولعل ما تسرب مؤخرا عن تواطؤ بين الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين، وانخراط أعضاء في الجماعة في صفوف الحوثي كمقاتلين يخوضون الحرب ضد الجيش الوطني والمقاومة يؤكد شراكة القوى الظلامية المرتبطة بواشنطن وطهران في مشروع هدم الدولة واغتيال الحراك الثوري الشبابي. في ذكرى ثورة 11 فبراير نترحم على أرواح الشهداء ونستذكر الجرحى واولئك الذين صمدوا في الساحات، وندعو للواقعية في رؤية المشهد اليمني وتشخيص الحالة القائمة التي توجب اتقاء الرياح السيئة التي تهب من كل الاتجاهات، فالذين يسطون على بعض الدولة حوثيون، بينما الذين يحاولون السطو على بعض المجتمع هم شركاؤهم الذين يتواطأون معهم على الأرض وفي الميدان رغم خطابهم العلني المغاير. ومن يتذكر الوقائع الموجعة في ساحات الحراك الشبابي يعرف كيف كان الظلاميون يواجهون الحناجر بالخناجر، ويعرف كيف تم الاستيلاء بالقوة على منصات الخطابة في هذه الساحات. بدأت ثورة 11 فبراير قبل ست سنين، لكنها لم تنته بعد، لأن أهدافها لم تتحقق حين استبدل الطاغية القديم بطغاة جدد يرتدون قناع الدين ويستهدفون شرعية البلاد، دولة ومجتمعا وجيشا وطنيا. لكن أهداف الطغاة لن تتحقق أيضا، مهما بلغت أحقادهم ومهما كان صلفهم وهم يرقدون تحت العباءات الصفوية، لأن من أطلقوا الحراك الشبابي في ثورة 11 نوفمبر، هم الذين ينخرطون الآن في صفوف المقاومة الشعبية، وهم القادرون دائما على إشعال الساحات وعلى إحراق الأرض تحت أقدام المتمردين الظلاميين.
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news108184.html