2017/02/19
من الذي يقف وراء الضربات الخاطئة ؟

أكثر ما يؤلمني ويحرق فؤادي هو تلك الضربات الخاطئة التي تقوم بها طائرات دول التحالف العربي والتي تستهدف الابرياء والمدنيين وكان آخرها قصف صالة عزاء للنساء في مديرية ارحب ، وهذا الامر يجعلني اتسائل بشدة حول من يقف وراء تلك الضربات ؟ وما هو الهدف منها ؟ ولماذا تلك الاخطاء مستمرة ؟

صحيح ان للحرب اخطاء لا تكاد اي عملية عسكرية تخلو منها ، ولكن ما يحدث في ضربات طيران التحالف هو  ان تلك الاخطاء تتكرر ولم يتم تلاشيها ، مما يجعلنا نظن ان تلك الضربات التي تستهدف الابرياء متعمدة وليست مجرد خطأ ، فالخطأ في مواقع المواجهات العسكرية كقصف رجال المقاومة والجيش قد يكون مقبول نوعاً ما باعتباره خطأ كان يقصد قصف ميليشيات الانقلاب وليس الشرعية ، ولكن قصف الاسواق المكتظة بالمدنيين والسجون وصالات العزاء وغيرها لم يكن مقبول على الاطلاق .

هل تلك الضربات الخاطئة تتحملها دول التحالف ام الشرعية اليمنية ؟  وهل هي ناتجة عن طيار الطائرة الذي لم يصيب هدفه بدقة ام عن الذين يرسمون لهم الاحداثيات ؟ وهل هناك اطراف داخلية في الشرعية اليمنية والمقاومة تريد توريط دول التحالف بجرائم انسانية وتحملها المسؤولية  ام ان دول التحالف تريد توريط اطراف داخلية في اليمن وتحملهم المسؤولية ؟ مجرد تساؤلات نبعث بها إليهم جميعاً .

التحقيق في كل ضربة خاطئة ليس عذر مقبول ، فالتحقيقات في الضربات السابقة لم تأتي بنتيجة ، ولم تخرج بحل يتضمن عدم تكرار ما يحدث ، فهل الاستمرارية في تلك الضربات ناتج من عدم معرفة السبب او عدم معرفة من يقف خلفها .

في قصف صالة عزاء آل الرويشان في صنعاء حاول الكثير ان يبرر لها ويدعي ان جماعة الحوثي هي من قامت بذلك الفعل ، ولكن بالاخير اعترفت المملكة بذلك الخطأ والقت بالمسؤولية على هيئة الاركان لجيش الشرعية بينما الاخرى دافعت عن نفسها وردت على التحالف واخرجت نفسها من تحمل المسؤولية وبقى السبب غامض حتى الآن ، ومثل هذه الضربات الخاطئة لا يستطيع ان يغالط فيها احد ويحمل مسؤوليتها طرف لم يقم بها فهناك اقمار صناعية ودلائل كثيرة توضح وتفضح من يقوم بها .

اجتمع محمد علي الحوثي بما يقارب خمسة الاف مقاتل في خولان بوضح النهار في مساحة واسعة مستوية من الارض ولم تقصفه طيران التحالف ولم ترسم لها احداثيات المكان الذي سيتم قصفه بسهولة والقضاء على العديد من القيادات الانقلابية وعناصرها الميليشاوية ، فلماذا يتم قصف الابرياء والمدنيين وصالات عزاء النساء التي لم يكن فيها اي عنصر حوثي .

لا استطيع ان احمل جماعة الحوثي مسؤولية ذلك إلا في حالة اتهامي لطائرتهم بدون الطيار الذي تكلم عنها قائد جماعتهم مؤخراً ، واذا كانت تلك الضربات الخاطئة ناتجة عن سبب يتحمله دول التحالف واطراف داخل الشرعية ، فأقول لهم ان الاستمرار بتلك الاخطاء سيكون سبباً في عرقلة الحسم وتأخر التحرير ، فدماء اولئك الابرياء لن تذهب سدى وستكون عقاباً لمن يقوم بها يقتضي خسارته وفشله وهزيمته في المعركة .

فعالجوا ذلك الخطأ وازيلوا من كان السبب وتعهدوا ان لا يعود مرةً أخرى ..... مالم فالنتائج ستكون كارثية والله المستعان .

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news109602.html