
محمد عبدالله القادري

مدة عام بالتمام والكمال منذ أن نجح الإنقلاب الحوثي الذي أسقط في يوم ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ العاصمة صنعاء ليثبت أقدامه ويقوي سيطرته ويوزع نفوذه على اليمن من خلال إسقاطه للعاصمة اليمنية التي جعلت اليمن تحت السيطرة الإيرانية وجعلت صنعاء تستمد سياستها من طهران .

في البداية سنتحدث عن السر الحقيقي الذي جعل الحوثيون يختارون يوم الحادي والعشرون من سبتمبر، فسنجد أن الحقيقة ليست كما يحللها الكثيرون إذ يقارنوا سر إختيار هذا اليوم بيوم الحادي والعشرون من مارس الذي انضم فيه علي محسن الأحمر إلى ساحة ثورة الشباب السلمية ، وكما يقارنوا ذلك بيوم الحادي والعشرين من فبراير أو غيرها من المناسبات التي تصادف يوم الحادي والعشرين من أي شهر وعلى ضوءها يقارنوا المقارنة السياسية المرتبطة بالكيد أو الانتقام أو التأييد، وفي الحقيقه أن الحوثيين أختاروا هذا اليوم وهدفهم الأساسي هو قطع الطريق عن يوم تحقيق الثورة اليمنية المباركة السادس والعشرين من سبتمبر .... فأختيارهم لشهر سبتمبر ٢٠١٤ هو للقضاء على سبتمبر ١٩٦٢ ، واختيارهم ليوم الحادي والعشرين هو للقضاء على يوم السادس والعشرين، وكما نستنتج من خلال إعلان الحوثي يوم الحادي والعشرين يوماً وطنياً نجد أن ذلك قضى بالفعل على اليوم الوطني ٢٦ سبتمبر وهذا مايهدف له المخطط الحوثي الذي يقتضي في خطته أن الاحتفالات بيوم إنقلابه وانشغال الشارع بها وبالحديث عنها لن تفسح المجال ليوم السادس والعشرين من سبتمبر بأن يكون ويستمر تلك المناسبة الفريدة والمتميزة التي قضى عليها الحوثي بأسلوب ذكي يتمثل في محاربة ذلك اليوم في صد الناس عنها وليس بإلغاءها .
وبصورة أخرى نعرف لماذا أختار الحوثي يوم الحادي والعشرين من سبتمبر الذي يسبق يوم السادس والعشرين من سبتمبر ببضعة أيام ، ولماذا لم يختار يوم التاسع والعشرين أو الثلاثين من سبتمبر ، فسنجد هنا أن الاختيار ( قبل ) يقطع الطريق عن الذي ( بعد )
فيوم الحادي والعشرين سيطغى على مناسبة السادس والعشرين وهو بالعكس في حالة لو أختار الحوثي يوماً بعد يوم السادس والعشرين ففي هذه الحالة سيكون يوم السادس والعشرين هو السباق في أيام السنة وسيطغى على مناسبة الحوثي الذي لن يحقق القضاء على يوم الثورة السبتمبرية الأم أذا أختار يوماً لمناسبة إنقلابه بعد اليوم السبتمبري العظيم ( ٢٦ ).

عامٌ ونحن نبحث عن الوطن الذي سلبه الحوثي منا، ففي مثل هذا اليوم سقط الوطن وأصبح اليمنيون بلاوطن، وقمة الألم أن يصبح اليمنيون غرباء وهم في وطنهم ، فذلك الوطن الذي كان يضمهم أصبح مجرد غابة ممتلئة بالوحوش الحوثية التي تنهش وتفترس أبناء اليمن الذي تتعامل معهم كمجرد قطيع من الغنم تسيرهم كيفماء تشاء وتذبحهم متى ماتشاء ، وربما ذلك القطيع من الغنم يحظى ببعض من الحقوق التي لم يجعل الحوثي لحقوق الإنسان اليمني بعضاً من الحقوق التي تعطى للحيوانات .

عامٌ ونحن نبحث عن الحرية ، ففي مثل اليوم سلب منا الحوثي حريتنا، وتعامل معنا كمجرد عبيد يفرض علينا أن نطيعه ونتبعه في كل شئ، ويحرم علينا أن نخالفه وننتقده وأن نخرج على صفه ، فقد الغى الحوثي حقوق الحريات المكفولة لكل أبناء الشعب اليمني، والتي تتمثل تتمثل بحرية الرأي والرأي الآخر وحرية الإعلام والصحافة والحرية السياسية وغيرها، وقد اختطف الحوثي واعتقل وسجن وعذب وقتل كل من يقول كلمة حق في وجهة وكل من ينتقده ويندد ويرفض ويستنكر أفعاله وجرائمه .ٌ

عامٌ ونحن نبحث عن الشرعية وعن الثورة اليمنية والجمهورية ، ففي مثل هذا اليوم أسقط الحوثي في إنقلابه الشرعية المتمثله بالانتخابات الرئاسية التي أنتخب فيها الشعب اليمني رئيساً للجمهورية ، وأسقط شرعية البرلمان المستمدة من أصوات الشعب اليمني الذي أختاروا ممثليهم في مجلس النواب ، وفي مثل هذا اليوم سقطت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وتألم من ذلك شهداءها الأحرار الذين صرخوا من داخل قبورهم ملقين اللوم على هذا الجيل اليمني الذي عجز أن يحافظ على مجد الشهداء وتضحياتهم ورصيدهم النضالي الذي تركوه لكل أبناء اليمن من بعدهم .

عامٌ ونحن نبحث عن الحياة ، ففي مثل هذا اليوم سلب الحوثي منا الحياة ، وجعلنا إما أمواتاً تحت الأرض أو أمواتاً فوق الأرض لانمتلك أبسط مقومات الحياة الكريمة، فقد سلب الحوثي الغذاء والدواء والأمن والأستقرار وجعلنا نعيش جائعون معانون مرضى عاطلون خائفون مرتعبون ، سفك الحوثي دمائنا فجعلنا أمواتاً تحت التراب وسلب الحوثي كل حقوق الحياة فجعلنا امواتاً فوق الأرض، وان كنا في شكل أحياء فأن تلك الحياة ليس بينها وبين الموت أي فرق .

عام ٌ ونحن نبحث عن أخلاقنا ، ففي مثل هذا اليوم أسقط الحوثي مكارم الأخلاق ، وجعلنا شعب بلا أخلاق بلا قيم، فقد هدم الحوثي المنازل وهتك الأعراض وانتهك الحرمات ولم يحترم أي حرمة أو يقدرها فوصل الى غرف النوم وحاصر النساء ونهب ممتلكات الناس وقتل الأسير وأعتدى على الصغير والكبير ونهب الغني والفقير .

عامٌ ونحن نبحث عن جيش وطني يحمينا ويحمي وطننا، فقد سلب الحوثي ذلك الجيش الذي كنا نظن أنه جيش للوطن ، ولكن جعله الحوثي وسيلة للقضاء على الوطن والاعتداء على أبناء الوطن ، فذلك الجيش أصبح جيش الحوثي يدافع عن الحوثي ويحمي إنقلاب ويصوب أسلحته التي جمعها وخزنها من أموال الشعب ليقتل بها هذا الشعب .

عام ٌونحن نعيش في واقع أشبه من خيال ، غير مصدقين ماجرى ومقتنعين بمايحدث ، وكأننا في حلم منام جاءنا فيه كابوس أسمه الحوثي ، متمنين صحوتنا من منامنا واستيقاظنا لنتخلص من ذلك الكابوس الذي نعتقد أنه وهم وليس حقيقه .

عام الحوثي ليس بينه فرق وبين عام الفيل ، وهناك علامات تقارب وتشابه كثيره لعل أهمها هو تسبب الحوثي في حرمان أبناء اليمن من الحج بسبب أجراء لجنته الثورية وهو ايضاً ماجعل الحوثي يدفع ابناء اليمن الى وقفة مشهد لبس الإحرام في صنعاء والتي دفعت أحد القادة الحوثيون المثقفون أن يقول ( لقد حجيت عام ٢٠١