محمد عبدالله القادري
♦ حقيقة ألأمر أن الحوثي ينتهج سياسة أنتقامية في محافظة إب ينتقم فيها من أبناء المحافظة بصورة غير مباشرة تختلف عن سياسته الأنتقامية التي مارسها في محافظة عدن والتي يمارسها حالياً في محافظة تعز . فالحوثي أنتهج في عدن وتعز سياسة ( الموت السريع ) ولكن في إب التي تراجعت فيها المقاومة عمد الحوثي إلى انتهاج سياسة ( الموت البطئ) ليعاقب بها أبناء الخضراء بعقاب أشد من الموت السريع إذ يمارس الحوثي تجاههم سياسة التجويع والتركيع والإذلال والهوان حتى أصبح أبناء محافظة إب سكارى وماهم بسكارى ولكن فساد الحوثي شديد .
♦ مايحدث في محافظة إب هي كارثة إنسانية يعود سببها الى ذلك الحوثي الذي يحارب مقومات الحياة الكريمة ويتاجر بأقوات المواطنين ، وهو ماجعل أبناء محافظة إب اليوم يعانون معاناة شديدة ، فإن كان الحوثي لم يجعلهم يموتون قصفاً وقتلاً، فقد جعلهم يموتون جوعاً ومرضاً وقهراً وخوفاً ورعباً، فكم مواطن يشتكي أطفاله من الجوع وكم من مريض مات وكم من عزيز خرج يمد يده يطلب الإعانه والصدقه وكم من قوي أصابه العجز .
♦ في محافظة إب هناك العديد من الأطفال مصابين بالكثير من ألأمراض الناتجة عن سوء التغذية والسبب في ذلك يعود إلى الحوثي الذي جعلهم جوعى بسبب متاجرته بأسطوانات الغاز ، وهناك من ماتوا من أمراض الفشل الكلوى والسبب يعود إلى الحوثي الذي يتاجر بالمشتقات النفطية مماأدى توقف أجهزة المستشفيات نتيجة إنعدام المحروقات ، وهناك العديد من المرضى والنساء الحوامل ماتوا في الريف لأنهم لم يجدوا وسيلة مواصلات تسعفهم إلى أقرب مستشفى والسبب في ذلك هو الحوثي الذي يتاجر بالسوق السوداء وجعل الدبة البترول لمن أستطاع سبيلا، وهناك في إب حالات انتحار والسبب في ذلك هو الحوثي الذي أهان الناس وجعلهم يفضلوا العيش تحت الأرض خير لهم من المهانة فوقها.
♦في محافظة إب يصل أحياناً سعر الدبة البترول الى عشرون الف ريال في السوق السوداء وذلك البترول يعتبر مخلوطاً ومغشوشاً يؤثر على ماكينات وسائل النقل ويلحق الأضرار بها ، وأصبحت الدبة الغاز يصل سعرها أحياناً إلى مايقارب سبعة الآف ريال ، وكل السبب في ذلك هي اللجنة الثورية الحوثية وقيادة المحافظة المتحوثه الذين يسعون الى تحقيق أكبر ربح وأكبر إستفادة من السوق السوداء الذي يحمل شعاراً ( تحيا اللجنة الثورة ويموت أبناء محافظة إب )
♦ رغم أن محافظة إب تحتضن مئات الآف من النازحين ، ولكن الحوثيون جعل أولئك النازحون وسيلة يتغنون بها ويربحون من خلالها ، فتراهم يطالبون بتقديم المساعدات ويستحوذون على القدر الأكبر من المساعدات التي تصل من الداخل والخارج ، وهذا مانجد أن الحوثيون والمتحوثون لم يكتفوا بالسوق السوداء وأرباحها الخيالية ولكنهم أن جعلوا النازحين أيضاً وسيلة دخل ومشروع إستثماري يصب في جيوبهم .
♦ من ضمن ألأسرار الخطيرة التي تكشف أن الحوثيون لم يقتنعوا بالدخل الهائل من المصادر المتعددة، فقد أتجهوا مؤخراً إلى تشكيل عصابات سرقة تنهب وتسطوا على ممتلكات المواطنين بدون خوف أو خشية ، حتى وصل الأمر في محافظة إب الى تفشي السرقة والنهب في وسط النهار ، فكم من مواطن يمشي في الشوارع المكتضة بالسكان في وضح النهار وتأتي عصابة السرقة المتعاونه مع الحوثيين فتنهب جنبيته الثمينه أو نقوده الماليه ثم تفر أمام الأعين بكل هدوء وطمأنينة دون أن تجد رادع يردعها أو جهة تلقي القبض عليها وتحاسبها.
♦ رغم المعاناة الشديدة التي يعاني منها الناس في محافظة إب ، إلا أنك ترى القيادة الحوثية والمتحوثه في المحافظة توجه أهتماماتها إلى إقامة مهرجان ثقافي في مدينة إب يحمل شعار ( إب مدينة السلام ) وهذا يعتبر أستهتاراً واستخفافاً بعقول المواطنين، فأبناء محافظة إب في الوقت الحالي لايحتاجون مهرجانات ولامسرحيات ولا أنشطة ثقافية ، ولكنهم يريدون قطعة خبز ووسيلة مواصلات وأمن واستقرار ورخص الأسعار وغيرها من مقومات الحياة الكريمة ، لن تكون إب مدينة السلام إلا اذا سلمت من الحوثي وميليشياته ولجانه وسماسرته وكل من تحوث معه، ليس المطلوب مهرجان في العيد تنادون فيه إب مدينة السلام ، ولكن المطلوب ان تسلم وابناءها من السوق السوداء وعصابة الحوثيون والمتحوثون .
♦ الواقع يكشف أن هناك هدفان رئيسيان لقيادة محافظة إب المكونه من الحوثيين والمتحوثين فالهدف الأول هو هدف مادي : وهو متمثل بالسوق السوداء والاتفاقات مع جميع تجار المحافظة. والهدف الثاني هو هدف إعلامي : وهو متمثل في نشر الاخبار الوهمية ومغالطة الشارع والتبرير بالاعذار وأدعاء الانجازات وغيرها ، فقد ترى رئيس اللجنة الثورية الحوثية في الصباح يداوم في مكتب شركة النفط يدير السوق السوداء ، وترى في المساء يداوم في الواتس آب ينشر انجازاته التي ليس لها وجود، وقد ترى محافظ المحافظة المتحوث يجتمع مع بعض الإعلاميين المرتزقة وينشرون خبر تم الاجتماع مع مشايخ المحافظة وعلماءها وعقلاءها وتم مناقشة كل الجوانب ولاتدري من الذين حضروا ذلك الاجتماع الذي لم تجد صورة فتغرافيه واحدة لجانب من الحضور .
♦ من علامات الكذب والمغالطة أن محافظ محافظة إب المتحوث الشيخ عبدالواحد صلاح ومعه مشرف الحوثيون في المحافظة عقدوا إجتماع قبل بضعة أيام وقالوا أنهم تلقوا الشكاوي الكثيرة من الناس وقد شعروا بحجم معاناة الناس المعيشية ، وقد وعدوا بالقضاء على السوق السوداء خلال فترة قبل العيد وإنخفاض سعر المشتقات النفطية ، ولكن للأسف لم نجد شيئاً من وعودهم وإنما وجدنا عكس ذلك فالسوق السوداء هي السوق السوداء ، واسعار المشتقات النفطية التي وعدوا بتخفيضها قد ارتفعت الى أكثر بكثير مما كانت عليه ، فأين ماقلتم أيها الحوثيون والمتحوثون ؟؟؟ وهل تستحون من أقوالكم وتصريحاتكم التي تكذبون بها على أبناء محافظة إب الذين تحسسونهم من خلال مغالطتكم وكذبكم انهم لديكم مجرد حيوانات وليس مجرد بني الإنسان .
♦ مايحدث في محافظة إب اليوم هي كارثة إنسانية ونحن هنا لم نطالب الامم المتحدة والمنظمات العالمية باغاثة هذه المحافظة وتوفير الغذاء والدواء والعديد من المساعدات ... ولكننا نطالب الامم المتحدة والمنظمات العالمية والدولية والحقوقية وكل شعوب العالم ونقول لهم أغيثوا محافظة إب وأنقذوها من الحوثيين والمتحوثيين.