محمد عبدالله القادري
? ٥٣ ثلاثة وخمسون عاماً هو عمر الثورة اليمنية المجيدة ٢٦ ثورة السادس والعشرون من سبتمبر التي أشرق فجرها صبيحة يوم السادس والعشرون من سبتمبر عام ١٩٦٢م، وهانحن نحن اليوم نحتفل بالذكرى الثالثة والخمسون لتلك الثورة المباركة ، ولكن أحتفالنا بذكراها هذا العام يحمل إيجابيات كثيرة تجاه الثورة السبتمبرية العظيمة. رغم ماتمر به يمننا الحبيب من متغيرات ومشاهد وأحداث التي يعود أسبابها إلى تلك العصابة والطائفة والسلالة التي جاءت منتقمة من ثورة اليمن الخالدة.
? تحدونا اليوم مشاعر فياضة ، وأحاسيس مختلفة ، وأشتياق عظيم ، وحب عميق، وولاء مقدس ، وتمسك قوي ، تجاه ثورة السادس والعشرون من سبتمبر ، وهذا ماسيجعل أحتفالنا بذكراها هذا العام ليس كأحتفالنا بذكراها في الأعوام السابقة لأنه يحمل نكهة أخرى وإحساس من مذاق آخر. يحمل نتائجاً إيجابية تجاه تلك الثورة التي ولدت طابعاً مختلفاً في نفوس الجيل الذي يؤمن بها والشعب الذي يدافع عنها.
? صحيح أن الإنقلاب الحوثي قد أستهدف ثورة السادس والعشرون من سبتمبر وكاد أن يقضي عليها قضاءً تاماً ، وهذا الأمر يعتبر سلباً على الثورة ، ولكن الإنقلاب الحوثي قد حقق إيجابيات كثيرة لتلك الثورة وأهمها هو معرفة أهميتها وعظمتها وحقيقة أهدافها ونبل مقاصدها وأسباب قيامها وإدراك قيمتها وشرف الدفاع عنها وعن مبادئها ومسيرتها .
? أغلبية الشعب اليمني لم يعايشوا ويعاصروا عهد ألإمامة التي قامت ثورة سبتمبر للقضاء عليه ، ولم يعرفوا حقيقة ذلك العهد المظلم والنظام المستبد الذي جعل أحرار اليمن يثورون عليه ، ولكن الإنقلاب الحوثي الذي مر عليه مدة عام جعل اليمنيون يشاهدون عصر ماقبل يوم السادس والعشرين من سبتمبر مشاهدة العين ، ويعايشونه معايشة الواقع ، ويدركونه إدراك الحقيقة ، فالإنقلاب الحوثي يعتبر مجرد ريبورتاج ممنتج يعرض لأبناء اليمن مشاهد العصر الإمامي قبل ثلاثة وخمسون عاماً.
? في الأعوام السابقة كنا نحتفل بذكرى ثورة ٢٦ من سبتمبر ونحن لانعرف عنها إلا من خلال الجانب النظري، ولكننا اليوم نحتفل بذاكراها ونحن نكتسب المعرفة عنها من خلال الجانب العملي الذي تعلمناه من خلال الإنقلاب الحوثي ، فمعرفتنا التي أكتسبناها من خلال قراءة التأريخ اليمني ودراسته في مدارسنا ، هانحن اليوم نشاهد تطبيق عملي لذلك التأريخ الذي درسناه وماكنا نسمع عنه أصبحنا نراه ، وتلك الحروف التي مكتوبه على الصفحات هاهي مترجمة على الواقع وهذا ماجعلنا أكثر خبرة ومعرفة ودراية بالعهد الذي كان قبل ثورة سبتمبر ، وماجعلنا أيضاً أكثر إيماناً وحباً واجلالاً وتعظيماً لثورة سبتمبر المجيدة والخالدة.
? هانحن نحتفل اليوم بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، ونحن ندرك الإدراك التام ونحمل اليقين الكامل الذي يتمثل في مدى أهميتها وأهمية قيامها ، فالإنقلاب الحوثي الذي حمل نموذج لعهد ماقبل الثورة متمثل بالظلم والإستعباد والإستبداد والفساد ، جعلنا ذلك يأكد لنا أن تلك الثورة قامت من أجل الحرية والكرامة والعدالة والحرية.
? نحتفل اليوم بذكرى تلك الثورة ونحن نعاني من خطر الحكم السلالي ذو التمييز العنصري المقيت ، ولكن ذلك يؤكد لنا أكثر أن أهداف الإنقلاب هي مخالفة ومحاربة لأهداف الثورة السبتمبرية والتي يعد أحد أهدافها هو تحقيق المساواة بين جميع أبناء الشعب اليمني والغاء التمييز بين الطبقات ، وهذا يجعلنا نبحث اليوم عن المواطنة المتساوية في وطن لا يفرق بين الأسود والابيض والسيد والقبيلي وغير ذلك .
? نحتفل اليوم بذكرى تلك الثورة ونحن نعاني مما كان يعاني منه الشعب اليمني قبل ٥٣ سنة ونأخذ دورة تطبيقية لنظام الحكم الذي كان يحكم الوطن آنذاك وإن أختلفت المسميات ، فليس هناك فرقاً بين ذلك إمام الأمس وسيد اليوم من حيث السلالة ، فبالأمس كان للحكم محصوراً للإمام السلالي واليوم للسيد السلالي ، وليس هناك فرقاً في أعتبار الشعب اليمني مجرد عبيد لا أحرار ومجرد محكومين لا حاكمين فالإمام الحاكم بالأمس هو نفس السيد الحاكم اليوم ، وليس هناك فرق بين الإمام الملكي والسيد الجمهوري إلا إن الاخير يعتبر أشد خطورة من حيث الفكر الطائفي من ذلك المذهبي الزيدي المعتدل مع العلم ان الاثنين معاً يشكلا خطورة متمثلة في المذهبية والطائفية وهي ماقامت ثورة سبتمبر للقضاء عليها.
? لقد جعلنا الإنقلاب الحوثي نحمل كل الحب والأعتزاز والأفتخار والتقدير والإجلال لشهداء ثورة السادس والعشرين ، وعرفنا كم كانوا عظماء وفرسان واحرار ووطنيون من خلال تضحياتهم الجليلة ونضالاتهم الأسطورية وهمتهم وعزيمتهم الكبيرة التي جعلتهم يحققون تلك الثورة العظيمة ... لقد علمنا الإنقلاب الحوثي الذي يفجر المنازل اليوم ويسفك الدماء ويعتقل ويختطف ويسجن ويعذب ..لقد علمنا مدى تضحية أولئك الشهداء وصلابتهم وإخلاصهم وخلودهم العظيم الذي أكتسبوه من خلال التضحية بحياتهم من أجل أن يحيا شعب من بعدهم وتقديم أنفسهم رخيصة من أجل تحرير وطن غالي.
? نحتفل اليوم بذكرى تلك الثورة ونحن نكتشف أن تلك الثورة كانت مظلومة منذ فجر قيامها في عام ١٩٦٢ م ، وأن الثورة خلال فترة ٥٢ عاماً لم تكن إلا مجرد ديكور فقط ولم تحقق أهدافها الحقيقية التي قامت من أجلها ، وهذا ماأثبته الإنقلاب الحوثي الذي كشف الزيف الحقيقي لأولئك الذين يتغنون بثورة سبتمبر ويحافظون عليها ، فبناء الجيش الوطني القوي الذي يحمي الوطن والذي يعتبر أحد أهداف ثورة سبتمبر قد ظهر زيفه خلال الإنقلاب الحوثي الذي أستولى عليه وجعله في طرفة عين جيش يحارب الثورة والجمهورية ويحمي السلالة والعرقية ، وهذا مايتضح أن تلك الفترة من بعد قيام الثورة حتى تحقيق الانقلاب الحوثي لم يتم في اليمن بناء جيش وطني ، ولو كان ذلك الجيش وطنياً يؤمن بثورة السادس والعشرين لما أصبح جيشاً إنقلابياً يتناقض مع مهمته ومع الهدف الوطني للثورة السبتمبرية المجيدة ، ولكننا اليوم ندرك ذلك الخطر الذي تغافلنا عنه وهو ماسيجعلنا اليوم نحتفل بهذه الذكرى ونحن ندرك المسؤولية الملقاة على عاتقنا والمتمثلة في السعي لتحقيق أهداف ثورة السادس والعشرين تحقيقاً في الواقع حتى نأمن من تلك الأخطار الانقلابية والسلالية والطائفية مستقبلاً.
? نحتفل اليوم بذكرى ثورة اليمن السبتمبرية ونحن نعيش واقعها الحقيقي من خلال مقاومة الإنقلاب الحوثي ، ومايحدث اليوم يعتبر مخاض أليم يؤدي إلى ميلاد جديد لثورة السادس والعشرون من سبتمبر ،،، هانحن اليوم سبتمبريون نقاوم الظلم والاستبداد ونرفض الإنقلاب ونحرر اليمن من الكهنوت الحوثي وأعوانه الظلاميون لنحافظ على ثورة سبتمبر ونمضي على درب شهداء الأحرار ... دمت ياسبتمبر التحرير يافجر النضالي .
? الفاتحة على روح شهداء الثورة السبتمبرية وعلى روح شهداء المقاومة الشعبية?