استدعت وزارتا خارجية العراق والبحرين سفيري البلدين لديهما، وسلمتهما مذكرتي احتجاج واستنكار، وطالبتا الطرف الآخر بالاعتذار عن التصريحات المتبادلة بين وزير خارجية البحرين خالد آل خليفة وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التي تسببت بظهور بوادر أزمة دبلوماسية بينهما.
وقالت الخارجية البحرينية في بيان نشرته الوكالة الرسمية في البلاد إنها "أبلغت القائم بالأعمال العراقي استنكار مملكة البحرين واحتجاجها الشديدين للبيان الصادر عن مقتدى الصدر، والذي تم الزج فيه باسم مملكة البحرين".
وأضافت أن بيان الصدر "يمثل إساءة مرفوضة لمملكة البحرين وقيادتها ويعد تدخلاً سافراً في شؤون مملكة البحرين، وخرقاً واضحاً للمواثيق ومبادئ القانون الدولي، ويشكل إساءة إلى طبيعة العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية العراق".
من جانبها عبرت الخارجية العراقية في بيان عن شجبها لتصريحات وزير خارجية البحرين حول بيان مقتدى الصدر، وقالت إن "كلمات وزير الخارجية البحريني، وهو يمثل الدبلوماسية البحرينية، تسيء للصدر بكلمات نابية، وغير مقبولة إطلاقا في الأعراف الدبلوماسية، بل تسيء للعراق، وسيادته، واستقلاله خصوصا عندما يتكلم الوزير البحريني عن خضوع العراق لسيطرة الجارة إيران".
وحمل الطرفان بعضهما مسؤولية أي تدهور أو تراجع في العلاقات بين البلدين، الأمر الذي قد يشكل تهديداً خطيراً على الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة، حسب بياني الوزارتين.
وكان مقتدى الصدر قد نشر بياناً قال فيه إن : "العراق واقع بين طرفين متصارعين هما إيران وتحالف ترامب ونتنياهو".. وأنه ليس بصدد الاختيار بين دعم الجارة إيران أو دعم الاتحاد الثنائي فدعم الأخير ممنوع ومحرم في ديننا وعقيدتنا وشرعنا ولا يجوز الاستعانة بهم فضلا عن دعمهم ونفعهم".
وقدم الصدر في بيانه تسعة اقتراحات للتهدئة بينها "إيقاف الحرب في اليمن والبحرين وسوريا فوراً وتنحي حكامها فوراً والعمل على تدخل الأمم المتحدة من أجل الإسراع في استتباب الأمن فيها والتحضير لانتخابات نزيهة بعيدة عن تدخلات الدول أجمع وحمايتها من الإرهاب الداعشي وغيره وغلق السفارة الأمريكية في العراق في حال زج العراق بهذا الصراع لكبح لجام الاستكبار والاستعمار العالمي وإلا ستكون السفارة في مرمى المقاومين مرة أخرى".
وعلق وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة على البيان في تغريدة قائلا "مقتدى يبدي قلقه من تزايد التدخلات في الشأن العراقي.. وبدل أن يضع إصبعه على جرح العراق بتوجيه كلامه للنظام الإيراني الذي يسيطر على بلده، اختار طريق السلامة ووجه كلامه للبحرين. أعان الله العراق على أمثاله من الحمقى المتسلطين".