محمد عبدالله القادري
عودة حميد الأحمر إلى الأضواء مؤخراً بصورة سلبية ولدت أستياء واسع حول طبيعة المشهد ، وخلقت أنطباع مشمئز حول طبيعة الصراع ، وخلفت مخاوف كبيرة حول مستقبل المقاومة ، أذ جعل الكثير يعتقدون أن الحلول لن تكون جذرية ، وأن المشكلة ستكون لها مستقبل في اليمن ، وأن النتائج لن تكون مرضية ومنصفة وواقعية وصائبة ومنطقية ، وذلك من خلال التفات أنظارهم نحو حميد الأحمر الذي أستنتجوا من خلاله أن أزاحة عفاش والحوثي ستؤدي إلى فتح المجال لآل الأحمر بصورة كبيرة وهذا مايخافه الكثير ويتوجس منه أغلبية الشعب اليمني .وهنا سأوجه رسالتي الثالثه.
ياحميد الأحمر : يجب أن تعلم أن أزاحة عفاش والحوثي ليس معناها فتح المجال أمامك لتسرح وتمرح كيفما تشاء ، وليس معناها تهيئة الميدان من أجل أن تنفرد بالكرة لوحدك ، فأذا كان عفاش والحوثي خصومك فأعلم أن أزاحتهما لايعني تخليصك من الخصوم ، ولكن خصومك الحقيقيون هم غالبية الشعب اليمني ، فغالبية أبناء الجنوب خصومك وغالبية أبناء الشمال خصومك ، وكل المؤتمريون خصومك وغالبية مكونات الشعب اليمني خصومك ، وهناك من حزب الأصلاح خصومك وغالبية القبائل خصومك ، وهذا مايدل على أفساح المجال لك بعد أزاحة عفاش والحوثي أمر غير مقبول ولن يسكت عنه الكثير بأعتبار أن أزاحة عفاش والحوثي مقترن بأزاحة آل الأحمر فالجميع لديهم التقارب والتشابه حول بعضهم بعضاً.
ياشيخ حميد : أذا كنت تعتقد أن الحوثي وعفاش مشكلة فيجب عليك أن تعلم بأنك لست حل لأنك جزء من تلك المشكلة وحل المشكلة لن يتم بجزء منها لأن ذلك يؤدي إلى أستمرار المشكلة ،،، وأذا كنت تعتقد ياشيخ حميد بأن عفاش نظام سابق فيجب عليك أن تعلم بأنك لست نظام جديد لأنك جزء من النظام السابق والقضاء على النظام ليس بأستخدام جزء منه لأن ذلك يؤدي إلى أستمرار ذلك النظام ، واذا كنت تعتقد أن عفاش والحوثي مرفوضون عند الشعب اليمني فيجب عليك أن تعلم بأنك لست مقبول لأنك مرفوض أيضاً مثلهم ، وأستبدال المرفوض بالمفروض سيؤدي إلى نتائج مرفوضه ، فاذا كان الحوثي وعفاش شياطين فهذا لايعني أن حميد الأحمر من طيور الجنة وأذا كان الحوثي وعفاش مخطئين حالياً فهذا لايعني أن حميد الأحمر كان من قبل على حق ، وهذا مايدل على أن أزاحة عفاش والحوثي ليس معناها فتح المجال لحميد.
ياأستاذ حميد : قد تكون أيجابيتك الأخيرة في الوقوف ضد الحوثي ولكن ماضيكم لن يؤدي إلى الرضا التام عنكم بمجرد وقوفكم الأخير لأن ذلك يؤكد عن أخطاءكم التي كانت أيضاً سبب ماحدث لليمن ، وهذا مايجعل هناك أوجه شبه عديدة بينكم وبين عفاش والحوثي من حيث المقارنة التي تفرض على الشعب اليمني أن يرفضكم معاً ويتخذ موقف موحد ضد الجميع من باب الوصول إلى حل حقيقي ومقبول ومناسب ومرضي للجميع.
يامستر حميد : ماهو الفرق بينكم وبين عفاش؟ أليست المصلحة من جعلتكم شركاء بالأمس وفرقاء اليوم ، ألستم من اتفقتم مع عفاش وأختلفتم معه من أجل المصالح ، أليست المصالح هي السبب الذي فيه توحدتم ثم تفرقتم وتجمعتم ثم تشتتم وتصادقتم ثم تعاديتم ، ألم تكونوا أنتم وعفاش من قبل تمثلون قبيلة واحدة وهي قبيلة حاشد ولما أختلفتم تبرءتم منه لتنقلون الوطن إلى صراع قبلي من نوع آخر ، ألم تكونوا مع عفاش تمثلون عائلة واحدة وهي عائلة آل الأحمر ولما أختلفتم معه تبرءتم منه لتنقلون الوطن إلى صراع عائلي من نوع آخر ، ألم تكونوا مع عفاش تمثلون نظام واحد ولما أختلفتم معه خرجتم بثورة ضد نظامه لتنقلون الوطن إلى صراع من نوع آخر ، فأذا كان عفاش حارب آل الأحمر من أجل مستقبل أحمد فأن آل الأحمر قد قاوموا عفاش من أجل الدفاع عن مستقبل حميد .
ياحاج حميد : ماهو الفرق بينكم وبين الحوثي ؟ ألم تكونوا بعد القضاء على الأمامة مارستم الأمامة بثوب آخر وهذا ماجعل أبناء حاشد وعمران يقفون مع الحوثي بسهولة لأنهم لم يعرفوا الجمهورية الحقيقية ولم يلمسوا مشاريعها ولم يشاهدوا خيراتها مماجعلهم دوماً أولئك المتخلفون الجاهلون الغاشمون ، ألم تكونوا بسطتم على أموال حميد الدين ثم جاء الحوثي وأستعاد تلك الأموال ثم بسط على أموالكم ، ألم تكونوا أستخدمتم الحوثي في عام ٢٠١١ من أجل القضاء على عفاش ثم أستخدم عفاش الحوثي بعدها للقضاء عليكم . ألم يكن ظهوركم العائلي المتعصب من قبل يشبه ظهور الحوثي السلالي اليوم . وهذا مايدل على أن الصراع بينكم وبين الحوثي هو صراع قبلي أولاً ثم أنتقام وثار تاريخي وهذا مايتطلب عند أزاحة الحوثي أن يتم أزاحة حميد حتى نخلص اليمن من الصراع والثأرالماضي والحالي والمستقبلي.
ياعم حميد : ماهي أنجازاتك في الوطن التي تجعل الشعب اليمني يرفض عفاش والحوثي ويرحب بك ؟ ماذا قدمت لليمن وأنت تاجر كبير وكم عدد المشاريع التي بنيتها ،، كم عدد المدارس وكم عدد المستشفيات وكم عدد الطرق التي سفلتها ، وفي الحقيقة لو أخرجت زكاة أموالك فقط لجعلت عمران تحفة متقدمة من المشاريع التي نفذتها من مالك الخاص بدون الحاجة إلى الدولة ،، ولكنك لم تفعل شئ من هذا القبيل وهذا مايدل على أن الوطن عندك ليس ألا مجرد أستثمار لامجرد بناء وأعمار ، وأن الوطن في مفهومك ليس الأمجرد كسب لامجرد عطاء ، وهذا مايدل على أن ماضيك في اليمن لم يجعل الشعب يثق في مستقبلك فالذي لم ينفع الوطن من خلال تجارته لن ينفعه من خلال سياسته ومن لم يخدم قبيلته لن يخدم حزبه ولن يخدم شعبه ووطنه وخيركم خيركم لأهله.
ياأخ حميد : كنت أظن أنك تغيرت واستوعبت المرحلة وأستفدت من الماضي ولكن ظهورك الأخير يؤكد عدم ذلك ، حيث كان المفروض أن تبعث رسالة تعترف بها بأخطاءك لا أن تتحدي بها أعداءك ، وكان المطلوب أن تتحدث بخطاب تجسد من خلاله الوطنية لا أن الحزبية والعصبية والضغائن الأخلاقية ، حتى وأن كنت تغيرت فأن ذلك يحتاج الى فترة كبيرة تثبت للشعب حسن نواياك وصوابية توجهك الذي يتضح من خلال الأفعال لا الأقوال ومن خلال الأنصاف لا الأجحاف ... وهذا مايتطلب منك حقائق واقعية لأن ماضيك لن يمنحك ثقة الشعب من خلال أقوالك .
ياحميد الأحمر : أعلم أن الشعب اليمني لن يكره عفاش والحوثي من أجل أن يحبك ، ولن يحاربهما من أجل أن يستبدلك ، لأن هذا الأمر يعتبر مستبعد جداً والواقع لايؤهل القيام بأزاحة الحوثي وعفاش ليعود حميد فتلك قسمة ضيزى .وهنا يجب عليك أن تعرف مدى قياس مستقبلك في اليمن الذي يؤكد بكل وضوح هبوط نسبة ذلك القياس ، فالشعب الي مني لن يمنحك الثقة في الثأثير على صنع مستقبل اليمن ، وحزب الأصلاح أن منحك الثقة ليستخدم في صنع مستقبله فأن ذلك سيؤثر سلباً على مستقبل حزب الأصلاح .
هذه رسالتي الثالثة وهناك العديد من الرسائل الكثيرة إلى حميد الأحمر ولكني سأتوقف عنها لأستئنفها لاحقاً لأني لدي أفكار أخرى كثيرة أريد أن أكتب عنها المقالات في خدمة المقاومة والوطن بشكل عام ولا أريد أن أنشغل بحميد الأحمر واترك بقية الجوانب ..... ودمتم .