2020/06/19
فيلم بميزانية «صفر» تصدّر شباك التذاكر في الولايات المتحدة

غالباً ما تتصدر الأفلام الرائجة شبابيك التذاكر في الأوقات العادية؛ حيث إن الإنتاجات ذات الميزانية الكبيرة، التي يخرجها أمثال جيمس كاميرون وستيفن سبيلبرغ وريدلي سكوت، تجذب بانتظام أكبر الحشود في دور السينما في جميع أنحاء الولايات المتحدة وخارجها.

ولكن في 10 يونيو (حزيران)، أنتج فيلم رعب اسمه «آن سابسكرايب» أو «إلغاء الاشتراك» لمدة 29 دقيقة تم تصويره بالكامل على تطبيق مؤتمرات الفيديو «زوم» 25.488 دولاراً (20.510 جنيهات إسترلينية) من مبيعات التذاكر في ذلك اليوم، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

وعلى الصعيد الوطني، وصل الفيلم إلى قمة الرسوم البيانية، وفقاً لصاحب لـ«بوكس أوفيس موجو».

والجدير الذكر أن ميزانية الفيلم بلغت 0 دولاراً، فكيف كان ذلك ممكناً؟

الفيلم فكرة إريك راباتش، ممثل ومدوّن على «يوتيوب» من فيلادلفيا، في بنسلفانيا، وصانع الأفلام كريستيان نيلسون من مدينة نيويورك.

وعندما أغلقت جائحة فيروس «كورونا» دور السينما في مارس (آذار)، رأى الرجلان فرصة في الأزمة.

ونظراً لعدم إصدار أفلام كبيرة في دور السينما، تساءلا عما إذا كان بإمكانهما الوصول إلى القمة، إذا قاما بإنتاج فيلمهما الخاص.

وقال راباتش لـ«بي بي سي»: «لاحظت أن أرقام شباك التذاكر كانت سخيفة؛ 9 آلاف دولار، 15 ألف دولار لكل فيلم. لم يكن هناك شيء كبير قادم... أردت أن أجد طريقة للحصول على أكبر عدد من الأرباح».

ووضع الفنانان خطة تليق بالشاشة الفضية نفسها.

وللوصول إلى قمة شباك التذاكر، أدرك راباتش ونيلسون أنه كان عليهما أن يتلاعبا بالنظام؛ فعلا ذلك من خلال استغلال ثغرة في مبيعات تذاكر السينما، والمعروفة باسم الجدران الأربعة.

وأوضح راباتش، الذي كان يعمل في «باز فيد» في إنتاج مقاطع فيديو سريعة الانتشار، أن «الجدران الأربعة هي عندما يستأجر الموزعون صالة سينما ويشترين جميع المقاعد».

وتابع: «لذا فهم يدفعون رسوماً ثابتة للمسرح، وأي أموال يجنونها من المقاعد تذهب مباشرة إلى جيوبهم. في اللحظة التي أدركنا فيها أن ذلك كان خياراً للتوزيع، ذهبنا لذلك».

ومع توقف هوليوود بشكل أساسي عن العمل خلال الوباء، عرف راباتش ونيلسون أن فيلمهما يتمتع بفرصة قوية للإظهار أكبر إجمالي إيرادات في يوم واحد.

ومع وضع مفهومهما، بدأ الرجلان في العمل على صنع الفيلم.

وكتب نيلسون السيناريو في يوم واحد. ويدور الفيلم حول خمسة من مستخدمي «يوتيوب» الذين ينضمون إلى مكالمة فيديو عبر الإنترنت ويجدون أنفسهم مسكونين ومطاردين من قبل متصيد غامض عبر الإنترنت.

واستعان راباتش بمساعدة أصدقائه ليقوموا بدور البطولة في الفيلم، وتمكن من خذب بعض الممثلين المرموقين.

ولعب بطل الفيلم، القاتل، تشارلي تاهان، المعروف باسم” ويات أوزارك” على «نتفليكس».

وتم اختيار النجمة المشاركة في هذا الفيلم، ميشيل خاري، في سلسلة سيتم إصدارها قريباً «إتش بي أوه ماكس».

وكما ظهر في الفيلم اثنان من مستخدمي «يوتيوب» المشهورين، توماس براغ من «ياس ثيوري» وزاش كورنفلد.

وقال راباتش، الذي ظهر بنفسه في الفيلم: «لقد كانوا متحمسين حقاً لأن يكونوا جزءاً من شيء ما».

وتابع: «لقد كانت في مرحلة من الحجر الصحي عندما كان الجميع يشعرون بالملل حقاً. لم يكن هناك شيء على الإطلاق يحدث. أراد الجميع أن يكونوا جزءاً من هذا المشروع الممتع مجاناً».

وقاموا بتصوير الفيلم على مدى خمسة أيام في مايو (أيار)، فقط باستخدام «زوم» لالتقاط لقطات. ثم قام نيلسون بجمع اللقطات، وفي غضون أسابيع، كانت جاهزة للسينما.

وقرر راباتش ونيلسون عرض الفيلم في مسرح مستقل في شاطئ ويستهامبتون، خارج مدينة نيويورك؛ حيث اعتاد نيلسون العمل. ولاستئجار المسرح، كان مطلوباً منهما دفع رسوم رمزية.

ووقف راباتش ونيلسون بفخر خارج المسرح مرتديين بدلتين رسميتين وأخذا صورة، واشتريا كل تذكرة بالطبع.

وشاهد راباتش الفيلم خمس مرات في المجمل؛ حيث سجل كل دقيقة منه.

وبمجرد ظهور نتائج الإيرادات، كانت المهمة التالية هي إقناع مالك «بوكس أوفيس موجو»، بأن فيلمهما كان شرعياً.

وقال راباش: «استمروا في رفضنا قائلين إنه لا يوجد دليل... لذا أرسلنا لهم صوراً للممثلين، لكنهم استمروا في الشك في الأمر برمته. عندما بدأت وسائل الإعلام في التحدث عن الفيلم، تمت الموافقة عليه في النهاية».

وتابع: «الآن أصبح الرقم واحد رسمياً على (بوكس أوفيس موجو) وهو أمر مجنون. كان الرقم واحد في 10 يونيو».

المصدر:الشرق الأوسط

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news267233.html