2020/06/29
التربية المتوازية، ما هي ؟ وما إيجابياتها ؟

تعد تربية الأطفال بعد حدوث الانفصال أو الطلاق أمراً يمثل تحدياً كبيراً، إذ تؤثر طبيعة العلاقة بين الزوجين المنفصلين على نهج تربية الأطفال، ففي حال كانت العلاقة بعد الانفصال ودية بعض الشيء تكون تربية الأطفال أيسر إلى حد ما لوجود أرضية مشتركة من التفاهم والحوار، أما في حال توتر العلاقات بين الطرفين بعد الانفصال ووجود الكثير من المشاعر السلبية بينهما، فتكون تربية الأطفال أكثر صعوبة إلى حد كبير، وفي تلك الحالة الأخيرة يمكن الاعتماد على التربية المتوازية كاستراتيجية أكثر فعالية لتربية الأطفال بأقل احتكاك ممكن بين الوالدين، لذا تتناول تلك المقالة أهم ما تجب معرفته عن التربية المتوازية.


اتفقا معا على كل الخطوط العريضة التي تسمح لكما بالمشاركة في تربية أطفالكما
* ما هي التربية المتوازية؟
التربية المتوازية (Parallel Parenting) هي إحدى طرق تربية الأطفال بعد الانفصال أو الطلاق التي يتم اللجوء إليها عندما تكون العلاقة بين الوالدين سيئة، حيث تتيح تلك الطريقة لكل من الوالدين المنفصلين اختيار الطريقة الأكثر ملاءمة لتربية الأطفال عندما يكونون تحت رعايتهم، الأمر الذي يعني تقليل التعامل والاحتكاك بين الوالدين المنفصلين إلى الحد الأدنى، وبالتالي يتم تجنب ظهور المشاعر السلبية وحدوث السلوكيات غير المحمودة في وجود الأطفال الذين قد يتأثرون بتلك الأمور بشكل سلبي.
* كيف تختلف التربية المتوازية عن التربية المشتركة؟
تختلف التربية المتوازية عن التربية المشتركة كثيرا، فالتربية المشتركة يمكن انتهاجها عندما يكون هناك نوع من التفاهم بين الزوجين المنفصلين، فبرغم فشل استمرار علاقتهما فإنهما قادران على التواصل والحوار وتربية الأطفال معا بشكل مشترك، وبالطبع هذا لا ينفي وجود خلافات بينهما، لكنهما يستطيعان تنحيتها جانباً، وعدم إظهارها أمام الأطفال حرصاً على تربيتهم في مناخ صحي.

أما في التربية المتوازية فتكون كل الأمور المتعلقة بتربية الأطفال منفصلة بشكل كامل بين الوالدين، حيث يكون التواصل بين الزوجين المنفصلين في أدنى مستوياته عند وجود ضرورة لحدوث ذلك فقط، وذلك لتجنيب الأطفال التعرض لمظاهر الصراع بين الأم والأب كما أسلفنا.
* ما هي منافع التربية المتوازية؟
قد يعتقد البعض بأن التربية المتوازية غير ذات فائدة بالنسبة للأطفال حيث إنها تضع ضغطا على كاهلهم من خلال الفصل الكامل بين الوالدين.

لكن في حقيقة الأمر فإن التربية المتوازية ذات نفع كبير للأطفال لأنها تحميهم من التعرض للعلاقة المتوترة بين الزوجين المنفصلين، لذا يمكن القول بأن تلك الطريقة التربوية هي الأفضل بالنسبة للأسرة ككل في تلك الظروف.

بجانب ذلك فإن التربية المتوازية توفر للأطفال الشعور بالأمان والاستقرار - بفعل عدم تعرضهم لمظاهر الصراع - مما يساعدهم في التواكب مع الانفصال أو الطلاق بشكل أفضل.

بالإضافة إلى هذا، قد تكون تلك الطريقة بداية جيدة للتحول إلى التربية المشتركة لاحقاً حال تحسن الأمور بين الوالدين المنفصلين بمرور الوقت، فكما يعرف الجميع يكون أوج توتر العلاقات بين المنفصلين بعد حدوث الانفصال مباشرة مما يزيد من فرص حدوث الخلافات بينهما أمام الأطفال، لذا تكون التربية المتوازية هي الحل الأمثل في البداية، ولدى هدوء الأمور لاحقا واندمال الجروح بمرور الزمن يمكن تغيير التربية المشتركة حال الإمكانية.
* 5 خطوات للتخطيط للتربية المتوازية
إن الهدف الأساسي من التربية المتوازية هو تقليل التعامل بين الوالدين المنفصلين إلى الحد الأدنى؛ الأمر الذي يعني ضرورة الاتفاق على العديد من التفاصيل بشكل واضح وصريح للغاية، الأمر الذي قد ينصح بتوثيقه بشكل قانوني لتجنب أية مشاكل بالمستقبل.
1- تحديد كيفية تقسيم الوقت مع الأطفال بين الوالدين
حيث يجب تحديد الأيام التي سيقضيها الأطفال مع الأم، وتلك التي سيقضونها مع الأب بشكل واضح. كما يجب تقسيم كيفية قضاء الأطفال للإجازات والمناسبات بين الوالدين المنفصلين أيضا.
2- تحديد بداية ونهاية كل زيارة
لتجنب أية مشاكل أو سوء فهم بين الطرفين، يجب أن يتم أيضا تحديد وقت البداية ووقت النهاية للأوقات التي يقضيها الطفل مع كل من الأم والأب بشكل صريح.
3- تحديد أماكن تبادل الأطفال بين الوالدين
لإبقاء التواصل بين الزوجين المنفصلين على حده الأدنى، يوصى باختيار أماكن محايدة لتبادل الأطفال بين الوالدين. حيث ينصح بتبادل الأطفال بالمدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي أو في مكان عام كحديقة أو سوق. وفي حال احتدام الصراع بين الزوجين المنفصلين يمكن الترتيب لتبادل الأطفال من خلال طرف ثالث محايد كأحد الأقارب أو الأصدقاء.

حددوا مواعيد بداية ونهاية كل زيارة ومكان التسليم والتسلم 
4- الاتفاق على كيفية التعامل مع الاستثناءات
بالطبع يمكن حدوث العديد من الأمور التي قد تغير من طريقة تقسيم قضاء الأطفال للوقت بين الوالدين بشكل استثنائي. لذا يجب التخطيط لتلك الأمور والاتفاق على كيفية التعامل مع تلك الاستثناءات وكيفية تعويض الوقت الخاص بأحد الوالدين.
5- التخطيط لتسوية النزاعات
وأخيرا لا توجد خطة مثالية أبدا. فبرغم التخطيط الجيد للتربية المتوازية لتقليل النزاع بين الزوجين المنفصلين، يمكن حدوث بعض المشاكل بالطبع. لذلك ينصح بالاتفاق على الكيفية التي سيتم بها تسوية النزاعات بين الطرفين، مثل الاحتكام إلى شخص محايد أو الاستعانة بمستشار أسري أو حتى اللجوء للقضاء.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news268100.html