2015/10/22
حزب الاصلاح ومحاربة المقاومة في محافظة إب 

محمد عبدالله القادري

الملاحظ الفترة الاخيرة ان حزب الاصلاح في محافظة إب قد توجه توجهاً لايخدم المقاومة في المحافظة ، وقد يكون التوجه بقصد او بدون قصد اذ يؤثر سلباً لا ايجاباً ان لم يكن يحارب المقاومة بالمعنى الاصح ، ولازلت على قناعة ان حزب الاصلاح افضل من الجماعة الحوثية بمليون ومليار وبليون درجة ، ولكن في حالة محاربته للمقاومة فأن الاصلاح سيكون اسوء من الحوثي في مستوى هبوط  قياس مالانهاية ، وهنا كان لزاماً على قلمي ان يتحدث بانصاف ليؤيد ماهو ايجابي وينتقد ماهو سلبي بغض النظر عن خلافاتنا وكرهنا لحزب الاصلاح الناتج من مخلفات المراحل الماضية.

  حزب الاصلاح في إب ومعه جزء من احزاب اللقاء المشترك الذين يقفون مع المقاومة بعد ان انسلخ منهم جزء يقف مع الانقلاب ، قد توجهوا توجهاً استخدموا فيه اساليب تؤدي إلى صرف الانظار عن الهدف السامي والحقيقي وهو المقاومة ، وسلكوا مسارات لا تتناسب مع معطيات الواقع ومتطلبات المرحلة من خلال تناقضها من طبيعة مسار المقاومة ، وهذا مايعطي الحصول على دليل يتم من خلاله الوصول إلى حكم بأن من يقوم بتلك الاساليب والتصرفات ويتوجه تلك التوجهات يعتبر عامل رئيسي من عوامل خذلان المقاومة في محافظة إب ومحارباً لها وعقبة كؤود يقف امامها.

  على مستوى الجانب السياسي : فإن حزب الاصلاح وشركاؤه يستخدمون اسلوب ثورة ١١ فبراير كاسلوب مقاومة يصورون من خلاله ان تلك المقاومة الشعبية مولودة من رحم الثورة الشبابية التي اندلعت من الربيع العربي ، وهذا يدل على توجه سياسي خاص يؤدي إلى ردود فعل سياسية اخرى وينتج من خلاله محاربة المقاومة داخلياً وخارجياً من حيث إيجاد نوع من الحاجز بين الاطراف السياسية الاخرى التي تؤمن بالمقاومة ولاتؤمن بثورات الربيع العربي بينما يؤدي تغيير النظرة السياسية الخارجية المتمثلة بدول التحالف العربي نحو مقاومة إب ، وايضاً يدل ذلك على اتخاذ اسلوب الاقصاء السياسي بطريقة غير مباشرة .

على مستوى الجانب الفكري: فإن استخدام الاساليب والادوات التي تؤدي إلى غرس وتعزيز مفاهيم وافكار النضال السلمي هي نوع خطير من انواع محاربة فكر المقاومة في الوقت الحالي ، وذلك يتجلى من خلال عدم خدمة الفكر السلمي للفكر المسلح والتناقض والتضاد ، ومعنى ذلك ان استخدام تلك الاساليب تؤدي إلى الانشغال وصرف التوجه عن ترسيخ فكر المقاومة ، فالنضال السلمي شئ ونضال المقاومة المسلحة شئ آخر ، والوقفات والاحتجاجات والمسيرات التي تؤمن بفكر الطرق السلمية لتحقيق الاهداف ونيل الحقوق تعتبر غير مدركه لفقه الواقع الذي يتطلب الآن التوجه نحو استخدام اساليب تغرس مفهوم الدفاع عن الدين والوطن والنفس والعرض وهذا مايحمله فكر المقاومة.

  على مستوى الجانب الاعلامي : فهذا يفتقد إلى السياسة الاعلامية التي تؤدى إلى اذكاء روح النضال من خلال الدعوة إلى المقاومة وغرس دافع الايمان بها وتبيين شرف المواجهة والالتحاق بها ، وانما ينصرف اعضاء اصلاح إب اعلامياً نحو الانشغال بانشطة وسياسات غير مجدية والانشغال بها اعلامياً لايخدم المقاومة بشكل حقيقي ، وقد تنتج عن تلك السياسة الاعلامية نتائج سلبية تتمثل في عدم التركيز على الاقناع والتأثير على الرأي العام وكسب الجميع من خلال التوجه نحو المقاومة حالياً باعتبارها هي الحل وليس هناك اي حلول غيرها.

  الحوثي مشغول بالتعبئة الجهادية العامة ، واصلاح إب مشغول بالخزعبلات الاعلامية التي تؤدي إلى التعبئة الاخلاقية السيئة المحتوية على الحقد والغل وتنفير الغير وتوسيع دائرة الخلاف ،،،،، الحوثي مشغول بحمل السلاح وتفجير المنازل والحصار والدمار واصلاح إب مشغول بالمسيرات والوقفات والمنشورات والادانات ، وهذا مايدل على ان اصلاح إب في وادي والمقاومة في وادي آخر ، بينما لازال يعتقد ان اسقاط انقلاب الحوثي ستتم من خلال الى  النضال السلمي ويتجاهل ان ماأخذ بالقوة لن يعود الا بالقوة . على الاصلاحيين في إب ان يعلموا ان استهدافهم الاعلامي لحزب المؤتمر بشكل عام امر خاطئ ، فاذا كان هناك مؤتمر مع الحوثي فإن هناك مؤتمر مع المقاومة ، ويجب عليهم ان يعرفوا ان رموز قيادات المقاومة في إب ينتمون إلى حزب المؤتمر ، فعبدالوهاب الوائلي مؤتمر وعبدالواحد الدعام مؤتمر وعبده الحالمي مؤتمر ، وهنا يجب عليكم ان تتعلموا الادب وتعرفوا كيفية طريقة التخاطب وتتركوا التعميم وتستخدموا التمييز والتفريق ، فاحترموا مؤتمرنا نحترم اصلاحكم ، وتأكدوا ان المؤتمر لن ينتهي ومهما تصدع وتقسم فإن اسلوبكم السئ سيجعله يتحد امامكم مستقبلاً مهما كانت خلافاته الداخليه.

  ياإصلاح إب : اعلموا ان الحوثي لن يخاف من مسيراتكم ووقفاتكم ومنشوراتكم فلن تضره بشئ ، وانما يخاف من المقاومة وحمل السلاح ، واذا اردتم ان تخدموا المقاومة وتحرروا محافظتكم فادعوا إليها واغرسوا فكرها ورسخوا ثقافتها ، مالم فأنتم جبناء ومغالطون تحاولون ان تبرروا مواقفكم بتوجهات اخرى تدعون انها مقاومة وهي ليست الا مجرد هروب من الواقع وتنصل من الواجب .

  اخيراً اقول لجميع الاصلاحيين لسنا بحاجة ان نقول للناس ان الحوثي مجرم وظالم وفاسد وغيرذلك ، فالحوثي غني عن التعريف ولسنا بحاجة إلى انشطة نستثمرها اعلامياً بأن الحوثي يحارب الانسانية وماشابه ذلك ، فمقتل الاستاذ امين الرجوي موضوع كافي لتوضيح حقيقة الحوثي وليس هناك ماهو اسوء من هذه الجريمة ، وهنا اقول لكم ان لم تستطيعوا ان تتجهوا نحو المقاومة الحقيقية فلا تحاربوها بمغالطاتكم الزائفة ، المقاومة غنية عن كل المتربصين وليس هناك عيب ان تصمتوا فالصمت افضل من المغالطة ، وان لم يثأر للرجوي حزب الاصلاح فسيثأر رجال المؤتمر من ابناء إب .

يااصلاح إب : اصحوا من النوم فالامور قد تغيرت والمقاومة ليست كثورة فبراير ... فإما ان تكونوا مقاومة مثل الناس والا فاسكتوا ولا نسمع لكم صوت وريحونا من الهدار الفاضي وهجعونا من الصياح والنواح وخيرة الله عليكم .

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news27438.html