2021/03/14
مناورة أم تكتيك.. لماذا ترفض مليشيا الحوثي الحوار وإسكات البنادق؟

 

بوابتي- خاص

ثمة ترقب يسود الساحة اليمنية فيما يتعلق بالدعوات الدولية لإسكات الرصاص والاتجاه نحو السلام انهاء الحرب في اليمن.

وما بين دعوات السلام ومنها الخطة المقترحة التي كشف عنها المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي لندركينغ، أول (الجمعة)، وأستعار المعارك في مأرب التي تريدها مليشيا الحوثي رغم تكبدها خسائر فادحة، خطوة تحضيرية وفاصلة لمرحلة مقبلة، يتراجع فيها صوت البنادق ويتقدم الحوار.

وفي ذات السياق، أظهرت الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران ارتباكاً ملحوظاً إزاء الخطة المقترحة التي كشف عنها المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي لندركينغ، أول من أمس (الجمعة)، حيث سارع المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام فليتة إلى رفضها، معتبراً أنها «مؤامرة» على جماعته قبل أن يتراجع عن هذا الرفض بشكل ضمني عبر إعادة تغريدة أحد مذيعي قناة جماعته (المسيّرة) على «تويتر».

وعلى وقع هذا الارتباك الحوثي، جددت الحكومة الشرعية في بيان لخارجيتها ترحيبها بمساعي وقف الحرب مفنّدة في الوقت نفسه المزاعم الحوثية حول الأوضاع الإنسانية المتدهورة، وفق ما جاء في البيان.

وكان المبعوث الأميركي تيموثي لندركينغ، شدد، أول من أمس (الجمعة)، على أن وقف النار ووضع السلاح هو أول أمر لا بد على جميع الأطراف المقاتلة في اليمن أن تفعله. وقال، خلال ندوة مرئية استضافها «المجلس الأطلسي»، إن التحالف بقيادة السعودية «جاهز فعلاً لتقديم كل الدعم».

وبينما اتهم مبعوث واشنطن إلى اليمن الجماعة بأنها «تعطي الأولوية للهجوم العسكري لانتزاع السيطرة على مأرب»، وصف المتحدث باسم الأخيرة مقترح الأول بأنه «مؤامرة»، وأنه يمثل الرؤية السعودية والأممية منذ عام.

وزعم فليته في تصريحات لقناة الجماعة، أن المقترح لا وقف فيه للقيود على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ولا وقف لإطلاق النار بل «التفافات شكلية» وفق تعبيره.

وتابع بالقول «أن يأتي مبعوث أميركي ليقدم خطة أقل مما قدمها المبعوث الأممي؛ فهذا غير مقبول». كما زعم أن المقترح يحاول أن ينتزع من جماعته ما لم تستطع الحكومة الشرعية انتزاعه بالحرب.

هذا الرفض المبدئي لمليشيا الحوثي للخطة الأممية التي تدعمها واشنطن، تلاه تراجع خجول؛ إذ أعاد متحدث الجماعة تغريدة للمذيع الذي أدلى له بالتصريحات، جاء فيها قول المذيع إن فليتة «لم يُعلن رفض صنعاء للحوار الذي ترعاه سلطنة عمان، بل طرح ملاحظات على خطة كينغ (لندركينغ) في شكلها الحالي لا النهائي»، وأكد أن النقاش حولها لا يزال مستمراً وقائماً».

إلى ذلك، يرى مراقبون أن التهدئة في الخطاب الحوثي هي جزء من مناورة لربح الوقت وتأجيل الهدنة المطلوبة أميركيا إلى ما بعد السيطرة على مأرب.

من جهته، يرى الكاتب السعودي، عمر علي البدوي، أن مليشيا الحوثي تستخدم هذه الفرص الخطيرة ورقة ضغط للمنافسة على نيل بعض المكاسب أو الوقت لتثبيت سلطة الأمر الواقع، دون أن يأبه لمصالح اليمنيين أو يراعي حياتهم.

كما يرى البدوي في مقالة له كتبها هذا الأسبوع في صحيفة "العرب"أن إيران منشغلة بإعادة تموضعها واحتلال موقع مؤثر ووازن في سياق الحوار المرتقب مع الإدارة الأميركية الجديدة، واليمن واحدة من الأوراق التي تنوي استخدامها في هذا الحوار.

مؤكدا أن إيران تشجع وكلاءها الحوثيين على المماطلة والتحايل على ضغوط إنجاز مخرج لأي من الطرق المسدودة في المشهد اليمني.

 ويجّزم أنه ليس في حسابات الجماعة الانقلابية أن تتأخر أو تخذل رعاتها في طهران، حتى لو تسببت في إرهاق الشعب اليمني بجولة جديدة من المتاعب التي تثقل كاهله، لأنها في حقيقة الأمر لا تمتّ إليه بصلة، ولا يقوم مشروعها إلا على ركام الواقع المرّ.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news285200.html