2021/06/21
ما وراء إغلاق الحوثي لمراكز تحفيظ القرآن الكريم؟ 


في ذروة اتجاهها لإنشاء مراكز صيفية لبث الأفكار المنحرفة والمتطرفة وتحريض صغار السن على العنف والإرهاب، اتجهت ميليشيا الحوثي التي يدعمها النظام الإيراني إلى اتخاذ إجراءات موازية لضمان استقطاب أكبر عدد من الشباب والأطفال ودفعهم للالتحاق بأوكارها التي تطلق عليها مراكز صيفية.
حيث عمدت الميليشيا الحوثية في عدد من المحافظات -لا سيما في العاصمة المختطفة صنعاء- إلى اقتحام عدد من مراكز ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، وقامت بطرد مرتاديها ومدرسي التحفيظ وما تبقى من مشايخها، وأغلقت هذه المراكز بصورة مستفزة.
ووفق وسائل الإعلام اليمنية، فقد اقتحمت ميليشيا الحوثي الإرهابية، الخميس الماضي، ثلاثة مراكز لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة صنعاء، حيث قامت أطقم عسكرية ومدرعات بمحاصرة 3 مراكز لتحفيظ القرآن في كل من مسجد السنة بسعوان ومركز الفتح في منطقة المقالح، ومركز البشائر في منطقة جدر.
وأضافت المصادر أن ميليشيا الحوثي الإرهابية اعتقلت القائمين على تلك المراكز، وطردت طلابها الملتحقين بمراكز تحفيظ القرآن الكريم، حيث ترفض الميليشيا إقامة مثل هذه الأنشطة الصيفية للطلاب والطالبات، بهدف إرغام المواطنين على إرسال أطفالهم إلى المراكز الصيفية الحوثية ليعودوا مشربين بالأفكار الدخيلة على اليمن.
وتسعى الميليشيا الحوثية من خلال هذه الأعمال التي تلقى استهجان اليمنيين إلى تدارك حالة العزوف المجتمعي عن مراكزها الصيفية التي تنشئها لاستقطاب الشباب اليمني والناشئة لتغيير معتقداتهم وهويتهم، ومن وراء ذلك استقطاب أكبر عدد من صغار السن والدفع بهم إلى جبهات القتال.
في رمضان الماضي فقط، أغلقت ميليشيا الحوثي الانقلابية ما تبقى من دور القرآن الخاصة بتعليم الفتيات القرآن الكريم في مديريتي سنحان وبلاد الروس جنوب العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها.
وتعدى العدوان الحوثي إلى ما هو أبعد من ذلك، ففي الأيام الأولى لسيطرة الميليشيا الحوثية على مناطق متعددة من اليمن، أقدمت الميليشيا على تفجير وهدم عدد من الجوامع والمساجد لدوافع مذهبية وعنصرية، كان أخرها هدم جامع النهرين في صنعاء، وحولت العديد من المساجد ومراكز القرآن إلى أوكار لميليشياتها ومجالس للمقيل والتدخين والرقص، بصورة استفزت مشاعر اليمنيين الذي رأوا في أعمال الحوثية انتهاكًا لحرمة بيوت الله وقدسيتها.
تأتي عمليات اقتحام ميليشيا الحوثي (العنصرية) للمساجد ودور القرآن الكريم ضمن حملة منظمة لتحويل المساجد إلى منصات طائفية وتكريس عملية الفرز العنصري داخل المجتمع اليمني الذي شهد عقودًا من الانسجام منذ ثورة 26 سبتمبر 1962، التي نأت بالشعب اليمني عن الفكر المتخلِّف، وكلما تقوم به الميليشيا أنها تهدف في الأساس إلى إحلال النهج الإيراني "المتطرف" محل نهج الوسطية والاعتدال.
كما أن هذه الممارسات تتسق وحالة الاستقطاب والتحشيد والجنيد التي تمارسها الميليشيا الحوثي لرفد جبهات القتال، على إثر الخسائر المتتالية التي تتلقاها تحت ضربات الجيش اليمني وطيران التحالف العربي.
وزارة الأوقاف اليمنية وصفت ممارسات الحوثيين بحق مراكز التحفيظ بأنه "سلوك همجي يكشف مستوى القطيعة بين هذه الميليشيا وبين الشعب اليمني وهويته وعمقه العربي والإسلامي"، كما رأت أن "مثل هذه التصرفات تؤكِّد أن ميليشيا الحوثي فئة عنصرية خارجة عن الصف الوطني ولا تؤمن بالسلام والتعايش من خلال ممارستها ضد المخالفين لها مذهبيًا أو سياسيًا".
ودعت الوزارة جميع القوى الوطنية إلى "العمل الجاد والفوري على رص الصف من أجل مواجهة هذه الميليشيا الطائفية والعنصرية التي تعمل جاهدةً على احتكار المحاضن العلمية وتحويلها إلى محاضن طائفية لتجنيد الطلاب للقتال والإرهاب، وتنفيذ دورات تعبوية، وإصدار التعميمات المفخخة لخدمة أجندتها الهادفة لمسخ الهوية اليمنية، ومحاولة تكريس الخرافة والثقافة الإيرانية الهدامة"، كما دعت الوزارة المجتمع الدولي إلى "النظر في جذور المشكلة اليمنية وفي مقدمتها ثقافة الاستعلاء والعنصرية التي تنطلق منها هذه الميليشيا وتمثل أخطر روافدها في الحرب على الشعب اليمني وهويته، وتحث على مساعدة اليمنيين في التغلب على هذه الثقافة المتخلفة وتجريمها وصولًا إلى تحقيق السلام وعودة التعايش السلمي".
ومؤخرًا كشف التحالف اليمني "رصد" ان الميليشيا الحوثية عملت على تجنيد (12054) طفلًا.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news291437.html